بمناسبة حلول الذكرى السنوية لفاجعة تفجير مقر الحزب الجمهوري الاسلامي

منذ سبعينات القرن المنصرم وحين تعرفنا على منظمة خلق من خلال تواجدنا في الجامعة والاكثر في سجون الشاه كان الاختلاف البارز بين مسيرة هذه المنظمة وكفاحها المسلح وبين مسيرة جماعة الفدائيين وكفاحها المسلح هو ان منظمة خلق باستثناء الاشتباك والدفاع تعتقد ان يكون العمل المسلح ضد المستشارين الامريكان و القمعيين من رؤوس نظام الشاه فقط، ولاتعتقد باغتيال القوى الداخلية امثال اغتيال اصحاب رؤوس الاموال التي كانت جماعة الفدائيين تقوم باغتيالهم ، بل هي لا تسمح حتى بقتل احدا من الحراس. الا انها كما جاء في كتاب "خيانة الديمقراطية" الذي يمثل اعلان زمرة رجوي التوبة وتوسلها بالامريكان ونشرته الزمرة خلال سنوات تواجدها في الخارج اي ثمانينيات القرن الماضي قد انكرت تنفيذها لاي عمليات مسلحة في عهد الشاه بشكل كامل وذليل. لكن قيادة رجوي التي حولت هذه المنظمة بعد انتصار الثورة في ايران الى جماعة فئوية وغيرت مبادئها ومسيرتها 180º قد كرست اكثر عملياتها المسلحة واغتيالاتها لقتل القوى الداخلية المدنية من الطبقات الضعيفة والكسبة واصحاب الاعمال البسيطة كالخياطين والبقاليين وصانعي الاحذية و… الخ وهذا ما يناقض ادعائها الكاذب القائم على انها تتخذ من العقيدة الاسلامية ومسيرة الامام الحسين (ع) الثورية نهجا لها، ان تبني الارهاب والقتل لايسمح به الاسلام مطلقا ومثل هذه الاساليب في الكفاح ضد العدو لاوجود لها في سنة الرسول (ص) ولا في مسيرة الامام علي (ع) التي كانت جميع حروبهم علنية وفي ساحات المعركة وجها لوجه مع العدو لابل هي اساليب ومسيرة الخوارج والجماعات المنبوذة امثال حسن صبّاح.
تعتبر فاجعة 7 تير (تير هو اسم الشهر الرابع من السنة الفارسية) بداية لحرب داخلية دموية ضد الوطنية والاسلام لم يشهد لها تاريخ بلدنا سابقة ولايمكن تسميتها الا بالانتقام والارهاب الاعمى الوحشي بحيث ان الكثير من ضحاياها لم يكن لديهم اية صفة في النظام ويشاهد بينهم الكثير من الاطباء واصحاب الاعمال العادية. هذه الجريمة الوحشية بلغت من الوحشية بحيث ان زمرة رجوي نفسها المرتكبة لهذه الفاجعة بشكل واضح ومباشر لم تتمكن من اعلان تحملها مسؤولية تنفيذها بشكل رسمي وعلني، لكن جميع المنظمات والجماعات المعارضة لنظام الجمهورية الاسلامية حتى من رفع السلاح بوجه هذا النظام قد ادانوا هذه الجريمة او اعترضوا عليها وتبرأوا منها لكن زمرة رجوي هي الوحيدة التي ابدت وتبدي فرحها منذ ذلك الوقت ولحد الان بالذكرى السنوية للجريمة وهذا مايؤكد ارتكابها لهذه الجريمة. حتى في بعض الاحيان يعد اعضاء ما يسمى بـ(المجلس الوطني للمقاومة) للزمرة حسب ما ذكره لنا رجوي بنفسه في احد اجتماعاته العلنية بأشرف ابان حكم صدام حسين ان بداية العمل هو 7 تير وليس 30 خرداد (خرداد هو اسم الشهر الثالث من السنة الفارسية) الذي رفض رجوي هذه النظرية بكل غضب انذاك وقال: (ان بعض هؤلاء السادة يقولون انكم بعملكم هذا قد قدمتم اكبر خدمة لنظام الجمهورية الاسلامية وثبتموه)!! ثم وبسخرية ممزوجة بها حرقة من نار هذا الاختلاف والتناقض الداخلي في مجلسه قال: (نعم! نعم! الان اصبحنا خدّمة النظام؟)!! ثم بغضب واثارة شديدة اضاف: (بكلامهم هذا يريدون ان يقولوا باننا (المنظمة) نحن المذنبون والبادئون)!!.
الجميع يتذكر ان العنوان الرئيسي لنشرة (المجاهد) التابعة لزمرة رجوي في اعدادها السنوية بذكرى هذه الجريمة هو (ان اوهن البيوت لبيت العنكبوت) و (بدء العد التنازلي لانهيار النظام بمقتل بهشتي)، ان استقرار واستحكام نظام الجمهورية الاسلامية اكثر فاكثر بعد مرور 31 سنة على هذه الجريمة وتهاوي زمرة رجوي وانهيارها الكامل يبرهن على اي من الطرفين مصيره الفناء؟!!.
