رسالة من حسين نجاد إلى عزام الأحمد مستشار الحكومة الفلسطينية حول رسالة زمرة رجوي إليه بشأن القدس

نشر زمره  مجاهدي خلق رسالة خاصة من مسئول في مرتبة دانية إلى صديق له في دولة فلسطين والمجلس الوطني الفلسطيني وإظهارها مظهر موقف الزمره  من قرار ترامب اعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني ليس إلا تعاملا فوقيا استحقاريا موهنا مع سيادتك ومع الحكومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني وخداعا للرأي العام العربي والفلسطيني والإيراني

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ السيد عزام الأحمد وزير الدولة في الحكومة الفلسطينية ورئيس كتلة حركة فتح في المجلس الوطني الفلسطيني المحترم؛

تحية طيبة،

أتمنى دوام العافية والموفقية لكم وللشعب الفلسطيني وللحكومة الفلسطينية في تحقيق الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل أراضيها وبعاصمتها القدس الشريف.

إني علي حسين نجاد من المنشقين عن زمره  مجاهدي خلق الإيرانية والمترجم الأقدم السابق لقيادتها في العراق حيث ترجمت مرات عديدة رسائل قادة الزمره  إلى المرحوم أبو عمار وأبو مازن وشخص حضرتك إلى العربية، أدين بشدة الموقف الأخير للإمبريالية الأمريكية التي يمثلها اليوم دونالد ترامب باعتبار القدس الشريف عاصمة لإسرائيل (الكيان الصهيوني) وأعلن أن بيت المقدس هي العاصمة التاريخية الأبدية لدولة فلسطين.

إن قيادة اليوم السكتارية لزمره  مجاهدي خلق (زمرة رجوي) التي تعيش حاليا مآزق عديدة وهزائم أيديولوجية واستراتيجية وعزلة تامة لدى الإيرانيين داخل إيران وخارجها وأصبحت على وشك الانهيار والتفسخ إثر موجة انفصالات وانشقاقات الأعضاء والمسئولين والقادة عنها في ألبانيا خاصة بعد الاحتلال الأمريكي للعراق ونزع أسلحتهم وتسفيرهم من العراق إلى ألبانيا راحت تتطلع اليوم إلى دعم الأجنحة الإمبريالية الأمريكية المثيرة للحروب وإلى دعم الكيان الصهيوني، فمن هذا المنطلق وإثر قرار ترامب الأخير اعتبار القدس الشريف عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها، وبعد التزامها الصمت المشين حيال هذا الموقف المعادي للسلام والحقوق الدولية الذي اتخذه ترامب مما كان ولا يزال يدل على غاية تبعية القيادة الحالية لزمره  مجاهدي خلق (زمرة رجوي) إلى أميركا وإسرائيل وفي الوقت الذي كانت فيه موجة الاحتجاجات على هذا القرار الأمريكي الجائر قد عمت العالم، وإثر انتقادات شديدة وجهتها المعارضة الإيرانية الشريفة خارج البلاد إلى قيادة زمره  مجاهدي خلق التي كانت تدعي يوما ما الصداقة العريقة بينها وبين الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، فإنها قامت مؤخرا بنشر رسالة في مواقعها باللغة الفارسية فقط من دون نصها العربي وبتوقيع محمد سيد المحدثين إلى سيادتك مؤكدا فوق نصها الفارسي في موقعها الرسمي أن هذه الرسالة تخص النشر في وسائل الإعلام الفلسطينية!!! حذرا من نشرها في وسائل إعلام العالم باللغات الأخرى لكي لا يتسبب في زعل أسيادهم الأمريكان والصهاينة منهم!!!.

