هل ان نضال منظمة خلق من اجل البقاء ام لقلب نظام الجمهورية الاسلامية في ايران!

منظمة خلق وعلى مدى مسيرتها المسماة بالنضالية لم تتمكنفي اي وقت كجماعة معارضة حقيقية ان يكون لها برنامج عمل مناسب.

في الحقيقة كان نضال منظمة خلق دائما يصب في المحافظة على بقائها لمقارعة الجمهورية الاسلامية وفي هذا التحدي  قد طوت مراحل متنوعة.

بعد الاطاحة بالنظام الشاهنشاهي بدأت المنظمة بمعارضة حكومة الجمهورية الاسلامية حديثة العهد مستخدمة العنف. وبعد فشل كفاحها المسلح داخل ايران اضطرت للهروب الى باريس ثم الى العراق. في عام 1985 اي تماما في ذروة الحرب بين العراق وايران تحالفت مع النظام البعثي وعلى رأسه صدام حسين ومنذ ذلك الحين اضطرت لتسخير جميع طاقاتها وقدراتها في خدمة صدام حسين وحسب تعبير آن سينجلتون العضو السابق في المنظمة انها (المنظمة) ادت دور الجيش الخاص لصدام. جيث وفر صدام لهم المأوى في العراق ووضع تحت تصرفهم ملايين الدولارات والمدرعات والمدافع واسلحة اخرى مقابل ذلك بدأت المنظمة التعاون مع الجيش العراقي في مجال المعلومات وامور الحرب الاخرى، كما اشتركت المنظمة مع دكتاتور العراق في قمع انتفاضة الاكراد والشيعة في العراق. التحالف مع عدو الشعب ادى الى فقدانها ما تركته دعم وتأييد بسيط في ايران ايضا، وبسبب تنفيذها لعمليات ارهابية عديدة في ايران والعراق وبلدان اوربية فقد ادرجت ضمن قوائم الجماعات الارهابية.

ونظرا لما تتمتع به المنظمة من تاريخ اسود طويل في الارهاب والعنف فقد ادرجتها امريكا في قائمتها السوداء (في اكتوبر 1997) بعد ذلك ادرجتها بريطانيا (في مارس 2001) والاتحاد الاوربي (في مايو 2002) في قوائمهم للارهاب.

المنظمة وعلى مدى سنوات بذلت جهودا من اجل اخراجها من قوائم الارهاب وفي هذا المجال انفقت ملايين الدولارات لتشكيل لوبيات من السياسيين والاعلاميين وكذلك استأجرت افراد من مختلف الجنسيات لتشكيل التجمعات.

رغم حصول المنظمة على نتيجة من وراء هذه الحملات الباهظة الثمن الا انها قد فقدت المعسكر التي كانت قد اقامت فيه لسنوات ، امريكا اشترطت على المنظمة اخلاء معسكر أشرف مقابل اخراجها من قائمة الارهاب.

معسكر أشرف كان مكان مناسب للاحتفاظ بالبنية الفئوية وبالنتيجة الاحتفاظ بالاعضاء وفقدانه يعد فاجعة كبيرة بالنسبة لقادة المنظمة. الان وقد اخلي معسكر أشرف ونقل جميع الاعضاء الى مخيم ليبرتي كمكان للاقامة المؤقتة. الا ان اساليب التحكم الذهني لا يمكن اجرائها بصورة كاملة ويواجه قادة المنظمةصعوبة في الاحتفاظ بالاعضاء داخل الزمرة، ورغم تطبيق قوانين صارمة في مخيم ليبرتي الا ان اعداد كثيرة من افراد المخيم تمكنوا من الفرار، في هذا المجال يذكر مارتن كوبلر الممثل الخاص السابق للامين العام للامم المتحدة بالعراق في تقرير له:

"مئات التقارير اليومية تفيد ان حياة اعضاء مخيم الحرية (ليبرتي) تخضع لرقابة صارمة "، وفق تقرير رويترز. كما ان المنظمة لم تعد قادرة الاحتفاظ بهيمنتها الفئوية على افرادها الذين نقلوا الى بلدان ثالثة ، ووفقا لقناة برس ونقلا عن احد قادة المنظمةالسابقيين فان ما يقارب من(70) شخصا من بين 159 شخص نقلوا الى البانيا قد اعلنوا انفصالهم عن المنظمة. وبذلك فان منظمة خلق وبثمن انفصال الافراد عنها قد اخرجت من قائمة الجماعات الارهابية.

الوجه الاخر لفشل استراتيجية المنظمة ، هو استمرار محاولاتها اليائسة للتعلق باعداء ايران كما حصل ايام دكتاتور العراق صدام حسين وما بعده من الالتحاق بامريكا واسرائيل.

مشاهدة مسؤولي منظمة خلق تحسن العلاقات بين ايران وامريكا وتطور مفاوضات مجموعة 5+1 مع ايران حول الملف النووي الايراني دعت بهم الاسراع بتوجيه اتهامات نووية جديدة لايران. مع هذا لم تولي وسائل الاعلام العالمي ولا حتى حلفائهم السابقيين اي اهتمام لهذه المزاعم الجديدة ، في هذا المجال يقول جيم وايت: "من الواضح ان رويترز لم تتأثر بهذا الاتهام ، حيث انها اشارت مباشرة الى ان المجلس الوطني للمقاومة هو مغرض وله دوافع سياسية."

عند ملاحظة المنظمة عدم حصولها على نتيجة بعد بثهم للشائعات الكاذبة ، بذلت جهدها من خلال اخراج تظاهرات للتشويش على مفاوضات جنيف لكن الشرطة السويسرية قد افشلت هذه المحاولة.

المباحثات بين ايران والدول الستة حول القضية النووية في ايران وحسب تقرير CNN نقلا عن المشاركين فيها قد انتهت بصدور بيان يبعث بالامل:

" احد كبار المسؤولين في وزارة الخارجية الامريكية قال: "لاول مرة دارت نقاشات تقنية مفصلة جدا" ، المتحدث باسم رئيس لجنة السياسية الخارجية للاتحاد الاوربي عدّ وجود ايران "بالمفيد جدا".

اخر فضائح المنظمة قيامها بحملة اعلامية بذريعة القاء القبض على جاسوس من اصل ايراني في اسرائيل اسمه علي منصوري والذي عاد عليها بنتيجة عكسية. حيث انه سرعان ما تم التعرف عليه من قبل عدد من اعضاء سابقين في المنظمة بانه من كبار اعضاء المنظمة وقدمائها، محمد رزاقي عضو منفصل عن المنظمة هكذا يذكر عن عمله مع علي منصور:

"علي منصور عمل لسنوات في المنظمة وكان رابطها مع الموساد… اتذكر جيدا بانني قد كفلت ولمرات عديدة بمقابلته واستلام مجموعة من الصور والوثائق كان قد كلف بجمعها عن مطار مهراباد وجماران وان اسلمها الى مسؤولي في احد بيوتنا الامنة…".

يبدو ان الفشل التكتيكي المتتالي للمنظمة ثم محاولتها المستمية لازالة اثار ذلك ليس له نهاية.

منظمة خلق هي جماعة قد افلست وانتهى تاريخ مصرفها.

جمعية النجاة فارس

Exit mobile version