الجزء الرابع من حوار مؤسسة اسرة سحر مع السيدة بتول سلطاني

الجزء الرابع من حوار مؤسسة اسرة سحر مع السيدة بتول سلطاني العضو المنفصلة عن مجلس قيادة زمره

افراد الزمره  الذين ارسلوا من العراق الى فرنسا واوربا ينتحلون شخصيات كاذبة

مؤسسة اسرة سحر: ضمن شكرنا الجزيل للسيدة سلطاني، بما انك كنت عضوا في مجلس القيادة فبالتأكيد قد شهدتي تعامل الزمره  مع معارضيها والمتذمرين من افرادها في اوفير سوراواز والخالص ايضا كالسجن والتعرض الجسدي، واستمرارا للحديث حول مقري الزمره  نود ان تتحدثي لنا حول هذا الموضوع؟

السيدة السلطاني: في الواقع ان كل من يبتعد عن الزمره  ولاي سبب تلصق به تهمة العمالة فمثلا قبل سقوط صدام تمكن احد الافراد بأسم حسين مشعوفي وباستخدامه طرق متعددة الاتصال بزوجة اخيه بصورة سرية وبين لها انه يتعرض لضغوط وعليها العمل لمساعدته، عملت بذلك الزمره  وجعلته هدفا في اجتماع قد اعدته لتوبيخه واهانته، كنموذج اخر جواد فيروزمند الذي شاهدته صدفة بين المنفصلين عن الزمره  و الذي كان نشطا جدا جريمته الوحيدة هو حصوله على معلومات عن طريق العراقيين تخص مساعدات العراق للزمره  حيث كانت مصادره على صلة مع الزمره  واخبروهم بذلك مما سبب له المشاكل فحجزوه بشكل انفرادي في غرفة حديدية (بنغال) ثم جعلوه هدفا في الاجتماعات مرات عديدة. هذه هي الاجواء الحاكمة في مقر باريس ايضا، لقد قضيت عدة سنوات هناك فبالرغم من ان الافراد هناك هم من بين المستويات المتقدمة في التشكيلات واعضاء مجلس القيادة وهم قد مرروا عبر مرشحات كثيرة من اجل ارسالهم الى هناك الا ان الجميع لديهم جوازات سفر مزورة وينتحلون شخصيات كاذبة، ومع كل هذا فقد اخذت جميع جوازات السفر من الافراد لكي يغلقوا جميع ابواب وامكانيات الخروج وبذريعة ان الفرد لا يتمكن من التغلب على التضاد (التناقض) بين ذاته والاجواء المحيطة بهمما يسبب له المشاكل لذا فهم يتخذون تلك التدابير، بالرغم من انهم قد عملوا بشكل على تربيت الافراد بحيث انه وفي اي لحظة تطرح هذه التناقضات امام الجميع لحلها مع هذا وعلى العموم فانهم لم يوفقوا واحيانا تظهر هذه التناقضات وتسبب المشاكل للزمره ، هذا ما جعل الزمره  تسعى دائما وبكل الطرقالممكنة للوقوف امام هذه الاحتمالات، اما ذلك التعامل في معسكر أشرف الذي ذكرته والذي لاوجود له في اوفير سوراواز هو بسبب انهم حينما يشعرون ولو ببصيص تردد او مخالفة لفرد فسرعان ما يرجعونه الى معسكر أشرف، ولهذا السبب نرى ان زهرة اسدي من اعضاء مجلس القيادة لم ترسل الى اوربا بل لم ترسل الى خارج أشرف مطلقا

اسرة سحر: مَن هم المسؤولين عن مثل هذه الاعمال في معسكر أشرف ومعسكر مريم؟

السيدة سلطاني: عندما كنت في باريس كانت مهوش سبهري وبأسم مستعار (نسرين) هي المسؤولة عن مثل هذه الاعمال وعلى مستويات ادنى كانت بهشته شادرو(تهمينه)، وكان المسؤول عن مثل هذه الاعمال في العراق هو محمد على توحيدي واسدالله مثنى او سيد محمد سادات دربندي وباسم مستعار (كاك عادل) حيث كانوا يديرون حجز الـ(بنغال) وينفذون تلك الاعمال، لكن وعند عودة مريم الى باريس في مرحلة سقوط صدام اصبحت الضغوط في أشرف اقل مما كانت عليها سابقا وليست لي المعرفة بظروف باريس

اسرة سحر: ما مدى تمكن الافراد في المقرين من الاتصال بدنيا الخارج ولو عن طريق وسائل الاعلام مثل الانترنيت والراديو والقنوات الفضائية؟