 

إن هذا النوع من تعامل زمرة رجوي أي نشر رسالة خاصة من مسئول في مرتبة دانية إلى صديق له في دولة فلسطين والمجلس الوطني الفلسطيني وإظهارها مظهر موقف الزمره  من قرار ترامب اعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني ليس إلا تعاملا فوقيا استحقاريا موهنا مع سيادتك ومع الحكومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني وخداعا للرأي العام العربي والفلسطيني والإيراني، وذلك بدلا عن اتخاذ موقف رسمي بإصدار بيان رسمي عن الزمره  أو رسالة من أعلى مسئول وزعيم لها وهو اليوم مريم رجوي زوجة مسعود رجوي المتوفى إلى زعيم الدولة الفلسطينية أو زمره  التحرير الفلسطينية لكون القضية قضية هامة عالمية، فيما أن مريم رجوي الزعيمة الحالية لهذه الزمرة تبعث شخصها برسالة التعزية عادة عند وفاة لوبي إوربي أو أمريكي للزمرة.

 

إن القيادة الحالية لزمره  مجاهدي خلق (زمرة رجوي) التي تصدر يوميا بيانا رسميا بتوقيع جهازها الرسمي ولكن الوهمي المسمى بـ “المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية” وأحيانا بتوقيع وشعار الزمره  ضد نحن المنفصلين والمنشقين عنها يتضمن صنوف الشتائم والتهم والإهانات الموجهة إلينا، تكتفي في ما يخص قضية بهذه الأهمية بإرسال رسالة خاصة إلى حضرتك وحتى تلك بتأكيد منهم أنها تخص النشر في وسائل الإعلام الفلسطينة! وبتوقيع محمد سيد المحدثين من دون ذكر منصبه وموقعه في مجلسهم الوهمي بصفته رئيس لجنة الشؤون الخارجية فيه، وذلك بعد صمت طويل وبدلا عن إصدار بيان وموقف رسمي بتوقيع زمره  مجاهدي خلق أو مجلسها المصطنع وبرغم مزاعمها وادعاءاتها وأوهامها بالأنانية، وكل ذلك لكي لا يزعل منها أسيادها الأمريكان والصهاينة ليخفضوا دعمهم المالي والسياسي.

 

ومن الملفت للنظر أن هذه الرسالة نشرت بنصها الكامل باللغة الفارسية فقط في المواقع الفارسية للزمره  ولم ينشروها في موقعهم باللغة الإنجليزية ولا في موقعهم باللغة العربية والذي كنت أنا مديره ومترجمه لسنوات عديدة بل اكتفوا في موقعهم بالعربية بنشر مضمون الرسالة وخلاصتها على هيئة تقرير إخباري نقلي مما يجعل القارئ يشك في كون الرسالة موجودة على أرض الواقع! ويطرح السؤال بأنه لماذا لم ينشروا نص الرسالة باللغة العربية؟ وحتى تلك الخلاصة أو التقرير الإخباري باللغة العربية مشحونة بإخطاء نحوية ولغوية عديدة وحالات من التأثر بالثقافة الفارسية والإيرانية ومنها إلحاق “أل” بأول كلمة “فتح”!! وعدم علمهم بالفرق بين المجلس التشريعي والمجلس الوطني الفلسطيني مما يدل على عدم تعلم القادة الحاليين للزمره  والذين يدعون بأن علاقات عريقة تربطهم بحركة فتح وفلسطين.

 

وإضافة إلى كل ذلك والأهم أنهم وفي هذه الرسالة إلى سيادتك إذا كانت موجودة في الحقيقة لم يدينوا موقف ترامب وقراره الأخير وإنما كتبوا فقط إن هذا القرار يخدم النظام الإيراني و”أننا لن نسمح للنظام الإيراني بأن يستغله”!! وكلامهم هذا ليس إلا تأييدا ضمنيا لقرار وموقف ترامب باعتباره القدس الشريف عاصمة إسرائيل.

