العمليات الانتحارية وخطوطها الحمراء بين الكلام والعمل

الحلقة السادسة من لقاء مؤسسة اسرة سحر مع السيدة بتول سلطاني العضو المنفصلة عن مجلس قيادة منظمة خلق حول العمل الانتحاري 
 اسرة سحر: السيدة سلطاني ان امكن ان تتحدث لنا عن مصاديق وموضوعات المعلومات السرية وماهي انواعها؟

 السيدة بتول سلطاني: حسنا؛ ان احد اهم هذه المعلومات هو ما يتعلق باماكن تواجد الاعضاء في مقرات باريس وأشرف، اي مجموعة المعلومات (صغيرة كانت ام كبيرة) التي تخص هذين المكانين وسائر اماكن اقامة القيادة مثلا مقرات بارسيان، حنيف او اي مكان اخر سوف اتكلم عنها بشكل منفصل ان سنحت الفرصة من حيث موقعها الجغرافي، انظمة حمايتها من الخارج والداخل مَنْ يتواجد فيها وماهي المقررات الامنية التي تحكمها، مَنْ الذي يتردد عليها وضوابط ذلك، كيفية تردد قيادة المنظمة على هذه الاماكن ومقرراتها، خارطة ابنيتها وكيفية تقسيمها من الداخل، مَنْ الذي يقيم فيها وفي اي قسم منها، كيفية التنقل بين هذه الاماكن، ماهي انظمة واساليب الدفاع عن هذه الاماكن عند مواجهة الخطر وعلى اي شيء اعتمدت على القوى الانسانية فقط ام على انظمة السيطرة النقطية او الالكترونيتة ام وسائل اخرى، اصول تبديل انظمة الحماية الانسانية، اوقات وبرامج التبديل، ماهي واجبات ومهمات هذه الاماكن او مثلا ماالاختلاف بين معسكر باريس ومعسكر أشرف، ماهي الانظمة الامنية بشأن مراجعة اوفيرسوراواز (مكان اقامة مريم رجوي في باريس) مداخله وكيفية السيطرة فيها، من المسموح له بالدخول وكيفية التفتيش فيه، مَنْ هم لهم الصلاحية للسماح للاخرين بالدخول اليه، هويات الدخول والخروج مَنْ الذي يصدرها وكيفية تدقيقها، مجموعة هذه المعلومات حول مقرات المنظمة في فرنسا والعراق وخصوصا الاماكن التي تتردد عليها القيادة هي من ضمن المعلومات السرية.

حسنا؛ الان وبشكل دقيق ماالذي يمكن ان يحصل عليه الفرد الذي يدخل هذه المقرات وماهي المقررات والضوابط التي يخضع لها، ان الفرد وبشكل غير ارادي قد دخل منطقة الحذر (الخط الاحمر) والمعلومات السرية.

 
اسرة سحر: السيدة سلطاني ان امكن التحدث عن هذا الموضوع في الحلقات القادمة، اما الان اريد الحديث حول موضوع العمل الانتحاري بكافة انواعه الذي يخلّف اثارا وكلفة باهضة، فنوعه الهجومي شئنا ام ابينا ينتهي بتقديم ( الموجودين في المكان من افراد ابرياء) ضحايا جراء العمل فمثلا عندما اغتالت المنظمة ائمة الجمعة بطريقة انتحارية فقد شاهدنا بشكل عملي مقتل عدد من الابرياء ممن كانوا في امكان الحادث، اريد معرفة ماهو تحليل وموقف المنظمة بهذا الخصوص اي ماهي العوامل التي يتوقف عليها تنفيذ او ايقاف هذه العمليات مَنْ له صلاحية ذلك، الى اين تصل حدودها ( خطوطها الحمراء) وان لاتوجد مثل هذه الحدود ما هي تبريرات المنظمة لهذه الاعمال؟
 
