اليوم الثاني من الجهد الخامس لأهالي مخيم ليبرتي للقاء بأعزائهم

يوم الاثنين 23 من شهر أيار (مايو) 2016 وفي الساعة الثانية من بعد الظهر بتوقيت بغداد توجه 46 من أهالي 18 من أعضاء زمرة رجوي المحتجزين إلى مخيم الحرية (ليبرتي) في بغداد لليوم الثاني على التوالي فأوقفوهم في مدخل المنطقة العسكرية ببغداد لمدة ساعتين تحت جو حار للغاية يصل 40 درجة مئوية مما ضاعف معاناة أفراد العوائل خاصة الطاعنين في السن منهم ولكن الاشتياق إلى لقاء أعزائهم المحتجزين دفعهم إلى اعتماد الصبر والصمود المعجبين.

أخيرا أصدر المسؤولون رفيعو المستوى أوامرهم كما يبدو بالسماح لأهالي سكان المخيم بالدخول فوصل الأهالي حوالي الساعة الخامسة من بعد الظهر إلى الباب الشمالي (موقع سكن النساء) في مخيم الحرية (ليبرتي). ويوم أمس لم يكن سلوك القوات العراقية تعاطفيا بشكل يذكر ولكن سلوكها كان اليوم أحسن بقدر أو آخر. وكان الآباء والأمهات والإخوان والأخوات المنكوبون بالأحزان والمحن والمعاناة المتطلعون إلى رؤية أعزائهم المحتجزين ينادونهم باستمرار.

وكانت السيدة راحلة إيران بور شقيقة اثنين من الشباب المحتجزين من قبل زمرة رجوي في المخيم وهما أحمد رضا ومحمد رضا إيران بور كانت تعمل جاهدة للتنسيق بين أفراد العوائل وتوحيد أصواتهم وهتافاتهم. واستعان أفراد العوائل بالعرب القادمين من محافظة خوزستان (جنوب غربي إيران) لترجمة طلباتهم إلى الجنود والضباط العراقيين حتى تمكنوا من إقناعهم بضرورة السماح لأهالي سكان المخيم بأن يتقدموا إلى الأمام بقدر أو آخر حتى يتحدثوا عن كثب مع السكان من أولادهم وأعزائهم. فبذلك تقدم أفراد العوائل كلا على انفراد وكانوا ينادون أعزاءهم بصوت عال ناطقين بما يجري في قلوبهم من الحديث مع أعزائهم

.

وعلا أفراد من العوائل الجدران الخرسانية المرتفعة وكانوا يدعون من على هذه الجدران أعزاءهم إلى الخروج من مخيم الحرية (ليبرتي) لإجراء لقاء ولو قصير معهم. وكانت الساحة تشبه بساحة نضال متشابك حيث كان كل من أفراد العوائل يهتفون بشعارات تشبه أراجيز ملحمية. وكانت السيدة راحلة إيران بور تخاطب الأسرى من على الجدران بقراءتها أشعارا أنشدها كل من الشاعرين الإيرانيين الشهيرين فردوسي وحافظ. وكان عدد قليل من أفراد زمرة رجوي متواجدين خلف بوابة المخيم لمواجهة العوائل

.

وكان أهالي سكان المخيم وكما فعلوه في اليوم الماضي قد حملوا معهم زهورا وحلويات وطرودا تحتوي على كميات من التراب الإيراني تذكارا للوطن كهدايا للسكان. فتقدموا بإذن من الضابط العراقي إلى الأمام حتى واجهوا هذه المرة أيضا شتائم وتهما وسبابا وجهها إليهم عناصر رجوي مغسولة أدمغتهم. فاضطر أفراد العوائل إلى إلقاء طرود التراب الإيراني وكذلك علب الحلويات إلى داخل المخيم. ولكن أحد أعضاء زمرة رجوي أخذ طردا من تراب الوطن ورماه نحو العوائل فأصاب عين إحدى السيدات من أهالي سكان المخيم.

فهكذا كان أفراد العوائل يقتربون خطوة بعد خطوة إلى الستائر الحاجزة فكانوا يتحدثون مع السكان. وقد استمر هذا المشوار حتى حوالي الساعة الثامنة مساء، فعند ولوج ظلام الليل طلبت القوات العراقية من أفراد العوائل أن يغادروا الموقع دالين إياهم إلى موقع الخروج.

وكان أفراد العوائل راضين مرتاحين بجهودهم مؤملين بفضل الرب سائلين المولى العلي القدير بكل أمل أن يضاعف نتائج إجراءاتهم وجهودهم حتى تؤدي إلى اللقاء مع أعزائهم المحتجزين داخل الزمرة، ثم عادوا إلى مقر إقامتهم بقلوب مطمئنة ومؤملة وعيون دامعة.

وفي هذا اليوم قام عدد من مندوبي وسائل الإعلام العراقية بتغطية وقائع التجمع وإجراء مقابلات مع العائلات المنكوبة بالحزن والمحن والمعاناة.

مؤسسة "سحر" الإيرانية للأسرة

Exit mobile version