محمد رضا نجاريان ينفصل عن زمرة رجوي

السيد محمدرضا نجاريان الذي تحرر من اسر زمرة رجوي في معسكر أشرف ملتحقا بتجمع العوائل ولقائه بعد سنوات بوالديه، وضمن اعلانه الانفصال عن هذه الزمرة، يقدم صورة مختصرة عن الفترة التي قضاها في المعسكر:

بسمه تعالى

انا محمدرضا نجاريان العضو السابق في منظمة خلق (زمرة رجوي) اعلن انفصالي عن هذه الزمرة.

فقدت مايقارب 11 سنة من عمري هباءا عضوا في هذه الزمرة ومن اجل هذه المنظمة وقيادتها ضحيت بعائلتي وحياتي وشبابي وامالي وجميع متعلقاتي في طريق مايسمى بالحرية والنضال من اجل سعادة الشعب الايراني.

بعد الالتحاق بهذه الزمرة في العراق وخلال مايزيد عن 10سنوات من العضوية فيها، متحملا الام كثيرة ومعاناة لايمكن وصفها ، وصلت الى هذه الحقيقة المؤلمة وهي ان كل شيء لم يكن الا كذبا وخداعا واحتيالا ومن اجل لاشيء عملت انا وآلاف اخرين بكل اخلاص وصدق وتضحية لمنظمة لم تكن الا زمرة تخريبية تخضع لشخص واحد تعمل من اجل اشباع طموحات رجوي السلطوية وفي هذا المجال ارتكبت ماارتكبت من جرائم وخيانة.

ان سبب تأخر معرفتي على هذه الحقيقة المرة والمؤلمة هو بسبب الطبيعة الفؤوية لهذه المنظمة وتشكيلاتها الداخلية المغلقة؛ تشكيلات قطعت ارتباطنا بالعالم خارج المعسكر وغلقت بوجهنا جميع المنافذ التي يمكن ان نطلع من خلالها عن المعلومات والأخبار.

كنا في عزلة تامة، اذهاننا في حصار صنعها سجانوا أشرف، اسرى وسجناء وقلما يتمكن بعض الافراد من كسر هذه الحواجز ويتخلصوا ويضعوا اقدامهم في دنيا الحرية خارج المعسكر، لتبادر المنظمة بالصاق صفة الخيانة والعمالة للنظام الايراني بهم.

انا وفي عز شبابي وهيجاني اصبحت اسيرا لزمرة رجوي، مسؤولي الزمرة باسم الحرية والديمقراطية وبحيلهم وخداعهم كسبونا لمنظمتهم الجهنمية ونحن لانعرف شيئا عنهم ذهبوا بنا الى العراق الى مكان اسمه أشرف. لكن وللاسف لم يكن هناك شيئا من الشرف والصدق بحيث لم يرحموا حتى باعضاء زمرتهم وعوائلهم ويكذبون على الجميع. في ذلك المعسكر فقدت 11 سنة من افضل سنوات حياتي في الاهانات والمحدوديات والخذلان ومررت بظروف صعبة وتعذيب جسدي ونفسي، في وقت يعلن مسعود ومريم رجوي وبشكل مستمر وبكل وقاحة ان معسكر أشرف هو مدينة الحرية والنضال من اجل التحرر.

يحرم جميع الافراد في هذا المعسكر من ابسط حقوقهم الانسانية ولايمكنهم ايصال اصواتهم الى اي مكان. أشرف ومن جميع الجوانب هو مدينة (الممنوع) في انحاء العالم وعلى مدى التاريخ.

الارتباط والاتصال مع العالم خارج المعسكر ممنوع، اللقاء بالاهل والاصدقاء ممنوع، التلفون، الانترنيت، البريد، الكتاب، الجرائد، التلفزيون، المحطات الفضائية كلها ممنوعة، التحدث مع الرفاق ممنوع، حتى النظر، والرغبة والتفكير ممنوعا منعا باتا.

خلال السنوات الثلاثة الاخيرة جاءت اسرتي للقائي مرات عديدة ووصلت خلف ابواب أشرف المغلقة الا ان المنظمة لم تخبرني بذلك قط، وعادت ادراجها بعد تهديدها وترويعها.

رجوي وخلال السنوات وبكل دجل شيد القصور والابراج الخاصة به في العراق فقط. انه وخلال السنوات العشرة الاخيرة عمل على تأجيج العمل الارهابي في العراق. ان الشيء الوحيد الذي ليس له اية قيمة لدى رجوي هي الكرامة الانسانية والحرية وارواح افراده.

