اوضاع ساكني مخيم ليبرتي

 

في المقال التالي نود ان نلقي نظرة عامة حول مشكلة انسانية هي في غاية الاهمية الا وهي وضعية افراد منظمة خلق في مخيم ليبرتي في العراق. خلالها سنذكر مايساورنا من قلق بهذا الشأن وتحديد الموانع التي تقف امام حل هذه المشاكل ثم نعرض طرق الحل العملية لها.

 

نحن نعتقد حاليا، انه ولاسباب سياسية واضحة انه ليست هناك ارادة معينة لحل هذه المعضلة وانقاذ ساكني ليبرتي من الوضع المزري المتورطين فيه، في نفس الوقت نحن نتصور انه يجب عدم الوقوف مكتوفي الايدي بل يجب ايصال اصوات هؤلاء الافراد الى مسامع البشرية كافة والاهم من ذلك بيان حقيقة ان زعيم زمرة خلق الفئوي مسعود رجوي انه ليس الممثل عن هؤلاء الافراد والناطق باسمهم بل هو الخطر الرئيسي الذي يهددهم.

 

نرد هنا العناوين المهمة للموضوع ثم نتطرق للموضوع بشكل مفصل:

المشاكل:

 

•رغم اعتصام العوائل المفجوعة لذوي هؤلاء الافراد منذ اكثر من ثلاث سنوات في العراق الا انهم لازالوا ومنذ سنوات طوال محرومون من مقابلة احبتهم.

•نظرا للعوائق والموانع التي يصطنعها مسؤولي زمرة رجوي فان الوضع الامني والرفاهي والصحي والمعنوي والجسدي لساكني مخيم ليبرتي هو سيء للغاية.

•ان بقاء غالبية الاعضاء؛ المبتلين بالفوبيا نتيجة اخضاعهم لغسيل الدماغ بشكل منتظم لفترة طويلة في محيط معزول هناك هو خلاف رغبتهم.

 

الموانع:

 

•الاتصال بالافراد في المخيم حتى المقربين اليهم، بسبب الموانع التي تضعها الزمرة ومماشاة المسؤولين ذوي العلاقة هو غير ممكن.

•استمرار سيطرة زعيم الزمرة على ساكني مخيم ليبرتي والتحكم المطلق بهم رغم مرور عشرة سنوات على سقوط صدام حسين.

•المشرفين والمسؤولين الدوليين المعنيين ليس لديهم تصور صحيح عن المنظمة واساليبها في السيطرة والتحكم او لايريدون معرفة ذلك.

 

الحلول:

 

•عوائل الاعضاء المحتجزين لدى الزمرة يمكنها ان تلعب دورا رئيسيا في انقاذ الافراد واعادة تأهيلهم.

•الفصل بين المسؤولين والافراد هو حل عملي ويمكن البدء به.

•الضغوط الدولية على الزمرة من قبل العوائل والمنفصلين عنها ذا فائدة.

 

ان احد الحقوق الاساسية المعترف بها دوليا لاي فرد في اي مكان في العالم، حتى لاخطر السجناء، هو حق المقابلة والاتصال بالاقارب، هذا الحق قد سلب من ساكني مخيم ليبرتي الذين لازالوا يقبعون تحت تحكم مسعود رجوي وسيطرته النفسية التخريبية.

 

ان مسؤولين الامم المتحدة وسائر الاوساط الدولية الاخرى تعترف رسميا بهذا الحق، لكنهم من جهة يزعمون انه لا يمكن اجبار ساكني المخيم على مقابلة ابائهم او ابنائهم في حال عدم رغبتهم بذلك. هنا يمكن السؤال عن ما هي الظروف التي تحكم المخيم ومن فيه الذين حرموا من اي اتصال بالعالم خارج نطاق الزمرة لفترة من 10 _30 سنة بحيث لم تعد لديهم الرغبة بمقابلة ذويهم من الدرجة الاولى الذين لا يعلمون شيئا عنهم منذ سنوات.

 

بطبيعة الحال فان هذا السؤال ووفقا لمصالح المسؤولين يبقى دون جواب، لكن علوم اليوم قد اجابت عنه بوضوح. جواب السؤال هو بالضبط عمل غسيل الدماغ التخريبي الفئوي الذي يخضع له اعضاء زمرة رجوي في اماكن معزولة كمعسكر أشرف ومخيم ليبرتي (وحتى في البيوت الجماعية في الغرب كمقر مريم في اوفيرسوراواز).