السيدة سلطاني: في معسكر أشرف لاتوجد وسائل اعلام سوى اعلام التشكيلات والتي هي بحكم الجهة الرسمية للزمره  وفقط بامكان الافراد مشاهدة قناة الحرية (قناة الزمره ) كارتباط بدنيا الخارج لكنه وبعد سقوط صدام ولاسباب سياسية وتواجد الامريكان والارتباط معهم في المعسكر اخذت الزمره  بانتقاء بعض أخبار الـ(سي ان ان) او (الجزيرة) وتسجيلها ثم بثها في القاعات بشكل عام وفي معسكر أشرف لا يمكن الارتباط بوسائل الاعلام سوى بعض الافراد ممن يعملون على انتقاء البرامج وتسجيلها وهم من الافراد الموثوق بهم من قبل الزمره  او في مرحلة خاصة فتح الانترنيت لاعضاء مجلس القيادة حيث جهز كل عضو بجهاز كومبيوتر مع خط انترنيت وبالاضافة الى ذلك زودت جميع غرفهم بالقنوات الفضائية (الجزيرة، سي ان ان، بي بي سي) او ان اعمدة الزمره  (مسامير الزمره ) امثال مهدي ابريشمجي، مهدي براعي، عباس داوري و… الخ يمكنهم الاستفادة من تلك القنوات ايضا لكنه سرعان ما قطعت هذه القنوات عن اعمدة (مسامير) الزمره  حيث قالوا انهم قد خالفوا الضوابط واخذ غيرهم (ممن لا يجوز له مشاهدة تلك القنوات) بالاستفادة من نفس الخط

اما بالنسبة لاستخدام الانترنيت فكان الذين يعملون في البحوث او الاعلام يستخدمونه بشكل اكثر من غيرهم او ان بعض المسؤولين العاملين على تجنيد الافراد في العراق او خارجه يمكنهم ايضا الاسفادة من الانترنيت وكل ذلك يخضع للمراقبة العلنية والسرية في مكان عمل الافراد ، استخدام المرشحات (انتقاء بعض القنوات) هو احد وسائل مراقبة هؤلاء الافراد وذلك عن طريق سيرفر مركزي، ان جميع العاملين على الكمبيوتر يتبعون ضوابط خاصة فمثلا العاملين على تجنيد الافراد عن طريق الانترنيت يجب ان يكونوا من المتقدمين في مجلس القيادة وينجز هذا العمل عادة بما لا يقل عن نفرين

كما يجب ان تكون خلفيات المونيتورات باتجاه جدار الغرفة حتى يمكن مراقبة العمل من قبل المسؤول ولايتمكن العامل على الكمبيوتر بالدخول على المواقع الاخرى ، النقطة الاخرى هي عدم السماح من الانصات الى الراديو (بالحقيقة عدم وجود راديو مطلقا) مرت مرحلة سمح لبعض الافراد (ممن كانت لديهم مشاكل) بالاستماع للراديو لكنه وبعد فترة اخذت الراديوات منهم حتى ان راديوات السيارات قد اخرجت من السيارات ايضا ، بعض الافراد كان يريد متابعة الأخبار الرياضية وهكذا موضوعات الا ان الزمره  لا تفرق بين ذلك بل انها تنظر للجميع بعين الامن ولاتسمح باستخدامه، على العموم فان الزمره  قد خططت ونظمت علاقاتها الداخلية بشكل لا يتمكن اي فرد من الارتباط باي مصدر اعلامي لدنيا الخارج;

كما ان مكتبة الزمره  تخضع للمراقبة والاشراف وحتى عند مجيء افراد الى المعسكر من خارج الزمره  وباي صفة (ضيوف ، محققين ، مراسلين و… الخ) فقد كانت تتم التحضيرات قبل عدة ايام من الزيارة وفيها يعيين الافراد وواجباتهم لتلك الزيارة وبذلك لا يمكن الاتصال بالزائرين

اسرة سحر: ان امكن ان تقدمي توضيحا عن كيفية عقد الاجتماعات في الخالص واوفير سورواز

السيدة سلطاني: لتشكيلات الزمره  وفي كل مرحلة مسؤولا ففي مرحلة كانت فهيمة ارواني وفي مرحلة اخرى كانت فرشته يكانه هي المسؤولة عن التشكيلات وكل مسؤول تشكيلات يكون ملزما الاشراف على عقد جميع الاجتماعات، مسؤولي عقد الاجتماعات التنفيذية ينتقون من بين افراد المستويات المتقدمة وللمستويات الاولية يعيين مسؤول مجموعة ويعيين عضوا ليترأس مسؤولي المجموعات كما يعيين للاعضاء مسؤول قسم ويعيين مسؤول ركن ليترأس مسؤولي الاقسام ويعيين عضو مجلس قيادة ليترأس مسؤولي الاركان وفي النهاية يعيين مسؤول زمره  ليترأس اعضاء مجلس القيادة

