رسالة من حسين نجاد إلى الأمير تركي الفيصل

بسم الله الرحمن الرحيم

سمو الأمير تركي الفيصل المحترم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛

إني علي حسين نجاد عضو والمترجم الأقدم السابق لقيادة زمره مجاهدي خلق (فرقه رجوي) في العراق ومن الأعضاء والمسؤولين القدامى المنفصلين عن هذه الزمره عندما أتذكر بما سمعنا من سيادتك وأنت تعلن لأول مرة عن وفاة مسعود رجوي زعيم الزمره خلال خطابك أمام المؤتمر السنوي للزمره قبل عامين في باريس حيث قلت خطابا لمريم رجوي: “أنت وزوجك المرحوم مسعود رجوي” وعندما ألاحظ من جهة أخرى أن الزمره ذاتها وخلال العامين الماضيين أصدرت عشرات الرسائل باسم مسعود رجوي وبتوقيعه (ولكن بدون صوته وصورته) أتساءل ألا تعتقد سيادتك أن هذا السلوك الذي اعتمدته قيادة زمره مجاهدي خلق (فرقه رجوي) حتى إن كان رجوي قد توفي لا يعني إلا توجيه أسوأ الإهانات وانتهاك الحرمات إلى سيادتك وحتى السخرية منك؟ ألا يعني عملهم هذا بمثابة قولهم إننا لا نزال نعتبر رجوي حيا ونعلن أنه على قيد الحياة رغم إعلانك أنه قد توفي؟ أليس هذا بمثابة قولهم “إننا كذبنا على السيد الأمير تركي الفيصل بأن زعيمنا رجوي قد توفي”؟!

إنا وعندما كنا في معسكرات زمره مجاهدي خلق في العراق كنا شهود عيان على ما كان مسعود رجوي شخصيا يوجهه من اهانات وحالات سخرية واستحقار للأمة العربية خاصة لشعوب الجزيرة العربية في العهد الجاهلي واصفا العرب كله بأنهم وحوش ومع أن قيادة الزمره كانت ولا تزال تدار عائليا لأنها مكونه من زوج وزوجته وهي كانت ولا تزال تابعة للأجنبي مع ذلك أنها كانت تهاجم الحكومة السعودية لكونها عائلية وكانت تسخر منها وتصفها بأنها تابعة للأجنبي. وكان يقول إن هؤلاء أولاد أولئك الذين كانوا يئدون بناتهم ولكنه لم يكن يقول إن الإسلام والنبي محمد (ص) ظهرا وولدا من الأمة نفسها ومن الجزيرة العربية حتى شملا العديد من بلدان العالم وشعوبها بما فيها إيران والشعب الإيراني.

كما وبأمر من رجوي كانوا يجرون مسرحيات في معسكر أشرف بالعراق يسخرون فيها العرب والزي العربي حالما كنا نحن أعضاء الزمره نعيش على أرض العراق العربي ما يقارب ثلاثين عاما وكنا طيلة كل هذه المدة نستفيد من إمكانيات ومعسكرات العراقيين وكانت قيادة الزمره مدعومة من الحكومة العراقية في عهد صدام حسين وبعد سقوطه أيضا كانت تصر على البقاء على أرض العراق.

لماذا كل هذه الرسائل المنشورة لقيادة زمره مجاهدي خلق خلال العامين الأخيرين والتي تم إصدارها باسم مسعود رجوي وأصبحت حاليا متوالية مرقمة ويتلى من قبل مذيع القناة التلفزيوني التابع للزمره لم تدفع سيادتك خلال خطابك في العام الماضي أمام المهرجان السنوي ذاته وكذلك طيلة هذا العام إلى الاحتجاج والاعتراض لهم بأنه لماذا كذبوا عليك أو لماذا لم يقولوا في ما بعد لسيادتك بأننا ارتكبنا خطأ حتى تعلن سيادتك في وسائل الإعلام بأني فهمت الخبر خطأ أو إنهم أخطأوا أو كذبوا عليكم؟؟!!

نحن المنشقين عن هذه الزمرة أي نحن الأعضاء والمسؤولين السابقين في زمره مجاهدي خلق إذ كنا شهود عيان لصنوف أكاذيب قيادة التنظيم وعلى رأسها مسعود و مريم رجوي والموجهة لنا وللعالم الخارجي وحتى للشخصيات الداعمة للزمره إضافة إلى صنوف حالات القمع والكبت والخناق والمضايقات الجسدية والنفسية والجنسية (بتحريم الزواج وأية علاقة مع خارج التنظيم وبما في ذلك مع الأهل والعائلة)، كنا وبعد إعلانك وفاة مسعود رجوي نتوقع من شخصية سياسية حرة ومثقفة عربية مثل سيادتك أن توضح حول هذا الخبر ومصدره وما إذا كنت سيادتك مطلعا على الموضوع مباشرة أم لا؟ لأنه لم يسبق لأن يدلي سياسي هكذا تصريح إلا وأن يواجه أسئلة كثيرة من قبل الصحفيين ووسائل الإعلام ليقدم إيضاحات حول تصريحه. ألا يدل هذا أن سيادتك تواجه منعا وسيطرة ومضايقة؟ أليس هذا تطاولا على شخصيتكم ووزنكم وسمعتكم باعتباركم شخصية سياسية وعلى الأمة العربية جمعاء؟

وإذا كان علمكم بالموضوع بحرية واستقلال تامين وكنت سيادتك قد اطلعت على وفاة رجوي مباشرة فلماذا لا تؤكد ذلك حيث ترى أن زمره مجاهدي خلق (فرقه رجوي) تعلن يوميا أن رجوي حي ويصدر بيانات يوميا باسمه، ولماذا تتحمل هذه الإهانة والتطاول والاستهزاء بحقك وبوزنك ولماذا التزمت الصمت حيال كل تلك الإهانات.

ألا إن هذا يعتبر استحقارا وإذلالا لشخصكم الكريم ولدولة وزينة كالعربية السعودية التي لها سمعة شريفة ومنزلة قدسية لدي مسلمي العالم والبلدان الإسلامية لأن زمرة معروفة بالإرهاب على الصعيد العالمي صارت تتلاعب هكذا بسمعة ووزن شخصكم ودولة العربية السعودية فيما أن هذه الزمرة وكما أكده جهاز أمن واستخبارات بلدكم السعودية ليس لها أي دور وتأثير في أحداث وتطورات الداخل الإيراني وتفتقر إلى أية شعبية لدى الإيرانيين داخل إيران وخارجها وهي منبوذة حتى لدى المعارضين الإيرانيين ولدى عموم الشعب الإيراني.

فعلى ذلك أقترح لحضرتكم أن تدلي في أول فرصة ممكنة بتصريح لوسائل الإعلام توضح فيه هذه القضية لتنوير الرأي العام العربي والإيراني والإسلامي في هذا المجال حرصا على الاحتفاظ أكثر بسمعتكم ومصداقيتكم العظيمة شخصا وبلدا ومنع المساس بها من قبل هذه الزمرة الإرهابية الفاسدة.

علي حسين نجاد عضو والمترجم الأقدم السابق في قسم العلاقات الخارجية لزمره مجاهدي خلق وقيادتها في العراق – باريس

19 رمضان المبارك 1439

4 حزيران (يونيو) 2018

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى