القسم الثالث عشر من حوار مؤسسة اسرة سحر مع السيدة بتول سلطاني

كيفية تشكيل مجلس قيادة رجوي

اسرة سحر: حديثنا اليوم عن كيفية تشكيل واهداف مجلس ما يسمى قيادة السيد رجوي ، لم اذكر اسم المنظمة لسبب واضح وهو اننا جميعا نعتقد ان جميع ما حدث لمسيرة المنظمة خلال السنوات الطويلة ما هو الا نتاج وحاصل ارادة السيد رجوي ، لذا فان سؤالي حول اهداف رجوي من تشكيله لما يسمى بمجلس قيادته؟

السيدة بتول سلطاني: اود ان اشير الى نقطة رئيسية من الواضح جدا في العلاقات الداخلية تلبية اهداف ورغبات رجوي الشخصية اي بتعبير اننا لو فرضنا ان رجوي هو بالضبط كعنكبوت فان كل شيء يتخذ شكله منه ويدور في مداره ، ان نظرنا لواجهة المنظمة نرى ان اعمال المنظمة بعد سقوط الشاه تصب جميعها في مسير ارادة ورغبات رجوي يعني ان فرد فرد الانصار والاعضاء وبصورة جماعية ايضا وكل خطوة وعمل واجراء اتخذت من قبل هذه المنظمة لم تكن الا لتلبية رغبات وطموحات رجوي وعندما نقول ان رجوي مبتلى بتقديس شخصيته (بالرغم من ان هذا الموضوع يحتاج الى وقت وبحث منفصل) الا انه لا ينسب اليه بدون سبب ، في المرحلة التي شكل فيها مجلس القيادة كان رجوي يواجه مشكلة ان مجريات الامور في المنظمة لا تسير وفق مرامه فهو يتصور انه يجب الحصول على النتيجة المطلوبة في وقت محدد وباي صورة، لكن لم تكن لديه الوسيلة اللازمة (الاعضاء والوحدات والهيكيلة) لتنفيذ طموحاته وتحقيق اهدافه.
وعندما اختار مريم رجوي وتزوجها وحملحها مسؤولية الامور اعتقد انه قد حل مشاكله تصور انه سيتمكن من اجراء 90 % من رغباته ، بهذه العقيلة نصّب مريم كمسؤولة اولى للمنظمة ووضع نفسه في مكانة اعلى اي نصب نفسه على كرسي القائد العقائدي للمنظمة.

لكنه ومن الناحية العملية اي بين عامي 1984 – 1986 (حيث جعل من مريم كنبتة مختبرية) رأى ان الامور لا تسير مثلما يريد ولم تتحقق رغباته فمثلا عندما يريد ارسال مجموعة الى داخل الاراضي الايرانية في وقت محدد لتنفيذ عملية او اغتيال احد مسؤولي الجمهورية الاسلامية كان يطرح طلبه هذا وتذهب مريم رجوي لمتابعة الموضوع بكل وجودها من اجل تحقيق هذا الامر لكن الامر عندما يصل اصحاب الاختصاص يعني الاخوة مكتب الرئاسة او المكتب التنفيذي في تلك المرحلة امثال مهدي ابريشمجي ، عباس داوري ، مهدي براعي يرون فيه المعوقات والصعوبات ولا يمكن اجراء كل شيء بسهولة مثلما يحلو لمسعود رجوي (يذهب الافراد دون سؤال وجواب لتحقيق ما يرغب)،  لقد وصلت الامور الى طريق مسدود بحيث ان رجوي وفي اجتماع قال لقد رأيت ان مسألة الاطاحة بالحكومة غير ممكنة اساسا ، لقد تيقن انه وبهذه الوسائل والامكانات والنظم الموجود لايمكنه من تحقيق هدفه وحسب اصطلاحه الاستراتيجي الذي قسم بالحصول عليه يعني كرسي القدرة ( السلطة ) الذي لم يصل اليه وبقي متحسرا عليه ليلا ونهارا والذي تحول الى حقد اعمى. لذلك اتخذ قرارا بعزل الرجال عن الرئاسة وحسب قوله المجيء بعدد من النساء ويضعهن على رأس الامور ليحققن رغباته بشكل عملي. كان يعتقد ان الرجال لن ينصاعوا له وان النساء هن افضل في تحقيق ما يصبوا اليه بشكل عملي.