 

مشرفي الامم المتحدة في العراق يدّعون: " ان لساكني المخيم وذويهم حق الارتباط فيما بينهم، وفي نفس الوقت فان لساكني المخيم الحرية في اتخاذ القرار حيال رغبتهم بمثل هذا الارتباط ام لا، يجب ان يخول الفرد نفسه بهذا الحق والموضوع يتعلق به".

 

المشكلة الحالية تكمن في (حق الاختيار) هذا الذي لايعرف في الحقيقية ان كان له وجود ام لا. يجب التأكد من حرية الاختيار وعدم تدخل العوامل النفسية الناتجة عن استخدام التقنيات في الاجواء الفئوية المعزولة لفترة طويلة حسب علمنا.

 

يذعن مسؤولوا الامم المتحدة ان الافراد داخل المخيم يصابون بحالة عصبية حال سماع اسماء ذويهم وسرعان ما يتخذون مواقف دفاعية. ووفقا لاعمال التحكم بالذهن التخريبي الفئوي يظهر ان هؤلاء الافراد قد خضعوا لعملية غسيل ادمغتهم مقابل اصطلاح "الاسرة" وهم يرون هذه الكلمة لا اراديا ملازمة لكلمة الشيطان ويبتعدون عنها.

احد مسؤولي اليونامي يقول: "حتى اؤلئك الذين يقولون لنا انهم يريدون ترك المنظمة، إن ارتبط الموضوع بذويهم وعوائلهم سرعان ما يثارون ويتراجعون عن مقترح ترك المخيم ويتهموننا باننا نرغمهم على الارتباط بوزارة المخابرات الايرانية".

 

وحسب العمل الفئوي يتحقق هذا الموضوع بشكل عملي. لقد زرع في اذهان الافراد الخوف من الاهل بشكل واسع وفقا لتقنية التحكم الذهني الفئوي التخريبي بحيث سرعان ما يظهرون رد فعلهم اتجاه الاتصال بالاهل (المرادف للاتصال بالشيطان) ويتراجعون. رجوي يعلم جيدا ان اللقاء والاتصال بالاهل واحياء وصحوة الاحاسيس والعواطف في الشخص واطلاعه وتعرفه على الاوضاع خارج المخيم ستزيل تأثير غسيل الدماغ مباشرة وسيراود ذهنه المغلق فكرة الهروب نحو الحرية والخلاص.

 

حاليا يرسل ساكني ليبرتي رسائل ادانة واتهام للمشرفين الدوليين. بتصورهم ان جميع من جاؤوا الى ليبرتي لمساعدتهم قد ارسلوا من قبل وزارة المخابرات الايرانية وفي العراق فان الجميع من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وحتى الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة مارتن كوبلر وحتى السفير الالماني لدى العراق ينفذون اوامر النظام الايراني بل وجاؤوا لتكبيل هؤلاء الافراد وتسليمهم الى ايران لتعذيبهم ثم اعدامهم.

 

لدينا الاطلاع على انه عند دخول افراد الامم المتحدة الى ليبرتي فانهم يواجهون باعمال عدائية وشعارات الموت لكوبلر والموت للمالكي والبصق عليهم. من الطبيعي ان يفتقر هؤلاء الافراد للتصرفات اللائقة والطبيعية وقد تم اعدادهم مسبقا (وفق عملية تلاعب ذهني) لمثل هذه الاعمال. في مثل هذه الظروف يمكن للفرد حتى ان يحرق نفسه بدون اي سبب ومنطق لا بمجرد اصدار امر بذلك من قبل المسؤول.

 

مثل هذه التصرفات تعود بالفائدة على رجوي لان دخول المشرفين الى المخيم واتصالهم بالافراد يسبب مشاكل كثيرة، الهجوم الصاروخي على المخيم زاد الطين بلة حيث راح رجوي مفتعلا الاسباب الامنية ومستغلا هذه الذريعة بمنع مشرفي الامم المتحدة من دخول المخيم.