السيدة بتول سلطاني: يمكن الحديث عن الموضوع من عدة جوانب، اولا يجب النظر للمنظمة ولرجوي بشكل اخص من خلال كلامه ونظريته، ماالخطوط الحمراء التي رسمها من اجل تنفيذ هذه العمليات، ثانيا يجب النظر عمليا ماالشيء الممكن اجرائه ويمكن العمل به ومامدى تطابقه مع هذا الكلام ، ثالثا يجب ملاحظة ماهو موقف قيادة المنظمة اتجاه احداث من المفروض الا تحدث ال انها وقعت بصورة عملية، في حالة وقوع مثل هذه الحوادث ماهو تعامل رجوي مع المتخلفين.
فهم هذا السؤال وابعاده يرتبط بمعرفة هذه المحاور، ان قائد المنظمة هو الوحيد الذي يمكنه تعريف الخطوط الحمراء وتعيين مصاديقها وعلى جميع الافراد في جميع المستويات التشكيلاتية الالتزام بها ولايمكن لاي احد اثناء العمليات ان يتجاوز الخطوط الحمراء التي رسمها رجوي، المجموعة التي ترسل بمهمة تعلم ان تنفيذ العمليات هو المرجح على اي شيء اخر لان هذه العمليات هي بمثابة شريان الحياة للمنظمة.  
الان لنرى ماهو الخط الاحمر الذي رسمه رجوي من خلال كلامه ثم لنراه من خلال العمل وفي النهاية لنرى كيف يتعامل رجوي مع المتخلف وينظم العلاقة معه، على مايبدو ان مايقصده رجوي من تحديده للخطوط الحمراء هي حماية ارواح واموال اولئك الذين ليس لهم اي دور في العمليات ويشمل عامة الناس، عدم تدمير طرق التردد والاماكن العامة هذه هي الخطوط الحمراء لهذه العمليات حسب زعم رجوي ، هذه هي الخطوط الحمراء الا ان الطرافة هنا يجب ان تعلم انه لايمكن لاي احد ان يتوقف عن تنفيذ العمليات بسبب انه سيتجاوز هذه الخطوط الحمراء، الشخص الوحيد الذي يمكنه ان يوقف العمليات هو مسعود رجوي فقط، انه كيف وباية آلية يمكن مراعاة الخطوط الحمراء اثناء العمليات في وقت يكون رجوي هو المسؤول الوحيد عن ايقاف العمليات لهي من ضمن خزعبلات هذا الموضوع والتي يجب ان يجيب عليها رجوي فقط ، علما بانه يمكن القول ان الابرياء هم جزءا لا يتجزأ من ذات بعض من هذه العمليات بشكل ما، فمثلا عندما ارسلت مجموعة الى ايران لاغتيال اسدالله اللاجوردي في سوق طهران فمن الطبيعي لايمكن التغاضي عن دور المارة في هذه العمليات، اثناء تنفيذها وما بعده والمرحلة الاخيرة اي الهروب من المكان فان للناس دورا محوريا ورئيسيا، دورا واسعا و على كل حال رادعا ، من يتواجد في المكان وفي جميع المراحل من الممكن ان يتدخل ولو بشكل غير ارادي في الموضوع، انت اذا اردت الهروب وواجهت وقوف الناس لمنعك من الهروب عندها تضطر التصويب نحوهم ورميهم، او عندما تريد اطلاق النار على الهدف فبالتأكيد هناك افرادا حوله مما يجعلهم يشكلون مانعا ففي هذه الحالة اما ان تنصرف عن تنفيذ العملية وفي افضل حال تهرب وتعود او ان تنفذ العملية بتلك الخسائر متجاوزا الخطوط الحمراء، وان كان لابد وان تنفذ العملية عندها تضطر بتجاوز هذه الموانع وازالتها من طريقك، اذن فان جزءا من هذه التكاليف هي في ذات العمليات ورجوي على علم بهذه الحقائق مسبقا حيث انه يعلم جيدا ان الامر ليس بهذه الصورة بان تذهب مجموعته الى متجر السيد الاجوردي وتغتاله ثم يخرجون من الموقع بسلام ويعودون الى مقرهم هذه الوضعية يمكن اعتبارها من العمليات الانتحارية ومنفذها يعلم انه ليس من المقرر ان يعود لذا فمن الطبيعي في هذه الحالة يتجاوز الخطوط الحمراء بكل سهولة، في القسم الاول قد يجره هروبه من مكان الحادث الى المحاسبة والمؤاخذة عند اصطدامه مع الافراد العاديين، ان العنصر المنفذ يأتي وهو يحمل فكرة ان الناس قد يكون سعداء بتنفيذ هذه العملية وبذلك سياعدوه على الهروب لذا فان مصيره سيرتبط بتجاوزه الخطوط الحمراء ولو بشكل جزئي، طبعا المنظمة تقوم باغرس هذا الاحتمال (يعني فكرة تقديم المساعدة للعنصر المنفذ من قبل الناس) في اذهان عواملها وبالشكل التالي يقولون له: كن مطمئنا ولاتبالي يمكنك التعويل على الناس فيما بعد تنفيذ العملية بل يمكنك الاعتماد عليهم حتى في تنفيذ العملية حسنا العنصر المنفذ يمكن ان يكون بهذه الذهنية ولو نسبيا وعلى هذا الاساس ينظم ويرتب تصرفه وتعامله اما عندما تكون العملية انتحارية فلا يكون مهما بالنسبة له فيما اذا تجاوز الخطوط الحمراء ام لم يتجاوزها بل المهم هو تنفيذ العملية لذا فان مقدار الخسائر يكون اكثر بكثير ، علما بانه يعلم ليس عليه بتقديم مبررات لذا فان طرح موضوع الخطوط الحمراء في هذا النوع من العمليات اي الانتحارية في نوعها الهجومي غير موضوعية، يبقى ذلك القسم الاول وهو ان المجموعة والعنصر المنفذ عند نجاحه في تنفيذ العملية عليه العودة الى مقره.