في الحقيقة لم يعمل ذلك بدون سبب لقد اتخذ القرار المناسب بكل مكر ودهاء ولم يكن شيئا عجيبا وغريبا عن ذهنه بل كان عين الصواب لقد كانت اعمال النساء في المنظمة ومنذ سنوات اعمال ثانوية ( ليست ذات اهمية ) ويعتبرن من الدرجة الثانية ، لذا وعندما يعطى لهن مسؤولية اساسية ورئيسية فانهن سيبذلن كل ما في وسعهن ويحققن ما يريده رجوي ثم ان هذا الموضوع صار محورا لاعضاء المنظمة وتشكيلاتها وشغلهم الشاغل لان رجوي وحسب عادته ولصرف ذهن افراد المنظمة عن التفكير بشيء غير المطلوب منهم يعمل في بعض الاحيان على طرح موضوع لاشغالهم. وهذه المرة الزم الرجال التغيير ومنح تسلطتهم للنساء يعني استمرارا للمرحلة الاولى التي طلقوا فيها النساء وفي هذه المرحلة سحبت صفة القيادة منهم ومنحت للنساء.

هكذا عرض رجوي هذه الفكرة السخيفة على الاعضاء المتقدمين في المنظمة ونال موافقتهم وباستشارة بعض المسؤولين حينذاك امثال محمد علي توحيدي وجابر زادة وابريشمجي وقالوا له ان فعلت ذلك فهو جيد جدا وبمعيار مريم الموجود لدينا وبتسليم الاعمال بيد النساء سيحدث كثيرا من التغيير.
واستمرارا لذلك اختار 24 امرأة من بين اكثر النساء طاعة وذوبانا وامتثالا و… الخ واعلنوا عن ان قيادة المنظمة هي بيد تلك النساء وبذلك حدثت ضجة في المنظمة لماذا لا يوجد اي رجل ضمن مجلس قيادة وكان جواب رجوي لهذه الاعتراضات ان هذا القرار هو حصيلة فكرته وابداعه ومن ضمن الاعتراضات كيف يمكن وبدون اي معيار وتقييم للنساء اللواتي كانت وحتى الامس هن من المستويات الدنيا في التشكيلات ولمرة واحدة يصبحن مسؤولات عن الوحدات.

لكن رجوي وضمن لجوئه للاجواء التي هيأها بالقوة اعلن عن ان هذا الامر هو في الحقيقة حاصل ثورة مريم لمنح النساء فرصة التطوير والنمو ، قال انه يريد تسليم جميع شؤون المنظمة بيد النساء وعندما اعلن ذلك كان حازما وقاطعا ولامجال بالرجوع عن القرار وبذلك فان على النساء ان يكونن 24 ساعة تحت تصرف رجوي ليتمكن من العمل عليهن ووصل الحد الى ان العمل المستمر من قبل رجوي على افراد مجلس القيادة ومن اجل ان لا يواجه اية مشكلة فقد قرأ صيغة العقد على جميع اعضاء مجلس القيادة ( وفق نظرية الثورة الايدلوجية داخل المنظمة تحرم النساء على الرجال لكن جميع النساء هن حلال على رجوي يعني على الرجل طلاق زوجته بنية زواجها من رجوي وبذلك يرى الرجل زوجته اصبحت زوجة رجوي ).
وعملت النساء ( اعضاء مجلس القيادة ) على متابعة ما يريد رجوي بكل اصرار ويذهبن الى الوحدات ويجبرن الافراد بتنفيذ ما يريد رجوي وبهذا الخصوص لديّ نقاط معينة وانا متأكد انها بالنسبة لافراد المجتمع غير قابلة التصديق ساعرضها في فرصة مناسبة.

طلبات رجوي لم تكن منطقية، لايهمه الوقت ولاسلامة الفرد المهم لديه هو الاخذ برغباته وتنفيذها وباي ثمن كان، ما على النساء الا استلام  الاوامر  ثم يأتين الى المقر ويصدرن اوامرهن بتنفيذ العمل. لا يهمهم ان كان الفرد لم يأخذ وقته من النوم والاستراحة او ان كان يرقد في المستشفى يقولون وبكل صراحة ليس لدينا شيئا يفوق الموت في مثل هذه الظروف يجب ان نعمل اي يقفون على رؤوس الافراد ويطلبون منهم العمل الكثير حتى يتحقق مطلبهم. 

 
 

Exit mobile version