 

انه يعلم جيدا كيف يستخدم الخدع والاساليب لتحقيق مأربه، انه وكسائر الزعماء الجماعات الفئوية في التاريخ رغم غبائه في الاستراتيجية وليس لديه بعد نظر ولا يمكنه النظر ابعد من مقدمة انفه لكنه وبدلا عن ذلك فهو استاذ متفوق بالتكتيك ويعمل بمهارة. المنظمة ومنذ الهجوم الصاروخي على المخيم قد قطعت مقابلة الافراد مع مفوضية اللاجئين بشكل كامل وغير منطقي وبذريعة عدم توفر الامن وطالبت العودة الى أشرف.

 

مسؤولي المنظمة عملوا متوسلين بأية واسطة ممكنة على منع مقابلة ممثلي الامم المتحدة مع ساكني المخيم والاتصال بهم بل واخذوا بارسال اشخاص للمقابلة بدلا عن اخرين. يزعم الافراد عند مقابلتهم المشرفين عدم امتلاكهم لاي مستمسك يدل على هويتهم لكن الحقيقة ليست كذلك لانه عند الضرورة (حسب رأي مسؤوليهم) يبرزون حتى جواز سفر اوربي، وفي حالات استخدموا جواز سفر شخص متوفي في أشرف من اجل انتقال شخص اخر الى ليبرتي.

 

ان جميع ساكني ليبرتي قد قدموا طلبات حمايتهم ، لكن عندما يدخل افراد الامم المتحدة الى المخيم لتصويرهم او اخذ بصمات اصابعهم وغيرها فان المنظمة تقدم مجموعة من الافراد للامام يقومون باعمال شغب واضطراب ويمنعون افراد الامم المتحدة من انجاز عملهم.

 

حسب القوانين الدولية فان الصليب الاحمر مسؤول عن ايصال رسائل الاهالي الى من يخصهم في المخيم. لكن وفي جميع الظروف لم يكن الافراد بمفردهم ليتسلموا هذه الرسائل ، في بعض الاحيان وكأنما ظرف الرسالة يحتوي على بكتريا انتراكس (جرثومة الجمرة الخبيثية) بحيث ليس لديهم الاستعداد حتى لمس الظرف الذي يظهر جليا تخوفهم الشديد من النتائج التي ستترتب على هذا العمل، ردود فعل نفور مع خوف يشير الى حالة غير طبيعية للفرد.

 

المشكلة التي نواجهها حاليا ان هناك اشخاص قلة من المسؤولين المعنيين هم على علم بواقع وحقيقة هذه الزمرة وبالوقت ذاته ووفقا لمصالحهم يتغافلون وليس لديهم الاستعداد لليقضة من نومتهم. ان مدى محاباتهم ومماشاتهم لمسعود رجوي لم يشاهد له نظير في العالم لحد الان.

 

مما لا يخفى على احد ان زمرة رجوي قد وضعت خطا احمرا مطلقا بين ساكني ليبرتي وخارج المخيم وهذا ما يبرهن على ان منظمة خلق بزعامة مسعود رجوي هي زمرة فئوية تخريبية تتحكم بالذهن. من الواضح للجميع ان خوف رجوي من مقابلة اعضاء زمرته لذويهم يفوق اي خوف اخر وسببه واضح ، مثلما يتفق جميع العلماء المتخصصون بالعلوم الفئوية فان هذا الموضوع سيجر الى ازدياد حالات الانفصال عن الزمرة ثم حتى عداء هؤلاء لرجوي ولذا فان رجوي يرجح تساقط الصواريخ والقذائف على رؤوس اتباعه يوميا على عدم مقابلتهم لذويهم واهلهم.

 

على اية حال فمن حق الافراد المحبوسين في ليبرتي ان يكونوا على اتصال مع العالم خارج المخيم وخاصة مع ذويهم واهلهم ويجب بذل الجهود والمساعي والقيام بخطوة من اجل ذلك رغم صعوبة حل هذه المشكلة وممانعة مسؤولي الزمرة لها واستمرارهم بفرض تحكمهم الفئوي بالافراد ومنعهم اتصال الافراد بمشرفي الامم المتحدة.