“يكون هذا التسلسل الزاميا في جميع المراحل وبمستوى واحد ولم يتغيير ولايزال يعمل به ايضا

اما الاجتماعات الايدلوجية للتشكيلات فقد تغيرت فحتى عام 1994م كان هناك اجتماعا تنظيمييا اسبوعيا للنقد والنقد الذاتي ولكن بعد ذلك بدأت مرحلة تشكيل المؤسسين الجدد حيث عقد اجتماعات العمليات الجارية وسميت هذه العملية والاجتماعات بالـ”الجهاد الاكبر” وجعلوا مكانتها تفوق حتى مكانة الشهادة كما اطلقوا عليها مصطلحا اخرا “العرق الاحمر” في تلك المرحلة كنت في اوربا وكانوا يبعثون بفلم تلك الاجتماع الى مقر باريس ليعرض علينا في تلك المرحلة اخذوا بارسال الافراد من اوربا الى بغداد على شكل مجموعات وحينها كانت هناك ثلاث مقرات رئيسية ومقر محسن هو احد هذه المقرات ، الافراد الذين يرسلون الى بغداد وحسب ما يقول مسعود رجوي يجب ان يستحموا لكي تتساقط الاوساخ عنهم والتي هي نتيجة التناقضات التي لم يعترفوا بها ثم يدخلوا اجتماعات العمليات الجارية، لقد اطلقت مريم على هذه البحوث اسم الجهازين والعرف الايدلوجي وقالت يجب ان يعرض على الجهازين، الاول في جهاز استمرار الكفاح والمقاومة والجهاز الثوري والجوهر الانساني لكل فرد والاخر في جهاز اخلاقة الحيوانية

رجوي يقول ان هذه الاجتماعات والعمليات الجارية هي بمثابة صلاة المغرب والعشاء;

ويجب العمل للوقاية من حدوث اي انفعال او تذمر ، هذا ما كان يطرح بصورة شفوية ثم ومنذ عام 1991م وبشكل تدريجي اخذ يتابع بشكل مكتوب بحيث كان لكل فرد دفتر باسم العمليات الجارية وعليه ان يكتب كل مسائله اليومية فيه ثم عليه ان يقرأ ما كتبه امام الجميع في الاجتماع ثم تغير هذا الدفتر الى استمارة حيث وضعنا لكل صفحة عنوان حسبما تشرحه نسرين، محور البحث في وسط الصفحة والى اليمين يكتب نوع جنس الفرد (انثى، ذكر) ثم يكتب فيما تبقى من الورقة تناقضات الفرد ومسائله الشخصية

وفي كثير من هذه الاجتماع كانت النقاشات تجر الى العراك ثم يتدخل مسؤول الاجتماع ويعمل على حل الموضوع ثم وبعد فترة بدأت الاجتماعات المعروفة بـ”الغسل الاسبوعي” الفارق بين هذه الاجتماعات وبين العمليات الجارية هو انه في الغسل الاسبوعي يجب ان تكتب جميع الرغبات الجنسية للفرد، وعقد هذه الاجتماعات كانت اسبوعية للرجال (اي مرة في الاسبوع) ويومية للنساء وآنية بالنسبة للنساء من اعضاء مجلس القيادة – كما كانت تعقد اجتماعات دورية وعلى مستويات مختلفة وفقا لطلب مسعود او مريم

وكانت تتخذ النتائج في هذه الاجتماعات او في مجلس القيادة، كما كانت تعقد اجتماعات الثورة بشكل منفصل وتدار من قبل مسعود ومريم وكانت لها موضوعتها الخاصة وعلى هذا الاساس كان على الفرد ان يجتاز العشر فقرات الاولى للثورة لكي تقبل ثوريته او عليه التأخير (باسيو) او عليه تسليم مسؤوليته والحضور في الاجتماعات حتى يمكن تغييره وتقبل ثوريته. على كل حال فان الاجتماعات الايدلوجية كانت تعقد بكل قوة ودقة في معسكري مريم وأشرف لكن ظروف اوربا اكثر تعقيدا ، الزمره  ولحفظ الاستعداد الدائم لكل انجاز وعمليات لصالح الزمره  كانت تشرك قواتها بهذه الاجتماعات وتعتبرها بمثابة الماكنة المحركة لعمل التشكيلات .

Exit mobile version