منشق عن مجاهدي خلق: العيش وسط القمامة أفضل من البقاء مع مجاهدي خلق

وصف “هادي ناصري مقدم” العضو المنشق عن زمره  مجاهدي خلق الايرانية بعد عودته الى طهران من البانيا في الايام الماضية، الزمره  بانها ” تنظيم قمعي وله أبعاد معقدة وزوايا خفية كثيرة”.

وقال ناصري مقدم في مقابلة نشرها موقع جمعية النجاة الايرانية، وترجمها موقع أشرف نيوز، اليوم السبت، إن اسمه المستعار داخل تنظيم زمره  مجاهدي خلق هو “حنيف نياكان”، مقدماً “شكره لجميع الذين شاركوا في إطلاق سراحه وسمحوا له بالعودة إلى بلدي وعائلتي”.

وأضاف وهو يتحدث عن التحاقه في صفوف مجاهدي خلق “إنه كان يبحث عن وظيفة عندما التقى بشخص داخل إيران يبدو وكأنه مهرب وادعى أنه يمكنه إخراج أشخاص من إيران والاستقرار في أوروبا، وقد أخذ مني مبلغًا كبيرًا من المال ونقلني أولاً إلى تركيا”.

مجاهدي خلق لم تكن مقصدي

وتابع “ثم اقترح في تركيا أن نذهب إلى العراق ونتابع النقل من هناك. أنا الذي كنت حريص على الوصول الى اوروبا، قبلت دون أي تردد. بعد نقلي إلى العراق ووصولي إلى بغداد، بقيت في مبنى لبضعة أيام، ومن هناك شعرت تدريجيًا بأنني أسير في الاتجاه الخطأ، لكنني كنت مترددًا وفضلت الانتظار لفترة أطول، ثم تم نقلي إلى معسكر يسمى أشرف. وهناك أدركت أنه تم القبض علي، وهذا لا يتوافق على الإطلاق مع الهدف الذي كان يدور في ذهني، والطريق الذي كنت أسير فيه كان شيئًا آخر. اضطررت أنا وعدد من الآخرين للخضوع لسلسلة من التدريبات”.

وبين العضو المنشق والعائد من البانيا “في اللقاءات التي عُقدت، طَرحتُ مشكلتي على قيادية في زمره  مجاهدي خلق تُدعى “بتول رجائي” وكانت على قيد الحياة في ذلك الوقت وكانت مسؤولةً عن ما يسمى بقسم الاستقبال، وقلت لها إنه تم إيصالني إلى هذا المكان عن طريق الخطأ ولم أقصد ذلك على الإطلاق، وأقصد إنني أصل إلى هذا المكان من أجل تنفيذ ما تريدونه وتفعلون (أي التدريب العسكري والاستعداد للعمليات العسكرية ضد الجمهورية الإسلامية)”.

بين جحيم رجوي وصدام

ووصف ناصري مقدم، بتول رجائي بـ”المرأة القاسية للغاية”، مبيناً “أخبرتني على الفور أنه لا توجد مشكلة، نظرًا لأن الزمره  لم تستطع نقلك إلى أوروبا، كان علينا تسليمك إلى القوات العراقية حتى يتمكنوا من تحديد مصيرك، وأنه إذا وقعت في أيدي قوات نظام صدام حسين، فمن المرجح أن يتم نقلك إلى سجن مروع وخطير للغاية يسمى “سجن أبو غريب” وستواجه ثماني سنوات في السجن بموجب القانون العراقي لدخولك العراق بشكل غير قانوني، وقد تُتهم بعد ذلك بالتجسس، والذي يُعاقب عليه بالإعدام، وإذا تم تسليمك إلى إيران، فلن يكون لديك مصير أفضل”.

وتابع “رأيت أنني كنت عمليًا على طريق لا يوجد فيه طريق للعودة ويجب أن أنتظر الفرصة لأرى ما يريده الله”، مشيراً إلى أنه “كان مختطفاً لدى زمره  مجاهدي خلق الإيرانية”، مبيناً “رأيت كيف تقوم الزمره  بخداع الناس في معسكر أشرف في محافظة ديالى العراقية”.

