نظرة علي نشاطات مجاهدي خلق الإرهابية في عام 96

وفق التقويم الشمسي المعتبر في إيران فإن هذه اخر أيام عام 1396 ويتحدث هذا المقال عن أعمال ونشاطات زمره  مجاهدي  خلق خلال العام الماضي حيث يشير إلي أن زمره  مجاهدي  خلق حاولت الإستفادة من التطورات في داخل إيران وخارجها من أجل ضمان بقائها واستمراريتها وعلي الرغم من الإستراتيجيات التي إستخدمتها إلا أنها فشلت في تحقيق أهدافها.

كانت المحاولة الأولى التي قامت بها زمره  مجاهدي خلق في عام 96 13 السعي لمقاطعة الانتخابات. حيث كان التركيز على عدم مشاركة الناس في الانتخابات مدرجا في جدول أعمال وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية ومواقع الاتصال الاجتماعي في الأيام التي سبقت الانتخابات. كما كانت الزمره  تحاول أن تعزز باستمرار قضية الأشخاص الذين تعبوا من النظام ولم يعودوا يشاركون في الانتخابات. ومع ذلك ، بعد قيام الانتخابات والمشاركة الجماهيرية للشعب في الانتخابات ، لم يتجاهل المجاهدون هذه القضية فحسب ، بل حاولوا أيضا التظاهر بأن النظام برمته قد تم تحديه ، ونفي حقيقة المشاركة في الانتخابات ، يعني مشاركة الناس في إطار النظام الإسلامي. في الواقع ، اتخذت الزمره  إستراتيجيتين. الأولي المحاولات لمقاطعة الانتخابات التي باءت بالفشل، والاستراتيجية الثانية بأنها لن تساعد في زيادة رأس المال الاجتماعي في الجمهورية الإسلامية وستدمر الحكومة.

حول الاستراتيجية الثانية ، من الواضح أن هناك محاولة لمنع إحباط أعضاء الزمره  نفسها ، لأن المسؤولين من المجاهدي ن لا يستطيعون أن يجادلوا بشكل معقول من أجل تبرير المقاطعة المستمرة للانتخابات ، لكن الشعب شارك في الانتخابات بغض النظر عنهم. و في محاولة للهروب من الواقع ، يحاولون إقناع أعضائهم بأن الجمهورية الإسلامية يجب أن تسقط حتى يمكن الحفاظ على سلامة هذه الجماعة الإرهابية ومع ذلك ، فإن الاجتماع السنوي لزمره  مجاهدي خلق في باريس في يوليو 1396 ساعد على توضيح طبيعة انتماء الزمره  بحيث أن هذا الاجتماع يؤكد أكثر وأكثر علي علاقة زمره  مجاهدي  خلق مع الولايات المتحدة وبعض الدول العربية ، مثل المملكة العربية السعودية. ومدي أهمية الدعم الذي تتلقاه من هذه الدول. في هذا التجمع ،

قال المسؤولون في الزمره  إن استراتيجيتهم هي إنشاء تحالف بين دول أوروبا والولايات المتحدة ، بالإضافة إلى دول المنطقة ، من أجل مواجهة الجمهورية الإسلامية. وعلي أي حال، فقد أظهرت الزمره  أيضاً في هذه الجلسة أن لها أهدافاً كبيرة ، ومن أجل إسعاد النظام السعودي أعلنت بأنه يجب طرد إيران من زمره  المؤتمر الإسلامي. على الرغم من أن زمره  مجاهدي خلق كانت مرتبطة سراً مع السعوديين لفترة طويلة ، ولكن في العامين الماضيين مع اشتداد التوتر بين إيران والمملكة العربية السعودية ، فإن الزمره  أعلنت بشكل علني عن علاقاتها العميقة والمتشعبة مع السعوديين وتتخذ الزمره  والسعودية مواقف مشتركة ضد حكومة إيران بما فيها محاولات السعودية لمقاطعة الحرس الثوري ، والتي تم التأكيد عليها علي وجه التحديد من قبل زمره  مجاهدي  خلق في تجمعهم. كان عام 96 13 عام هزيمة داعش في العراق وسوريا ، حيث كان دور إيران مهماً جداً في سوريا، مما جعل الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية تشعران بالتهديد من خطرمواجهة الحرس الثوري. وفي هذا الصدد ، شاركت زمره  مجاهدين خلق أيضا في هذا المشروع ، فكانت زمره  مجاهدي خلق هذا العام أحد أنصار الدعاية ضد الحرس الثوري الإيراني ، التي استمرت في التأكيد على زيادة العقوبات للحرس الثوري. ومن هنا ، يمكن ملاحظة أن في عام 1396 تعاونت زمره  مجاهدي  خلق مع الحكومات الغربية ، وخاصة المملكة العربية السعودية أكثر من أي وقت مضي. وأهم محاولة جريئة لمجاهدي  خلق الاستفادة من الاضطربات الدامية في داخل إيران التي حدثت في 1/1/2018م كانت الاحتجاجات قد اندلعت في أكثر من 80 مدينة إيرانية منذ أواخر كانون الأول/ديسمبر، وأسفرت عن سقوط 21 قتيلاً على الأقل.

