مسعود رجوي و”الكفاح في مرحلة اسقاط النظام الجديدة”؟!

بعد خروج قسم من القوات الامريكية من العراق وتسليم مسؤولية معسكر أشرف للحكومة العراقية والعرض الدولي بوجوب نقل افراد منظمة خلق الى بلد ثالث ، صب مسعود رجوي جميع مساعيه على موضوع الاحتفاظ بمعسكر أشرف مهما كلف ثمن ذلك لانه يعتبره الوعاء الايدلوجي والوعاء الاستراتيجي لزمرته. وبعد نقل الافراد من أشرف الى مخيم ليبرتي القريب من بغداد ، استمر مسعود رجوي محاولا باي صورة ممكنة التمسك بأشرف وعدم تضييعه لاعادة الافراد اليه. رجوي يذكر دائما ان معسكر أشرف يمثل شرف كل مقاتل من منظمة خلق ويجب ان لا يخرج من سلطته مطلقا وكان يردد مقولة انه وإن تحركت الجبال فان أشرف سوف لن يتحرك من مكانه مطلقا.

لكن وعلى اية حال فان أشرف قد اغلق، المعسكر الذي شهد خلال السنوات الكثير من القتل والتعذيب والجرائم المتنوعة بحق اعضاء زمرة رجوي وكذلك خيانة الشعب الايراني والشعب العراقي وارتكاب افجع الجرائم الدموية بحقهما. أشرف كان نهاية مرحلة مسيرة باطلة تزعمها مسعود رجوي راحت فيها كثير من الارواح والامال هدرا.

بعد نقل جميع الافراد الى ليبرتي وغلق معسكر أشرف بصورة دموية ، دار سؤال حتى بين كبار مسؤولي زمرة رجوي وهو ألم يمكن توقع نهاية أشرف بهذه الصورة وألم كان بالامكان الوصول الى هذه النقطة دون دفع مثل هذا الثمن الباهظ خلال هذه السنوات؟ منذ البدء اتخذ رجوي طريقا كانت نهاية معلومة لكن ما المكاسب التي جلبها للمنظمة نتيجة عناده غير المنطقي الذي اطلق عليه "المقاومة"؟! وما النتيجة؟

ان مسعود رجوي يعلم جيدا ان ظروف ووضع المنظمة (بعد سقوط صدام حسين ومجئ حكومة غير مستعدة مطلقا ان تهيئ نفس الظروف السابقة لمنظمة خلق وجيش التحرير الوطني في العراق) قد تغييرت بصورة جذرية ولا يمكنها العودة الى الماضي ولا يمكن تصور اي مستقبل للمنظمة في العراق ولاستمرار العمل يجب التفكير بطرق واساليب اخرى.

رجوي دخل متطفلا الحرب بين ايران والعراق وادام حياته بحماية صدام حسين. من الواضح جدا ان الاستراتيجة السابقة لم يعد لها اي تأثير بعد ذهاب هذا الحاضن وعاجلا ام اجلا سينتهي وجود زمرة رجوي في العراق. لقد انتقى رجوي اصعب الطرق واكثرها تكلفة للوصول الى النقطة الحالية وعزز نظرية (الحاجة الى دماء).

السؤال الذي يواجهه اعضاء واتباع منظمة خلق يوميا هو ما الذي كان يريده رجوي وما الذي حصل عليه؟ هل هو حقيقة يسعى للحفاظ على المنظمة او ان دماء اكثر تسد حاجته الشخصية فقط؟ رجوي الان يعلم جيدا ان هذه التساؤولات الداخلية تمثل اكبر تهديد له

مسعود رجوي وفي مواقفه الاخيرة داخل المنظمة وفي هروب للامام وبشكل مضحك جدا والذي قد تبدل واصبح بالنسبة له شيء طبيعي وبتشغيل جهازه الاعلامي الخادع اعلن عن " الكفاح في مرحلة اسقاط النظام الجديدة"؟ ! وهو في هذه المرحلة لم يحدد مدى ذلك ولم يرد على وعود الستة اشهر السابقة ورئاسة بوش وغيرها التي ذكرها سابقا.

رجوي الذي يجب ان يتحمل مسؤولية ما ألت اليه المنظمة من وضع بعد دفعها ثمنا باهظا ، اظهر وبكل وقاحة ان في هذه "المرحلة الجديدة " ينبغي ان لا يمن احد على المنظمة بماضيه النضالي. انه ذكر لا يسمح لاي احد بالادعاء بعد قتل 52 شخص من افراد المنظمة في أشرف. رجوي وبعد قتل 52 من الافراد الذي كان هو السبب في ذلك اخذ يتسائل بوقاحة لماذا لازال باقي الافراد احياء يتنفسون وذكر "ان الذي لازال على قيد الحياة بعد هذه الحادثة هو ليس من مقاتلي خلق" الا اذا كان مطيعا طاعة عمياء.

رجوي خلال هذه السنوات برهن بوضوح على تعطشه للدماء وانه مصمما وباية طريقة كانت ان لا يسمح بخروج اي احد من العراق بسلامة انه تحدث عن (الكفاح100% وبقدرة100%) لكنه لم يشير الى مدى استمراره وباية صورة حيث ان المنظمة مخلوعة السلاح ثم اغلاق معسكر أشرف.

النقطة المهمة في خطابات رجوي الى اتباعه بعد اخلاء معسكر أشرف هي ما ذكره "منذ البدء كانت نظرتنا الى أشرف ببعده الايدلوجي الذي اصبح اكثر حيوية وطور النضال". من الواضح ان هذا الشخص لم يتحمل مسؤولية اعمال ونتائج قيادته فيما مضى ولازال يخادع ويراوغ. انه وبدلا من الاجابة على ما الذي عمله وما الذي يريد ان يعمله لازال يبرمج لكيفية اتلاف حياة اتباعه. عليه ان يجيب ما الذي تحقق من وعوده وما الذي حصل عليه من نضاله الفرضي ضد النظام الايراني لحد الان.

الحقيقة هي ان مسعود رجوي وبكل راحة بال يبحث عن بديل لصدام حسين فوقع دخيلا على اسرائيل وامريكا والغرب بصورة عامة ليعملوا شيئا له ووفقا لنظرية "طريق الحل الثالث لمريم رجوي " وكأحتلال افغانستان والعراق عليهم احتلال ايران والمجئ برجوي وتسليم الحكم له. إن كان لديه شيء من الشرف والانسانية فعليه ان يترك اتباعه لحالهم ليقرروا مصيرهم بانفسهم وبكل حرية ووفقا لرغباتهم.

ان جميع الذين تركوا المنظمة يتفقون على ان رجوي قد خان املهم وثقتهم وتلف حياتهم وباسم النضال والكفاح جرهم الى البطالة. ان رجوي بخداعه ومكره قد ارتكب خيانة عظمى اتسعت ابعادها في ايران والعراق وكذلك داخل زمرته  لا يمكن جبران اثارها وتبعاتها.

Exit mobile version