اريد التأكد على هذه النقطة استنادا لتصريحات شخص مسعود رجوي وهي ان الشيء الوحيد الذي ليس له قيمة ومعنى لدى رجوي ويبذلها بكل سهولة هي حياة الانسان. انه دائما يتقبل التضحية بالافراد ولم يفكر ابدا بحياة الانسان. ليس مهما لديه عدد الضحايا من افراده. لقد تألم كثيرا عند سماعه مقتل اكثر من ثلاثين من افراده في اليوم الثامن من شهر نيسان لانه يعتقد ان الارقام يجب ان تكون اكثر من ثلاثمائة من الافراد وقد قال ذلك مرات عديدة، لانه بهذه الارقام القليلة للقتلى لايمكنه ان يعتبر الحكومة العراقية من مجرمي الحرب في اعلامه، وفشل مخططه المضحك وفقا للعادة وكان يبغي استغلال اعداد قتلاه للمضي قدما في سياسته المشؤومة وقد اعلن عن هذا الموضوع مرات عديدة. نعم انا اتحدث عن زمرة لاتكترث عن سجن وقتل عناصرها المتذمرين وتسليطها ضغوطا لاتطاق على اعضائها. رجوي مرات عديدة قال كان علينا اعدام هؤلاء المتذمرين داخل المنظمة ان كانت الظروف ملائمة. انه حتى لم يخجل من قتل مجموعة من الافراد وانتحار اعداد اخرى بسبب الضغوط المسلطة عليهم.

أأمل ان يلتفت العالم في يوم الى ما الذي جرى على الابرياء داخل زمرة رجوي وكيف أسر وسجن الاف الافراد داخل هذا المعسكر لسنوات وحرمانهم من ابسط حقوقهم الانسانية وقطع اتصالهم مع العالم خارج المعسكر.

منذ اكثر من ثمان سنوات والحكومة العراقية تعلن ان وجود منظمة خلق في البلد غير قانوني، الزمرة لم تعر اهمية بهذا الطلب لابل اخذت وبشكل مستمر بالضرب على طبل الحرب واراقة الدماء وتهرج في اعلامها: باننا سنقاوم وسنبقى في أشرف.

مريم رجوي تدعي التزام المنظمة بكافة القوانين الدولية والقوانين الرسمية للبلد المضيف، في وقت قام قادة المنظمة وخلال السنوات الثمان الماضية بسجن الاعضاء داخل المعسكر، وبتأجيجهم المعارك والاشتباك مع الجيش العراقي خلال السنوات الثلاثة الاخيرة، دفعوا بما يقارب من 50 شخص للموت وعرضوا ارواح وحياة سائر الافراد للخطر ايضا ليبرهنوا ان المسيرة مستمرة وكل شيء على مايرام وليعود رجوي لبناء قصر ومضيف اخر له ويبقى بقية الافراد عبيدا له. لهذا السبب يصر رجوي على البقاء في العراق ولم يتقبل فشل استراتيجيته.

رجوي وازلامه هكذا يوحون بانه لاشيء سوى الذل والاستسلام والخيانة خارج نطاق أشرف، لكن الحقيقة هي ان كل من خرج من طوق التشكيلات، وبعد تحرره من المعسكر ذهبوا الى اي مكان يبغون وعملوا كل مايرغبوا واتخذوا المواقف حسب رغبتهم.

هل سألتم انفسكم؛ لماذا فرض 400 فردا كمراقب بعناوين مختلفة من حراس الكراجات ومراقبين في الصالة، قوات رد سريع، دفاع مدني، انضباط وافراد موزعون في المرافق الصحية و… الخ، حتى وزع بعض الافراد لمراقبة المرضى الراقدين في المستشفى في اجتماع ضم 3200 فرد فقط؟

المنظمة كررت ولمرات عديدة ان الافراد الذين كانوا في مخيم (TIPF) التابع للامريكيين، وتُركوا في الصحراء عند خروج الامريكان من أشرف، بانها (المنظمة) قد سلمت لكل منهم 300 دولار ووصولات ذلك موجودة. السؤال هو إن كانت هذه الدولار قدمت للفرد لسد احتياجاته الاساسية فقط، فما الحاجة اذن لتسجيلها في وصل (سند) ثم تكرار الاعلان عنها؟ كل انسان عادي عادة يساعد المحتاج ويعمل ذلك بخفاء وسرعان مايبتعد ولايصرح بعمله، اليست هذه هي مساعدة المحتاج حسب العرف؟ طبعا الزمرة لم تذكر بانها هي السبب في معاناة هؤلاء الافراد الذين ضحوا بحياتهم هباء من اجل تطلعات رجوي السلطوية.