عندما يضع رجوي مسألة اغتيال اللاجوردي وغيره صياد شيرازي مثلا امامه على الطاولة فهو يعلم بان ذلك هو جزءا من خطة العمليات وبدون ارتكاب هذه الجرائم وقتل الناس لايمكن للعملية ان  تنفذ ومهما راوغ حول هذه الاصول والخطوط الحمراء بشكل شفوي وكلامي الا ان ذلك لايغير شيئا لان هذه الخسائر الانسانية هي في ذات العمليات ولهذا مثلا عندما يريد العنصر تنفيذ العملية ويحتمل انه قد يقتل عددا من  الناس لايمكنه اتخاذ اي اجراء اخر لان شخصا اخرا على بعد عدة الاف من الكيلومترات قد اتخذ القرار وما هو الا منفذا لهذه العملية لذا لايمكن له ولاي سبب من الانصراف عن تنفيذ العملية اما كيف يمكن لرجوي ان يعطي الضمان بعدم تجاوز الخطوط الحمراء وفي نفس الوقت يمكنه ان يجعل ذلك عمليا لهو تناقض او يمكننا القول انه كذب محض حول اصل المحدوديات في هذا النوع من العمليات وتحديد شيء باسم خط احمر، وللبرهنة على هذا الادعاء علينا التأمل قليلا بردود فعله حول تجاوز الخطوط الحمراء عندها يمكن الخروج بالنتيجة لنرى حقيقة مااهمية تجاوز الخطوط الحمراء عن عدمه بشكل عملي بالنسبة  لرجوي ومامدى تحمله للمسؤولية وهذا من خدع الاطفال المضحكة التي اتخذها رجوي اساسا في عمله.

الان لنرى ماهي ردود فعل التشكيلات او رد فعل رجوي شخصيا امام تجاوز هذه الخطوط الحمراء في عملية ما ، هنا وبطبيعة الحال يقل تواجد العناصر المنفذة فاما قد قتلوا او قد القى القبض عليهم او حتى قد رجعوا سالمين الا انهم ليسوا المعنيين بالمؤاخذة بسبب تجاوز الخطوط الحمراء من قبل رجوي بل المعني هو مسؤول العمليات، فيأخذ رجوي بمحاسبته بانه لماذا قد قتل عدد من الناس خلال تنفيذ المهمة، ابتداءا هو يعلم ان مسؤولية ذلك التجاوز يقع على عاتقه ثم على عاتق مسؤول العمليات بالدرجة الثانية الا انه يرمي بها على عاتق مسؤول العمليات ويبدأ بتوبيخه على انه غير لائق وغير كفوء ويوجه له من هذه الاتهامات وعلى مستوى الكلام فقط وينتهي كل شيء لان الجميع يعلمون بان رجوي على علم بهذه الامور ولايمكنه مؤاخذة الاخرين الا انه بهذه الاساليب يتخلص من مسؤولية هذه الاعمال، ان جميع ما ذكرته يعود لسبب انكشاف الامر ولم يعد الامكان بكتمانه والا انه في كثير من هذه الحالات فان موفقية ونجاح العمليات لها اهمية بالغة بالنسبة للمنظمة مما يستدعي قبول تلك التجاوزات ونسيانها وفي بعض منها ليس هناك مجالا لذكرها.

Exit mobile version