 

رجوي يدعي ان هذه العوائل هم ليسوا ذوي واهل حقيقيين للافراد بل هم جميعا وكلاء وزارة المخابرات الايرانية. جميع العوائل المتواجد هناك لديها مستمسكات ووثائق تثبت قرابتهم بالافراد داخل المخيم. كما ان افراد زمرة رجوي قد سجلوا لدى الصليب الاحمر بل وحتى البعض منهم هم من اسرى الحرب. الان هناك ما يقارب من مائة اسرة من مختلف نقاط العالم يملكون المستمسكات والوثائق التي تثبت قرابتهم مع افراد داخل المخيم هم على استعداد لمقابلة من يخصصهم داخل المخيم ، وهم على قلق اتجاه سلامة احبتهم جسديا ومعنويا ، انهم ومنذ سقوط صدام حسين منذ عشرة سنوات يبذلون قصارى جهودهم من اجل الحصول على اية معلومة تخص احبتهم. هل يجب الجلوس مكتوفي الايدي والانتظار ليقتلهم رجوي واحد تلو الاخر؟

 

نحن على اطلاع بان هناك حالات حرمان ساكني المخيم من الامكانيات العلاجية والطبية ، يواجه السكنة مختلف الامراض لكن مسؤوليهم يمنعون مراجعتهم الطبيب والمستشفى ، وهذا بسبب ان زعيم الزمرة يريد ان يقدم قتلى ويرمي بالوم على عاتق الحكومة العراقية وبهذا يحصل على مكاسب، تنتهك الكثير من الحقوق الاساسية داخل المخيم نحن علم بها كما وقد ابلغنا المسؤولين المعنيين بها لكن وللاسف الشديد لم نحصل على اجوبة. في مقابلا تنا مع وزارة حقوق الانسان في العراق وجدناهم قلقين اتجاه الوضع داخل المخيم.

 

ان كل من المنفصلين عن الزمرة المقيمين في فندق ببغداد لديه الكثير من القصص التي تتضمن سوء تصرفات مسؤولي المنظمة داخل المخيم. جميعهم يتفقون على انهم داخل المخيم لم يكن لديهم ابسط تصور حقيقي عن العالم خارج المخيم. البعض منهم تحّمل خطر التعذيب والاعدام وجازف وهرب. مراقبة مشددة ، فرض محدوديات ، منع الاتصالات الفردية ، التحقير وتوجيه الاهانات والاتهامات الواهية والقمع الجسدي والنفسي من قبل المسؤولين لازال مستمرا داخل المخيم. تفرض على الافراد ضوابط غاية في الشدة ليس لها وجود في اي معسكر بحيث يتمنى البعض الموت بشكل علني.

 

هناك قلق حقيقي اتجاه وضعية ساكني مخيم ليبرتي وتأمين الحقوق الانسانية الاساسية. الكثير من هؤلاء الافراد يحتجزون هناك تحت سيطرة الزمرة خلافا لارادتهم. رغم ان هؤلاء الافراد يتحدثون عن الارادة الحرة لكن معنى حق الاختيار بحرية في منظمة فئوية مغلقة واضح جدا. هذه الحقيقة ذكرت في تقرير صحيفة نيويورك تايمس الامريكية بقلم اليزابث روبن تحت عنوان "زمرة رجوي" بتاريخ 13 تموز 2003م كما اشير اليها في تقرير الراند (معهد تحقيقات الدفاع القومي الامريكي التابع لوزارة الدفاع الامريكية) عام 2009م تحت عنوان "منظمة خلق في العراق؛ لغز سياسي".

 

بعض الافراد داخل المخيم رفض المقابلة وفي رسائل اظهروا رفضهم الذهاب الى بلد ثالث. على اي شئ تدل هذه الامور؟ هل يمكن لاحد ان يؤكد ان هؤلاء قد كتبوا مثل هذه الرسائل بارادتهم وبكل حرية؟ اليس هؤلاء هم من يخشى رجوي مقابلتهم مع مشرفي الامم المتحدة؟

 

عند ارسال الافراد الى مقابلة افراد الامم المتحدة يملى عليهم ما الذي يقولونه وما الذي لا يقولونه وهؤلاء الافراد قد خضعوا لغسل الدماغ بحيث لم يجرأوا على قول ما لديهم. التخوف الرئيسي لدى رجوي حاليا هو كثرة الانفصال عن منظمته وانهيارها. منذ الهجوم الصاروخي على المخيم في 9 شباط 2013م ، منع رجوي دخول افراد الامم المتحدة الى داخل المعسكر واخرج تظاهرات معادية لهم ، اليس هذا الامر يجعل من موضوع الهجوم الصاروخي امرا مشكوكا؟

 

الأخبار الواصلة تفيد انه ورغم ما يقوم به رجوي من مناورات ومماطلات الا انه في حال فقدان سيطرته على قسم كبير من الافراد في ليبرتي. لقد صرح انه لن يسمح لهم بمغادرة العراق ولحد الان تعمد بحذف جميع امكانيات الانتقال الى بلد ثالث مما ادى هذا الامر الى حالة الاستياء والتذمر داخل المخيم.