جميع الافراد داخل التشكيلات وخلال سنوات هم مع اخواتهم واخوانهم الاخرين ضمن الوحدة وضمن المجموعة و…الخ يعملون سوية في مجالات مختلفة سياسية وتشكيلاتية واجتماعية و…الخ لتأمين اهداف المنظمة. الا ان اراد احد هؤلاء الافراد اللقاء بزميله الذي كان معه في الوحدة الذي لايبتعد عنه الان سوى فاصلة 100 الى 200 متر فما عليه الا ان يأخذ موافقة او فيزا وعادة لايسمح له بذلك. ماالحاجة لذلك؟ هل تريد المنظمة ان يكون لها اسلوبا اداريا عريضا طويلا؟ الم تعلم بان الافراد يتذمرون من هكذا روتين؟ بالتأكيد المنظمة تعلم ذلك لانه لم يبق احد ولم يتعرض على مثل هذه الامور في الاجتماعات. الا ان المنظمة ان لم يكن لديها مثل هذه القيود فستبدأ الامور الاخرى شيئا فشيء، المنظمة تخشى اي اتصال بين شخصين داخل أشرف، الجميع يعلم بان الفيزا هي بين بلدين لهم حدودا رسمية وضمن قوانين ونظام حكومي خاص بالبلدان. المنظمة التي تدعي بان تشكيلاتها منسجمة ومحكمة وان افرادها وحسب ارادتهم مصممون بالاستمرار على نهج رجوي، ماحاجتها لمثل هذه الفيزا؟ في اي مدينة في العالم يحتاج من يريد التنقل من مكان الى مكان داخل المدينة لموافقة وفيزا ، في اي مكان من العالم ان تكرر جلوس شخصين على طاولة واحدة لتناول الطعام في صالة عامة وليست خاصة يشكل هذا خطرا امنيا و… الخ ويجب محاسبتهم؟ لماذا تحرم المنظمة جميع الافراد من ابسط الارتباطات الانسانية والعرف الاجتماعي حتى داخل التشكيلات؟
ما الحاجة لصرف اكثر وقت الافراد 90% من الليل والنهار في التشكيلات لكتابة وقراءة واستماع المواضيع التشكيلاتية والجنسية والخيالية؟ اذن ما الذي يبقى من وقت وموضوع وطاقة لمقارعة النظام؟

لماذا تكرر المنظمة في جميع المناسبات والاجتماعات الكبيرة والصغيرة هذه العبارة (لانريد منكم عملا ولا… الخ بل الاولوية في التشكيلات هي الحفاظ على النظام الداخلي في التشكيلات والعمليات الجارية)، العمليات الجارية ليست الا غسيل الدماغ المنظم اليومي. الشيء الوحيد الذي يولي المسؤولين له الاهتمام هي اساليب التحكيم الذهني.
إن جمعنا جميع ضوابط العلاقات الداخلية للمنظمة فان كميتها وحجمها إن لم يشكل ضعفا لرسالة توضيح المسائل فانها ليست باقل منها. لماذا كل هذه الضوابط والمقررات والحدود والخطوط الحمراء لاجل اي شيء؟ هل ان سماع صوت الاهل الاب والام والاخت والاخ عبر مكبرات الصوت ومن مسافة بعيدة يعد خطا احمرا وخدشا للحدود مع النظام؟

اُم تنادي اسم ابنها عبر مكبرات الصوت من خارج أشرف واخرين ينادوه، لماذا يحساب في الاجتماعات الداخلية في ذلك اليوم ويؤخذ منه اعترافا بانه قد سمع عبارة من ام تنادي ابنها ويعتبر خائنا للقيادة واهداف المنظمة العليا وعميلا للنظام.

قطع الارتباط مع العالم خارج المعسكر والحرمان من جميع وسائل الاعلام الصوتية والتصويرية او الكتب والحرمان من كافة وسائل الاتصال في عالم تكنلوجيا العصر و… الخ، لكن من الجانب الاخر ضخ وقصف فكري مستمر من جانب واحد مع اجتماعات مطولة كل هذا من اجل اي شيء؟ ان كانت ضرورة لمثل هذه الاشياء (طبعا ضرورية لغسيل الدماغ) اذن تكذبون وتهرجون حينما تقولون ان لكم تشكيلات منسجمة مع افراد متطوعين اصحاب عزم. ان كان هؤلاء الافراد بهذا العزم والايمان والاعتقاد بمسعود رجوي ويعبدوه، اذن لماذا هذا الخوف من سماع صوت اُم تنادي ابنها؟ لماذا ينتاب رجوي هذا الخوف من صوت اُم عجوز تنادي ابنها؟

رجوي يعلم جيدا انه ان استجاب للقوانين الدولية والانسانية والعرف الاجتماعي العام:

اولا: لم يبق شيء من البستان ولا من فيه.

ثانيا: بخروج افراده للعالم خارج أشرف سيبوحون بما جرى عليهم خلال السنوات الماضية وستنهار تشكيلاته التي قامت على اساس الكذب والرياء والمكر.

من المعلوم ان مثل هكذا تشكيلات مرعبة لم تتقدم بمسيرتها وسيبرهن التاريخ ذلك، كما برهن على ذلك مرارا بانه لايمكن الترويج لايدلوجية تقوم على اساس الكذب والمكر وخداع اناس ابرياء لفترات طويلة.

وان هذا اليوم ليس ببعيد.

محمد رضا نجاريان
بغداد 27/1/2012

 

Exit mobile version