وبينت الجمهورية الاسلامية ان الشعب له الحق في الاحتجاج من أجل معيشته وأوضاعه الإقتصادية وميزت بينه وبين المخربين الذين يريدون نشر الفوضي وتخريب الممتلكات العامة. ولكن زمره  مجاهدي خلق حاولت أن تظهر أن كل الاعتراضات من حيث المبدأ تستهدف نظام الجمهورية الإسلامية ، وسنرى قريبا سقوط الجمهورية الإسلامية ودمارها. ومن أجل تحقيق هذا الهدف ، أرسلت الزمره  أعضائها المرتبطين بها إلى المظاهرات لتحريك التجمعات نحو تحقيق هدفها. و استخدم أعداء إيران أدوات مختلفة منها المال والسلاح والسياسة وأجهزة المخابرات لإثارة مشاكل للجمهورية الإسلامية. في هذا الصدد ، قالت مريم رجوي صراحة أن الاضطرابات التي حدثت في ديسمبر في إيران، كانت نتاج عملهم ، وكان الهدف هو تدمير الجمهورية الإسلامية. لكن الجهود الرامية إلى خلق اضطرابات في إيران لم تقتصر على نشاطات الزمره  ، و بمراجعة مواقف بعض الدول في المنطقة ، مثل السعودية وأمريكا نكتشف أن لها أياد خفية في هذه الاضطرابات. على الرغم من جهود الزمره  لاستغلال الظروف المضطربة في تلك الفترة ،فإنه من المثير للاهتمام أن أولئك الذين شاركوا في هذه المسيرات غير القانونية لم يذكروا اسم أي أحد من مسؤولي الزمره. بالاضافة إلي ذلك في الواقع كانت الزمره  تحاول باستمرار إثبات نفسها كزعيم للمعارضين ذلك الشهر ، إلا أنه من الناحية العملية لم يأخذ أحد من المحتجين هذه الزمره  في التجمع ، على محمل الجد ، الأمر الذي من شأنه أن يحدد مكانتها حتى في محاولة إسقاط النظام.

في الواقع ، بعد هزيمة المملكة العربية السعودية في العراق وسوريا واليمن ، أوضح مسؤولوا النظام أنهم يحاولون جلب الاضطرابات إلى حدود إيران وداخلها ، ولذلك كان تحريض القوميات المختلفة وتطبيع المطالب الاجتماعية من قبل الاشخاص التابعين لهم علي رأس جدول أعمالهم. وزمره  مجاهدي  خلق، كانت إحدى المنظمات التي وضعت نفسها في خدمة السعودية بدون توجيه أي أسئلة ومن هنا نري السيناريو الأمريكي السعودي المتطرف في خلق الاضطرابات في ايران. في هذه الأثناء ، لعبت زمره  مجاهدي  خلق دور العميل لهذه الأنظمة الغربية وحاولت بإثارة الاضطرابات تحويل إيران من بلد آمن إلي بلد مثل سوريا ملئ بالفوضي والاختلال الأمني ومع ذلك ، فشلت استراتيجية زمره  مجاهدي خلق ، مثل استراتيجياتها الأخرى ، امام حضور الناس في المشهد السياسي. أيضا ، في عام 96 ، حاولت الزمره  الاستمرار في عملها والمحافظة علي بقائها من خلال إستخدام بطاقتي الملف الإيراني النوويي والدعاية لسعي الجمهورية الإسلامية للحصول على قنبلة نووية ، فضلا عن اللجوء إلى الجمهوريين المتشددين ورئيس أمريكا ترامب في الساحة الدولية. ومع ذلك، لم يكن هناك أي دليل على أن ادعاءات الزمره  بشأن الأنشطة النووية الإيرانية قد تمت الموافقة عليها ، مما جعل من الصعب الاستفادة من طاقتهم الأولى.

في عام 1996 ، حاول المجاهدون  التقرب من الجمهوريين أكثر باستخدام اللوبي الصهيوني ، لكنهم فشلوا كذلك ، كما أظهر الأمريكيون أنهم فضلوا استخدام الزمره  كوسيلة للمساومة والتجسس ضد إيران ، وعدم أخذهم علي محمل الجد وهم لا يرغبون أبدًا في النظر إليهم كزمره  فعالة في إيران. في نهاية المطاف ،تظهر دراسة سياسات زمره  مجاهدي  خلق في عام 1396 استمرار الزمره  باللف والدوران حول الدول الغربية وأنظمتها مثل المملكة العربية السعودية لنيل رضاهم والمحافظة علي وجودهم ، كذلك حاولت زمره  مجاهدي خلق أن تلعب دوراً هاماً في لعبة الدول التي تسعى إلى تجزئة إيران ، بدون الاهتمام بضرورة حفظ وحدة أراضي البلاد ، حتى تتمكن من الاستمرار من القيام بنشاطاتها. و يجب التذكير ، أن هذه ليست المرة الأولى التي تقوم فيها الزمره  بمثل هذه الاعمال. لأن المجموعة نفسها قامت بأعمال إرهابية وتخريبية في الثمانينات كذلك عندماغزا العراق ايران قامت بالتجسس علي ايران واسر ايرانيين وتسليمهم إلي القوات البعثية مماجعل الناس يعتبرونهم أعداء لهم في ايران لكن النقطة الأساسية هنا أن الزمره  علي الرغم من استخدام استرتيجيات مختلفة إلا أنها لم تستطع أن تنجح في الوصول إلي مبتغاها وهو إسقاط ايران.

Exit mobile version