وفيما يتعلق بوضع زمره  مجاهدي خلق في ألبانيا بعد نقلها من العراق بقرار من الحكومة في بغداد، قال ناصري مقدم، “في ألبانيا لم تعد الزمره  مسيطرة على أعضائها كما كانت في العراق”.

وأضاف “بعد نقلنا إلى ألبانيا عندها وجدت إنه حان الوقت للخروج من هذا النفق المظلم بعد 15 عاماً، وكما كان مخططًا، كان رجوي يغادر العراق وينقل إلى ألبانيا هذا النقل تم سراً، وكنت في آخر سلسلة يتم نقلي من العراق إلى ألبانيا، أي لم يبق في العراق بعدنا، وبعد النقل مباشرة كنت وحدي مع صديق انتقل إلى ألبانيا قبلي وسألني عن الوضع”.

وتابع “بعد وصولي إلى ألبانيا كان من الطبيعي بالنسبة لي أن أفكر وأبحث عن حل، وبعد أيام قليلة قررت ترك طائفة رجوي بأي ثمن، عندما اكتشفوا ما كنت قد قررت، عقدوا اجتماعات لي وحاولوا ثني عن قرارهم بتشجيعي وتهديدي، لكن جهودهم لم تنجح”.

القمامة أفضل من تنظيم رجوي

ولفت العضو المنشق عن مجاهدي خلق “فقد لجأوا إلى طرق أخرى وقالوا إن أولئك الذين تركوا التنظيم سابقًا إما يبحثون الآن عن طعام في مقالب القمامة أو عصابات السرقة والفساد، وفي الواقع، لقد ضغطوا علي بأي طريقة ممكنة. لكنني اتخذت قراري وأخبرتهم أنه لا بأس في الذهاب وإعداد الطعام من سلة المهملات، لكنني لم أرغب في البقاء هنا بعد الآن. ذهبت إلى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. اصطحبتني المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى فندق ومكثت هناك لفترة وجربت تدريجياً الحياة في ألبانيا. لقد أدركت للتو أن كل ما قالوه كان كذبة. خلال السنوات الثلاث التي قضيتها في ألبانيا، لم أضيع أبدًا، والحمد لله أنني تمكنت من الوقوف على قدمي. لكنني كنت أكثر اقتناعًا بأن كل ما قيل لي كان كذبًا”.

دعوة للرحيل عن رجوي

وفي نهاية المقابلة حث ناصري مقدم الأعضاء المتبقين في زمره  مجاهدي خلق إلى عدم البقاء، وقال “رسالتي إلى أصدقائي السابقين هي عدم التسويف، إذا كانوا يريدون أن يقولوا وداعًا للحياة داخل طائفة مريم رجوي، فعليهم اتخاذ قرار حازم بعدم وجود فجوات، أخبرهم تجربتي، في مرحلة ما تركت كل المخاوف جانباً وقلت لنفسي إن كنت تريد الذهاب، فلا تخاف من أي شيء! قررت الخروج بأي ثمن”.

من هو؟

كان هادي ناصري مقدم معروفا بالاسم المستعار “حنيف نياكان” في زمره  مسعود رجوي، وقليل من الناس عرفوه باسمه الحقيقي، وجرى نقله  إلى المقر لهذه الزمره  في عام 1999 وبقي هناك حتى تمكن أخيرًا من الفرار منها في  ألبانيا في عام 2016.

وهو من أهالي مدينة جرجان التابعة لمحافظة غلستان شمال إيران، وقد عاش لفترة في مدينة مشهد شمال شرق البلاد، والتحق في صفوف مجاهدي خلق أوائل عام 2001 وقد خرج منها 2016.

جمعية النجاة

الترجمه:أشرف نيوز

Exit mobile version