 

سيادة الوزير عزام الأحمد؛

 

إني وبسبب حضوري وعملي لثلاثة عقود في قسمي الدبلوماسية العربية والعلاقات الخارجية لزمره  مجاهدي خلق في فرنسا والعراق واللذين كان يرأسهما محمد سيد المحدثين خاصة وفي العراق كنت شاهدا على صنوف النفاق والكذب والخداع وسياسة الكيل بمكيالين في ما يتعلق بالحكومات والكيانات السياسية والتي تتسم بها زمرة رجوي. إنهم كانوا يصدرون بيانات مزورة وملفقة باسم المواطنين العراقيين والشخصيات العراقية والعربية وحتى كانوا يلفقون وينشرون مقابلات مصطنعة باسم شخصيات عراقية ونواب عراقيين وكانوا يصدرون وينشرون بيانات باسم وتوقيع جمعيات ومجالس عربية وعراقية وهمية مصطنعة بأنهم يدعمون بقاء أعضاء الزمره  في العراق وأنا كمترجمهم الأقدم كنت أترجمها من نصوصها الفارسية إلى العربية مصورين بأنها كتبت أصلا بالعربية على أيدي العراقيين.

 

وفي هذا الإطار كانت لقادة زمره  مجاهدي خلق الإيرانية (زمرة رجوي) وحتى عندما كانوا مدعومين ماليا وعسكريا باهظا من قبل حكومة صدام حسين وكانوا على أرض العراق ارتباطات وتبادلات استخبارية وسياسية واسعة مع الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية ليتمتعوا بدعمهما أيضا، ولهذا السبب لم يكونوا يدينون ويستنكرون إطلاقا في وسائل إعلامهم وحتى في عهد صدام حسين جرائم إسرائيل بحق أبناء الشعب الفلسطيني وجرائم وسياسات أميركا ضد أبناء الشعب العراقي وهم مازالوا على هذا الموقف.

 

اليوم يؤكد جميع المحللين والأجهزة المختصة التابعة للحكومات بما فيها جهاز المخابرات السعودية (حسب وثيقة كشف عنها ويكي ليكس) أن زمره  مجاهدي خلق الإيرانية (زمرة رجوي) لم يعد لها قبول أو شعبية داخل إيران ولا تأثير لها في الأحداث والتطورات في الداخل الإيراني والشؤون الإيرانية، وبالضبط يتوصلون من هذا المنطلق إلى أن المعلومات المنشورة من قبل هذه الزمره  حزل مواقع الأنشطة النووية الإيرانية لا تأتيهم من داخل إيران كما يزعمه قادة الزمره  وإنما الكيان الصهيوني هو الذي يسربها إلى قادة هذه الزمرة بعد التقاطها بأقمارها الصناعية.

 

هذا وإنهم لم يستنكروا حتى أبشع وأضخم الهجمات والجرائم والمجازر والسياسات الأمريكية والصهيونية ضد الشعبين العراقي والفلسطيني ولا يستنكرون في الوقت الحاضر أيضا جرائم إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني حذرا من زعل إسرائيل وأميركا منهم.

 

إن قادة زمره  مجاهدي خلق الإيرانية (زمرة رجوي) لم يدعموا إطلاقا عمليات الحكومة العراقية والجيش العراقي ضد الكيان الصهيوني حتى أن الحكومة العراقية وحزب البعث العراقي الذي كان حزبا قوميا بامتياز احتجا على هذه المواقف الخيانية لزمره  مجاهدي خلق التي كانت ضيفة للشعب العراقي والحكومة العراقية وكانت تستخدم أرض العراق للسكن والنشاط العسكري والسياسي. وكان شخص الرئيس صدام حسين والمسؤولين العراقيين آنذاك قد طلبوا مرات عديدة من مسعود رجوي عند لقائه بهم أن تتخذ الزمره  موقفا من الكيان الصهيوني من سياسات أميركا ضد العراق وعملياتها بالقصف الوحشي للمواطنين العراقيين وكذلك جرائم الكيان الصهيوني بحق المواطنين الفلسطينيين. كما كانوا يطلبون من قادة زمرة رجوي إيقاف نشاطاتهم الإعلامية ذات الثقافة السياسية الأوربية والأمريكية والمواقف المماثلة لمواقف أعداء العرب والعراق بمن فيهم الكيان الصهيوني والترويج لحالات دعم السلطات والشخصيات والصحف ووسائل الإعلام الأجنبية الداعمة للكيان الصهيوني والمعادية للشعب الفلسطيني لهذه الزمره  والترويج والدعاية للقاءاتهم بهم وخطاباتهم ومكتوباتهم على وسائل إعلام زمره  مجاهدي خلق ومنها تلفزيون الزمره  والتي كانت جميعها تهيأ وتدار بأموال وإمكانيات الحكومة العراقية والشعب العراقي ولكن قادة زمره  مجاهدي خلق (زمرة رجوي) وبكل غدر وخيانة لم يكونوا يأبهون إطلاقا بهذه الطلبات الشرعية للحكومة العراقية والتي هي من المبادئ الأولية الأصيلة للعلاقات بين الضيف والمستضيف خاصة أن الزمره  كانت ضيفة بعيدة المدى في العراق؛ بل إنهم كانوا يستمرون في علاقاتهم بقنوات صهيونية ونواب برلمانات صهاينة ولوبي إسرائيل في كل من أميركا وأروبا مستغلين في ذلك الأموال والإمكانيات العراقية. وبعد الاحتلال الأمريكي للعراق أيضا كنت ولكوني مترجما في قسم العلاقات الخارجية للزمره  شاهدا على غاية تعاونهم مع الأمريكان بأعمال تجسسية لصالحهم ضد الشعب العراقي والمقاومة العراقية.