في كل سنة من السنوات الماضية وبحلول ذكرى هذه الفاجعة يعرض تلفزيون زمرة رجوي نشيد القسم مع مشاهد من حادثة انفجار 7 تير، الان وفي سنوات ما بعد سقوط سيدهم الكبير وممولهم صدام حسين ( حيث كان يمولهم بثلاث ملايين برميل نفط شهريا) وبنزع سلاح الزمرة واتضاح ان شعاراتها وما كانت تنادي به كان هباء بهباء واتضاح انه لم يعد للزمرة اية قاعدة داخل ايران وخاصة بعد حوادث الانتخابات في عام 2009 م وعلم الجميع بان لامصير للزمرة حتى بين افرادها وهي في معرض الانهيار والزوال، لم يعد لها ذلك الهيجان وتلك الافراح والادعاءات عند حلول ذكرى هذه الفاجعة لابل ولاول مرة بعد مرور 31 سنة خرج الناطق باسم الزمرة بالخارج سيد المحدثين في المحافل الاستعمارية والامبريالية ليجيب على سؤال اسياد الزمرة الحاليين حول مسؤولية تفجير المكتب المركزي للحزب الجمهوري الاسلامي في يوم 7 تير عام 1360، فضمن تمجيده لهذه العمليات الاجرامية كذب تحمل الزمرة مسؤوليتها!!، ان اي عاقل باستثناء السائل ارباب سيد المحدثين! يبادره هذا السؤال: خلال هذه الـ(31) سنة لماذا كانت الزمرة وحدها تظهر الفرح والسرور ولم تكذب تنفيذها لهذه العمليات لابل كنتم تفتخرون بذلك؟! ما الذي حدث الان بحيث بعد مضي اكثر من ثلاثة عقود من الزمن تكذبون تنفيذكم هذه العمليات؟!.
كما سمعت مؤخرا ان بني صدر قد قال ايضا ان النظام قد قام بالتفجير (7 تير) لتكون بيده ذريعة للانتقام من خصمه منظمة خلق!! اليس بني صدر هو الذي قال في جوابه على سؤال لمراسل اجنبي حول هذه العمليات البشعة بعد عدة ايام من حدوثها: (انها نتيجة الجرائم التي ارتكبها كبار مسؤولي النظام)!!.
هذا في وقت كان مسعود رجوي ولعدة مرات في الاجتماعات العامة بأشرف ان كانت في زمان الظهور! قد سأل مهدي ابريشمجي او في زمان غيبته الحالية! قد سأل عباس داوري: (تتذكر باننا وفي ليلة بعد 30 خرداد 1360 وفي اجتماع لنا مع اللجنة المركزية قد سألت هل توافقون بعاشوراء يكون ثمنها فقدان الجميع؟ حينها رفع الجميع ايديهم علامة على الموافقة)، مسعود رجوي بهذا الكلام والسؤال (الذي هو اعتراف علني عن نيته لتفجير مقر الحزب الجمهوري الاسلامي مستخدما افراده المتوغلين في الحزب واطلاعه الكامل على نتائجه ونشوب حرب داخلية دموية بعدها بسبب عدم اختفاء انصار الزمرة وتركهم وتهجيرهم في ازقة وشوارع المدن) يريد ان يجعل له شركاء في جريمته من بين اعضاء اللجنة المركزية انذاك، ومن لايعلم انه لاجرأة لاحد بعدم رفع يده عند طرح مثل هذا السؤال من قبل شخص رجوي!، ان جريمة رجوي هذه ورغم تشبيهه الدجلي بعاشوراء الا انه ليس هناك اي وجه تشابه او ارتباط مطلقا بينها وبين عاشوراء البطولة والدفاع وقتال الامام الحسين (ع) وجها لوجه مع عدوه.
وختاما يجب القول ان زمرة رجوي لايمكنها مطلقا ان تطهر مخالبها الملوثة بالدماء لارتكابها هذه الجريمة والجرائم الاخرى التي تلتها ان كانت في ايران او في العراق بهذه الخدع والتلاعب اللفظي (انا لم افعل ذلك بل يدي هي فعلت ذلك)!! ولايمكنها مطلقا ان تتخلص من العواقب الطبيعية والقانونية والتاريخية لهذه الجرائم ضد الانسانية والتهرب عن مسؤولية القيام بها وعن الحوادث والاعدامات والانتقامات الناتجة عنها، لان هذا هو حكم الله وقانون التاريخ والجزاء الطبيعي (السنة الالهية)، وها هي الزمرة بوضعها المزري الهالك والمذل الذي الم بها وهي بمعرض الانهيار تتعلق بثياب السابقين من روؤساء الـ (C.I.A.) والجيش الامريكي ترفع شعار (الحرب مائة مرة)!! لتوفير الماء والغذاء اليومي وتصليح مسالك المجاري في المعسكر السابق للامريكان.
"سنة الله التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا".

حسين نجاد

Exit mobile version