 

من جهة فان المعلومات المتوفرة تشير الى ان زمرة رجوي ترسل اتباعها المتواجدين في امريكا واوربا واستراليا الى اوساط مختلفة كمكاتب الامم المتحدة او البرلمانات بعنوان عوائل الافراد المتواجدين في مخيم ليبرتي ويطرحون موضوع امنهم ثم يطالبون باعادتهم الى أشرف. هل ان العوائل الحقيقية تريد اعادتهم الى أشرف للتضحية بهم اكثر او يريدون خروج اعزتهم من العراق؟

 

النساء الاعضاء السابقات في هذه الزمرة تفوهنّ قليلا في الاوساط وكشفنّ عن التحكم الفئوي والسيطرة داخل التشكيلات. ألم يثبت لحد الان ان هذه الزمرة هي زمرة فئوية تخريبية تتحكم بالذهن؟ هل هناك شك اتجاه النقض الفاحش لحقوق الانسان الاساسية داخل المخيم من قبل قادة زمرة رجوي؟ بعد مرور عشرة سنوات على تعامل الامم المتحدة وسائر الاوساط الدولية الاخرى مع زمرة رجوي الم تتضح الطبيعة اللا انسانية لزعيم هذه الزمرة؟

 

حالات عديدة راجع بها افراد المخيم  ممثلي الامم المتحدة وطلبوا الخروج الا انهم لم يراجعوا مرة اخرى ثم انكروا طلبهم. نحن على علم بكثير من الحالات بحيث ان ممثلي الامم المتحدة لم يستجيبوا مباشرة لطلبات الخروج حيث يوجلون متابعة الموضوع الى وقت اخر مما يدل على افتقادهم لابسط المعرفة عن جهاز السيطرة الفئوي، او انهم اساسا لا يرغبون بانفصال الافراد عن المنظمة ، اوليات هذا الموضوع تعود الى عهد سيطرة القوات الامريكية على معسكر أشرف حيث كانوا يؤجلون طلب الافراد بالخروج الى وقت لاحق مما يتسبب في مشاكل اكثر للافراد.

 

افراد الامم المتحدة يعلمون قبل غيرهم انهم يحاطون ويراقبون من قبل مسؤولين الزمرة منذ دخولهم المخيم وحتى خروجهم كما ويعلمون جيدا ان زعيم الزمرة يمنع خروج الافراد من المخيم ويمنع اتصالهم مع افراد الامم المتحدة. مسؤولي الامم المتحدة اقتنعوا بمجموعة من ساكني المخيم قد راجعتهم وابرزوا رضاهم من تواجدهم في زمرة رجوي وابداء نفرتهم من عوائلهم العميلة. ان ابسط مطالعة حول عمل التحكم بالذهن الفئوي التخريبي يوضح بشكل جيد سبب هذا الامر.

 

الافراد داخل المخيم هم تحت المراقبة الجسدية والنفسية المكثفة. الاتصال حتى بين نفس الافراد غير مسموح به ومحدود جدا ، عدم وجود امكانية للحصول على الأخبار ووسائط الاتصال العامة مطلقا ، بعض الافراد وكعقوبة يسجنون في غرف بسبب قيامهم بهذا العمل او تشدد عليهم مراقبة من قبل شخص او اكثر لفترة 24 ساعة ، استمرار عقد اجتماعات التحطيم النفسي وتفتيش العقائد المسماة بـ"العمليات الجارية" التي يعرّض فيها الفرد الى مختلف انواع التهديد والاهانات والتحقير واتهامه بمختلف الجرائم بشكل منظم ويومي.

 

لقد اذعن افراد الامم المتحدة مرات عديدة بان الافراد الذين يأتون للمقابلة يخضعون لضغوط عصبية ولا يتصرفون تصرفا طبيعيا بل يتصرفون وفقا لما املي عليهم وجميعهم يكررون جملا موحدة. في بعض الاحيان عند مجيء الشخص ليتسلم رسائله المرسلة من اقاربه يتصرف بشكل منطقي ويقرأها ويفرح بها لكن وبعد عودته للمخيم تأتي رسائل كتبت بلحن حاد ، لماذا سلمتموه رسائل جواسيس ايران.