 

وفي نفس الوقت وبكل وقاحة ونفاق وبهدف خداع الرأي العام العربي والعراقي وعندما كنت سيادتك في أوائل التسعينيات سفيرا لفلسطين في العراق كانوا يلتقون بك في بغداد أو كانت مريم رجوي تلتقي بالمرحوم أبو عمار في أوربا لكي يصدروا تقارير إخبارية دعائية وبيانات كنت أنا أترجمها وتتسم بتحريفات وحالات رقابة وقلب لتصريحاتكم لصالحهم مرفقة بصور وأفلام وكانوا ينشرونها في وسائل إعلامهم بنصوص حسب رغباتهم ليستغلوا سمعتكم ووزنكم للترويج لمواقفهم وسياساتهم القائمة على الخداع والمراوغة.

 

هذا وإن لقاء مريم رجوي في العام الماضي بأبو مازن هو الآخر كان تماما وبالضبط يهدف إلى هذا النوع من الاستغلال الإعلامي والسياسي في محاولة يائسة لإخراج أنفسهم من العزلة التامة إيرانيا وعربيا.

 

إني ونظرا لتجربتي وعملي لعقود في أقسام ودوائر لزمره  مجاهدي خلق (زمرة رجوي) كان السيد محدثين ذاته رئيسا لها وهي الأقسام أو الدوائر السياسية والدبلوماسية العربية أردت وبذلك أن أطلع سيادتك وجميع القادة الفلسطينيين والشخصيات الفلسطينية على نفاق ونفعية قادة هذه الزمرة وكونهم مكياوليين وتعودهم على استغلال أصحاب الوزن والسمعة لصالح أهدافهم ومنها الاحتيال على الإيرانيين  المعارضين للتغطية على تقاربهم وتعاونهم مع الأمريكان والصهاينة.

 

إن مساعدات ومساندات حركة فتح وزمره  التحرير الفلسطينية لثوار إيران في عهد ما قبل الثورة الإيرانية بمن فيهم مؤسسي زمره  مجاهدي خلق الإيرانية الشهداء ستبقى خالدة في ذاكرة وتاريخ الشعب الإيراني، كما ونحن الأعضاء القدامى في زمره  مجاهدي خلق الإيرانية كنا نستلهم منذ ما قبل الثورة الإيرانية من كفاح الشعب الفلسطيني البطل في نضالنا ضد الديكتاتورية والتبعية، فنتمنى الانتصار النهائي للشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة على كامل أراضيه بعاصمتها القدس الشريف وإنها لثورة حتى النصر.

 

علي حسين نجاد – عضو ومسئول ومترجم أقدم سابق في زمره  مجاهدي خلق الإيرانية

 

باريس – 20 كانون الأول (ديسمبر

Exit mobile version