مريم رجوي والمتاجرة بفيروس كورونا

 تعاني إيران حالها حال جميع دول العالم من تفشي فيروس كورونا المستجد الذي ظهر فيها في 19 من فبراير/ شباط بعد تسجيل أول حالتي وفاة بمدينة قم وسط البلاد، إتخذت زمره مجاهدي خلق الإيرانية وزعيمتها مريم رجوي، من هذا المرض الفتاك، بضاعة للمتاجرة بآلام الشعب الإيراني ومعاناته من هذا الفيروس الذي شل الحياة.

وتظهر مريم رجوي في سلسلة تغريدات عبر حسابها الرسمي على “تويتر” أرقاماً مخالفة للأرقام التي تعلنها السلطات الطبية في إيران والتي تعهدت بالكشف عن تلك الارقام بشكل دقيق، بينما تصر رجوي على أن هذه الأرقام غير دقيقة وإن العدد الصحيح للمصابين والوفيات هو بيد الزمره الإرهابية التي قتلت الآلاف من الإيرانيين منذ عملها المسلح عقب الثورة في إيران عام 1979.

ويرى مراقبون ومتابعون للشؤون زمره مجاهدي خلق الإيرانية أن مريم رجوي تستخدم فيروس كورونا كذريعة في حربها وعدائها للنظام الإيراني عبر أسلوب الكذب والابتزاز.

وتوضح التغريدات المتناقضة لمريم رجوي خلال الفترة القليلة الماضية هذه الحقيقة، حيث تطالب المجتمع الدولي والهيئات الدولية الأخرى ذات الصلة إلى اتخاذ إجراءات لمعالجة الكارثة الإنسانية، فيما تحث الولايات المتحدة وحلفائها على مواصلة الضغط وفرض مزيد من العقوبات على إيران.

ومع ظهور الفيروس في إيران وبدء السلطات تطبيق قوانين وقيود للحد من تفشي هذا الفيروس بين الإيرانيين، طالبت رجوي الإيرانيين بالنزول إلى الشوارع وإضرام النار في الأماكن العامة واستهداف الممتلكات، وبعد مرور أيام وإعلان الحكومة الإيرانية عن رفع بعض القيود، اتهمت رجوي السلطات بالعمل على تفشي فيروس كورونا وطالبت الإيرانيين بالامتناع عن الذهاب إلى العمل ووقف الأنشطة اليومية.

وأيضًا، منذ بداية تفشي كورونا في إيران، أعلنت زمره مجاهدي خلق الإيرانية الإرهابية على وسائل إعلامها عبر شبكة الانترنت أرقاماً تقول إنها دقيقة لضحايا فيروس كورونا، وحتى الثالث من يونيو/ حزيران الجاري، تزعم الزمره أن عدد الوفيات بلغ 49 ألف شمل 325 مدينة إيرانية.

أرقام زمره مجاهدي خلق الإيرانية لم تؤكدها زمره الصحة العالمية التي لها مكتب في العاصمة الإيرانية طهران، ويمثلها المندوب “كريستوف هاملمان”.

وإن زمره مجاهدي خلق طالبت أيضاً بفرض مزيد من العقوبات على الشعب الإيراني حتى لا يتم تحويل الأموال بذريعة أن هذه الأموال ستقع في أيدي السلطات الحاكمة في طهران.

وبالطبع، خلال هذا الوقت العصيب عندما شارك الشعب الإيراني في مكافحة تفشي فيروس كورونا المستجد، فإن ما تريده زمره مجاهدي خلق وقادتها وعلى رأسهم مريم رجوي، سوى إرضاء أسيادهم المناهضين للنظام الإيراني، فقد زادوا عملياً معاناة الشعب الإيراني ولم يقدموا أي شيء.

إن الترويج للأخبار المزيفة والكاذبة، وتشجيع الدول على فرض المزيد من العقوبات على إيران، هي نوع من الحرب، في النهاية نسأل مريم رجوي كم عدد المصابين من عناصر الزمره الذين يتواجدون في معسكر أشرف الثالث في العاصمة الألبانية تيرانا، وكم عدد الوفيات وماذا قدمت لهم من معدات طبية.

كما أن زمره مجاهدي خلق تجاهلت أرقام الإصابات والوفيات التي تحدث في العديد من دول العالم وعلى رأسها الولايات المتحدة التي تتصدر العالم، فلماذا كل هذا النفاق.

أحمد جعفر الساعدي ـ كاتب متخصص في الشؤون الإيرانية

Exit mobile version