 

خطأ لازال يتكرر وهو يتصور ان لزمرة رجوي نظام اعتقادي، ان كافة الاخصائيين يقولون ان العضوية في فئة لا ترتبط بقبول نظام اعتقادي بل ان الموضوع يتعلق بالعلاقة الظالمة والاستعبادية لزعيم الزمرة مع ضحاياه وفقا للاعمال النفسية. قادة الجماعات يعلمون جيدا كيف يتحكمون باذهان الافراد ويستخدمون التقنيات النفسية بل وحتى الاجهزة لغسل ادمغة اتباعهم.

 

ضحية الزمرة يصبح عضوا فيها عند تبديل علاقته الطبيعية السابقة بالعلاقات الخاصة مع زعيم الجماعة. تقطع علاقة هؤلاء الافراد مع زملائهم واحبتهم لتأخذ عملية غسيل الدماغ مأخذها. لذا ان تمكنت العائلة من اظهار حبها واعادت إحياء علاقتها السابقة فان الضحية سيعود لنفسه وسيتمكن من اتخاذ القرار الصحيح وبشكل منطقي. الشيء الذي لا يروق لاي زعيم فئوي ولايرغب به. لهذا السبب اطلق رجوي مصطلح بؤرة الفساد والعدو الرئيسي والقنبلة المدمرة على العائلة لان العواطف العائلية تخرب وتدمر العلاقات والانظمة الرجعية التي اقرها رجوي. لذا فهو لا يسمح مطلقا وفي اي ظرف الارتباط بالاهل.

 

للاسف الشديد فان مشرفي الامم المتحدة لا يبالون لجهل ساكني ليبرتي المطلق اتجاه العالم خارج المخيم. فالكثير من هؤلاء قد قضى سنوات طوال في عزلة تامة وليس هناك من وسيلة للارتباط بالخارج وجميع ما لديهم من معلومات حصلوا عليها عن طريق مرشح الزمرة. الكثير منهم وبسبب اخضاعه للاعمال الفئوية النفسية اصبح غريبا عن طريقة التفكير الصحيح ولم يعد بقادر على التفكير المنطقي ويراجع اموره ويتخذ القرار المناسب لقد شحنوا بشعور مصطنع قوي كسائر اتباع الجماعات الفئوية الاخرى بانهم هم الافضل من الاخرين واعلى مرتبة وهذه هي نعمة منّها رجوي عليهم لذا يجب تقديم الشكر له الى ابد الابدين ، استخدام تقنيات غسيل الدماغ هي من الاعمال اليومية في المخيم من خلال الاجتماعات اليومية للعمليات الجارية.

 

لقد قلنا ونقول لم يحدث اي تطور وتقدم من قبل الامم المتحدة او الحكومة العراقية او اي جهة اخرى ما لم يتم اشراك عوائل هؤلاء الضحايا بشكل فاعل كعامل اساسي في اي حل ممكن. كما يجب اخراج قرابين الزمرة من تحت تسلط مسعود رجوي وتحكمه الفئوي ووضعهم في اجواء تمكنهم من تقرير مصيرهم. طريقة الحل هذه ذكرها تقرير الراند بشكل مفصل، هذا التقرير يعلن وبشكل صريح ان مجرد عزل القيادة عن الجسد يمكن ان يكون الحل للّغز السياسي لمنظمة خلق في العراق (طبعا ان كان هناك من يبحث عن حل).

 

على اية حال هناك الان عدد كثير من العوائل في العراق تنتظر مقابلة احبتهم ويصرون السماح لهم بالدخول ومقابلة من يخصهم، لحد الان وبذرائع امنية يمنع هؤلاء من دخول المعسكر. المسؤولين العراقيين يقولون لا يمكنهم ضمان حياتهم امنيا حال دخولهم المخيم. هذه العوائل تتحمل متطوعة اعباء الخطر للقيام باي عمل من شأنه ينقذ ابنائهم واقاربهم. من وجهة نظرنا ليس هناك اي طريق حل سلمي اخر ، ومن الواضح ان رجوي يسعى وباية صورة لايجاد اي تصادم ويجر الموضوع الى العنف ليستغله في صالحه سياسيا ، ان القفل هذا لا يمكن فتحه مطلقا من خلال المساعي بشكلها الحالي بل يجب تغييرها.

                                                

Exit mobile version