مجاهدي خلق… معارضون أم عملاء

في أي دولة من الطبيعي أن تكون هناك معارضة للنظام الحاكم مهما كان ما يتمتع به هذا النظام من تأييد.
وإذا كانت هذه المعارضة تعمل لمصلحة البلد كما هو مفروض فان من ثوابت عملها يكون التعامل مع الوضع القائم داخل الدولة على أساس المشاركة في تقويم السياسة العامة للدولة بشتى الطرق التي لا تخرج عن الثوابت التي بنيت عليها هذه الدولة والتي تكون في نهايتها في مصلحة الجميع. وقد تتطور المعارضة السياسية إلى العمل المسلح عندما تتحول الأنظمة إلى ديكتاتورية متسلطة وتبحث لها عن طرق وحلفاء لدعم تحركاتها وقتالها ضد النظام. لكن هذا لا يعني أن يكون هذا الحليف هو عدو الدولة الذي يهدد اسس وجودها أركانها.
لقد كان النظام العراقي (1968-2003) عدوا لإيران وخاض حربا قاسية ومدمرة للطرفين طيلة ثمان سنوات بدعم من الدول الغربية وامريكا ومن خلال دول الخليج التي كانت ترى في ايران التهديد الاكبر لوجودها ,وخلال هذه الحرب تحول العراق الى معسكر رئيسي للمعارضين الايرانيين الذين حملوا السلاح ضد النظام في ايران وابرز المعارضين هم منظمة مجاهدي خلق التي كانت قوة فاعلة في يوم من الايام داخل ايران. اتخذت عمليات منظمة مجاهدي خلق طابعا ارهابيا منذ تأسيسها ، حيث قامت بعمليات تخريب وتقتيل حتى قبل الثورة الايرانية ولم يكن نضالها بعيدا عن الضرر الذي اصاب الجماهير الإيرانية وهو مناقض تماما لما اعتبرته من انها حركة ثورية تقف الى جانب الشعب الايراني. كما انها بعد قيام الثورة في ايران توجهت هذه المنظمة بصورة رئيسية للإضرار بمصالح الشعب الإيراني من خلال التفجيرات وأعمال التخريب التي شنتها من داخل الاراضي العراقية بعد ان وفر لها صدام حسين العتاد والتدريب وجميع المستلزمات العسكرية وقدم لها دعما لوجستيا كانت تحلم به منذ تأسيسها. وبعد حرب الخليج الثانية اصبحت هذه المنظمة تمثل قوة عسكرية خاصة استخدمها راس النظام العراقي صدام حسين في اخماد الاحتجاجات والتحركات الشعبية ضده بالقوة وقامت بعدة جرائم ضد الشعب العراقي.

يذكر الرئيس العراقي جلال الطالباني ان خمسة الاف من هذه المنظمة اشتركوا في القتال داخل كركوك الى جانب قوات الحرس الجمهوري العراقي في اخماده للانتفاضة عام 1991.

وتعرضت هي في المقابل الى هجمات قاسية من ايران بعد ان فقد النظام العراقي قدرته على الدفاع عن حدوده وفي عام 1997 صنفت الادارة الامريكية هذه المنظمة ضمن المنظمات الارهابية وتبع الاتحاد الاوربي امريكا وادرجها ضمن المنظمات المحضورة عام 2000. ولكنه في عام 2003 عادة وتعامل معها على اساس انها من المنظمات المحمية باتفاقيات جنيف وتعبه الاتحاد الاوربي عام 2008 مما يعد ازدواجية بالتعامل الامريكي مع ملفات الارهاب واضحى واضحا ان الارهاب هو ملف سياسي بحت تستعمله امريكا للتعامل مع الدول التي تقف ضدها.

زودت هذه المنظمة امريكا بمعلومات مهمة عن المنشآت العسكرية الايرانية وبالخصوص المنشآت النووية كما زودت كما قامت بعمليات لصالح المخابرات الامريكية والاسرائيلية داخل ايران. بالمقابل بقاء هذه المنظمة داخل ما يشبه الدويلة داخل الدولة العراقية وعدم امتلاك الحكومة العراقية أي صلاحية وباي شكل داخل المعسكر وبتأييد امريكي. يعطي انطباع قوي بان هذه المنظمة هي تشكيل امريكي على غرار الشركات الامنية التي تجمع المرتزقة للعمل للمصلحة الامريكية يمكن التنازل عنهم عند تفاقم الامور او عندما لا يكونون ذو نفع. . كما المنظمة على عناصرها ضمن نظام عسكري امني شديد يلفه الغموض الشديد اشبه بالتنظيمات الاستخباراتية منه الى الحركات الثورية او المعارضة.

كما ان المنظمة دخلت على الخط الطائفي في العراق وتعاملت مع مخلفات النظام البائد وطرحتهم كشخصيات تحررية ثورية وطنية ودعمتهم ماديا واعلاميا ولعل انتخاب صالح المطلك الذي مازال حتى يومنا هذا يمجد بالبعث وصدام حسين رئيسا لمؤتمرها عام 2007ودعوة بعض الشخصيات البعثية او التي تلطخت اياديها بدماء الشعب العراقي الى مؤتمرها.

وكتحصيل حاصل مجاهدي خلق منظمة تعمل على تدمير بلدها الام اضافة الى التحكم بالعراق وفرض نفسها كأمر واقع لا تستطيع معه الحكومة العراقية المساس بها رغم ما تفعله وهو امر لم نسمع بقبوله من أي دولة كانت على وجه البسيطة. الا يعطي كل هذا تأكيدا ان مجاهدي خلق هم عملاء تبنتهم امريكا واوجدتهم داخل الاراضي العراقية لاستعمالهم ضد بلدهم الام والعراق في حالة الحاجة اليهم وقد اثبتوا هم انفسهم عدم قدرتهم على الايمان والعمل ضمن الضوابط الثورية التي تحكم الحركات الثورية والتحررية في العالم…..

الكاتب صلاح العابدي

Exit mobile version