اضراب عن الطعام في ليبرتي! لماذا وما وراءه؟

إثر الحادث الدموي بمعسكر أشرف في الاول من شهر ايلول/سبتمبر الماضي الذي قتل فيه مجموعة من المتبقين في المعسكر من اعضاء منظمة خلق وفقدان سبعة اخرين منهم ، اضرب افراد منظمة خلق في مخيم العبور المؤقت (ليبرتي) عن الطعام بعد تلقيهم الاوامر بذلك من مسؤولي المنظمة مستغلين عدم تواصل وارتباط الافراد المتواجدين في المعسكر مع العالم خارجه.

ان زمرة رجوي تستفيد من موضوع الاضراب عن الطعام في ليبرتي الذي يبدو انه اعتراضا على فقدان 7 من اعضاء هذه المنظمة وكذلك من انعكاساته في الدول الاوربية من عدة جوانب. وحقيقة الامر هي ان مجموعة كثيرة من انصار الزمرة في الخارج وكذلك الكثير من اعضاء المنظمة في ليبرتي يعتبرون رجوي نفسه هو المسؤول الاول عن هذه الفاجعة وان الموضوع قد تحول حاليا الى معضلة حقيقية لزمرة رجوي.

يجدر الذكر بان الاضراب هو خلاف رغبة ساكني ليبرتي الذين هم بصورة عامة من المتذمرين، الأخبار الواصلة من داخل المخيم تفيد بان الافراد اجبروا على هذا العمل وهم يتسألون لماذا لم ينقل الافراد من أشرف في الوقت المقرر كي لا يحدث ما حدث ثم ان المنظمة نفسها كانت قد توقعت ذلك هذا اولا وثانيا إن كان المفقودون السبعة قد اختطفوا من قبل اولئك الذين هجموا على أشرف وقتلوا مجموعة بعد تكبيلهم اذن ما الجدوى من الاضراب عن الطعام.

الحقيقة هي ان الكثير من الافراد في مخيم ليبرتي يريدون الانفصال او الخروج من العراق لكن رجوي وبمختلف الخدع قد ابقاهم اسرى او بصورة رهائن في العراق، من مجموع 100 شخص ارسل الى اوربا لحد الان فان عددا غير قليل منهم قد انفصل عن المنظمة وقسما اخر لا ينصاع للاوامر ولم يبقى الا عددا قليلا ممن لديهم من مشاكل مالية وجسدية يلتزم كرها باوامر المسؤولين المرسلين من قبل المنظمة.

نظرا لتدني معنويات افراد المنظمة سواء في مخيم ليبرتي بالعراق او اولئك الذين في اوربا وكذلك اجواء عدم الثقة السائدة ولم يعد هناك من يأمل خير بالمستقبل وتحقق شعارات زمرة رجوي، لذا فان قيادة المنظمة قررت العمل بالاضراب عن الطعام لتحرف الاذهان عن توجيه اسئلة اساسية حول الموضوع وخاصة من رجوي وتعيد الافراد الذين فقدوا معنوياتهم الى الساحة.

فبالاضراب عن الطعام ترد المنظمة على الاستفسارات والشبهات المحقة لانصارها في اوربا وذلك بان هؤلاء الافراد وهم في اسوأ الظروف في العراق يديمون كفاحهم ولم يجلسوا خانعين بينما الانصار في اوربا قد تنحوا واخذوا بتوجيه الاسئلة والاستفسار فقط هذا من جانب ومن جانب اخر فان زمرة رجوي تضع الاعتصام في اوربا امام الافراد في ليبرتي على ان الافراد ممن هم ليسوا في المنظمة قد تحركوا ولم يجلسوا مكتوفي الايدي ولذا فانه يجب على كوادر المنظمة التحرك وعمل شئ بدلا عن طرح الاسئلة.

المنظمة داخليا تؤمل افرادها دائما بان العالم حاليا يساند زمرة رجوي والجميع قد ادانوا ايران والعراق وفي القريب العاجل ستتحسن ظروف المنظمة في العراق وان دماء هؤلاء الافراد لم تذهب هباء بل قد ادت الى تقوية وجود الزمرة في العراق وبذلك فان المنظمة تحاول من رفع المعنويات.

النقطة المهمة هي ان الافراد في ليبرتي وبسبب ما يعانون من مشاكل جسدية وامراض لم تعالج وكبر في السن ليست لديهم القابلية على تحمل الاضراب عن الطعام ولذا فان الكثير قد يتعرض للموت ، في هذه الحالة سيعود النفع على رجوي الذي يتمنى موت عدد منهم ليحصل على وقود لماكنته الاعلامية. الأخبار الواصلة تفيد بتعمد اهمال المضربين عن الطعام لعله بذلك يموت عددا منهم ويحصل رجوي على دماء كافية. ان رجوي يرجح قتل هؤلاء الافراد في العراق على ذهابهم الى اوربا حيث بعد تحررهم يشرعون بمعارضته.

الموضوع الاخر هو يتوقع ان بعض الافراد في ليبرتي يقدمون على الانتحار حرقا بامر تشكيلاتي او بسبب الضغوط النفسية الكثيرة واتساع اجواء اليأس. هذا الموضوع هو ما يبغي اليه رجوي لانه يحقق اهدافه في صناعة الشهداء وكذلك عدم خروج افراده احياء من العراق. الى متى يبقى رجوي هكذا يرسل ممن يرتهنهم الى النحر ويتغدى من دمائهم والقوى الاجنبية بسبب مصالحها السياسية تلتزم الصمت وتعبد الطريق لرجوي.

الاجواء الحاكمة في ليبرتي موحشة جدا ، تخوف من وقوع فاجعة اخرى في اي وقت وسيكون مسعود رجوي هو المسؤول المباشر عنها. افراد قدموا حياتهم ومالهم وكل ما لديهم في طبق من الاخلاص لرجوي املا بسعادة الشعب الايراني ، لكن مسعود رجوي لم يكتفي بخيانتهم بل ورغم ان ثبت للجميع وحتى لرجوي نفسه ان استراتيجية التوسل بالقوى الاجنبية للحصول على السلطة في ايران قد وصل نهاية مسدودة ، الا انه لايزال متمسكا بما لديه من رهائن وقرابين ويدفع بهم للموت.

مرة اخرى مؤسسة اسرة سحر تلفت نظر الاوساط الدولية وخاصة يونامي (مكتب ممثلية الامم المتحدة في العراق) الى خطورة هذا الوضع. ان منظمة خلق هي جماعة مخربة تتلاعب بالاذهان وما دامت المقررات الفئوية حاكمة عليها فاننا سنرى كل يوم كوارث اخرى اكثر سوءا، لذا يجب وكخطوة اولى رفع المقررات والضوابط الفئوية داخل التشكيلات وقطع اتصال القادة مع البقية وتوفير مستلزمات تواصل الافراد وارتباطهم مع العالم خارج الزمرة ليتمكنوا من تقرير مصيرهم بانفسهم بكل وعي وادراك.

 

مؤسسة اسرة سحر

Exit mobile version