منظمة خلق وعراق خالٍ من صدام حسين

يتضح ان منظمة خلق تقف مصرة على بقائها في العراق والاحتفاظ بمعسكر أشرف (معسكر الخالص) خلافا لرغبات حكومة العراق وشعبه ومهما يكلفها ذلك الامر من ثمن باهض.
لقد استضاف صدام حسين المنظمة اثناء حربه مع ايران لتمكنها من اجراء توصيات الدكتاتور البائد من اعمال داخل المدن الايرانية وعبر الاراضي العراقية وكذلك مساعته واشتراكها في الحرب عندها اصبح صدام حسين المتبني الحكومي الوحيد للمنظمة وحتى اليوم في العالم فهو قد زودها بمختلف التجهيزات ووضع الكثير من الامكانيات وعلى رأسها واهمها معسكر أشرف تحت تصرفها، ان دعوة قيادة المنظمة وقواتها الى العراق جاءت بناءاً على حاجة نظام صدام حسين اثناء حربه على ايران. ان ما قامت به منظمة خلق من اعمال قتل ودمار ضد الشعب العراقي والشعب الايراني وحتى ضد المنفصلين عنها ومعارضيها من داخلها كان نتيجة ما حصلت عليه من تلك الامكانيات التي زودها بها نظام صدام حسين، الآن وقد انتهت الحرب وانتهى صدام ايضا فمن اجل اي شيء بقيت المنظمة في العراق وهي تصرّ على البقاء فيه؟ اي ان السؤال الاساسي: ما هي الفائدة التي تجنيها المنظمة من العراق بدون صدام حسين واسناده لها؟عند سقوط نظام صدام حسين قبل خمس سنوات ونصف اخذت قيادة المنظمة بالبحث عن بديل لصدام حسين وبطبيعة الحال فان الدول المحتلة للعراق كانت اول بديل ، لذا ومن وجهة نظر المنظمة فان على امريكا وبريطانيا ملء الفراغ الذي تركه صدام لذلك طرحت مريم رجوي حلاً بهذا الخصوص والذي لم يلاقي استقبالا على المستوى الدولي ولم يملء احداً ذلك الفراغ مطلقا ، لقد طلبت مريم رجوي ولمرات عديدة من امريكا والغرب باخراج اسم منظمتها من قائمة المجموعات الارهابية والعمل على تهيئة الارضية المناسبة وتمكينهم من شن هجوم عسكري على ايران وباسناد القوات الامريكية المتواجدة في العراق
في مقالات متعددة ومن مصادر مختلفة ذكرت اسبابا لاصرار المنظمة على بقائها في العراق وفي معسكر أشرف ، في هذا المقال نود التطرق لأهم سبب والذي لم يشار اليه الا ما ندر لحد الان. صحيح ان حاجة المنظمة الى مكان معزول وبعيد يخدمها في السيطرة على عقول عناصرها حالها حال جميع الفرق الاخرى في هذا الموضوع وصحيح ان المنظمة بحاجة الى قوات ومعسكر بالقرب من الحدود العراقية مع ايران وصحيح ان معسكر أشرف يمثل مظهراً لقوة واقتدار المنظمة في اعلامها الموجه للغربيين وجميع الاسباب الاخرى وحتى ما تطرحه قيادة المنظمة تحت عنوان المخاطر الامنية ماهي سوى ذريعة ليس إلا ، لكن من يعرّض ارواح ساكني أشرف للخطر هم قادة المنظمة انفسهم كل ذلك صحيح لكن هذه الاسباب ليست بكافية لتجعل من المنظمة ان تتمسك بالبقاء في معسكر أشرف لا بل هناك سببا اساسيا اخرا!
عند سقوط نظام صدام حسين قبل خمس سنوات ونصف اخذت قيادة المنظمة بالبحث عن بديل لصدام حسين وبطبيعة الحال فان الدول المحتلة للعراق كانت اول بديل ، لذا ومن وجهة نظر المنظمة فان على امريكا وبريطانيا ملء الفراغ الذي تركه صدام لذلك طرحت مريم رجوي حلاً بهذا الخصوص والذي لم يلاقي استقبالا على المستوى الدولي ولم يملء احداً ذلك الفراغ مطلقا ، لقد طلبت مريم رجوي ولمرات عديدة من امريكا والغرب باخراج اسم منظمتها من قائمة المجموعات الارهابية والعمل على تهيئة الارضية المناسبة وتمكينهم من شن هجوم عسكري على ايران وباسناد القوات الامريكية المتواجدة في العراق.
الحقيقة المسلّمة هي ان الامل الوحيد لمنظمة خلق في هذه المرحلة هو عودة النظام البائد في العراق واشعال فتيل حرب جديدة بين العراق وايران.
الحقيقة هي ان لدى المنظمة الامل بعودة النظام العراقي البائد وشنه الحرب مرة اخرى على ايران.
حاليا تسعى العناصر المرتبطة ببقايا صدام حسين بمجيء نظام شبيه للنظام البائد لاستلام الحكم وان منظمة خلق على ارتباط بهذه التحركات وهي تبذل قصارى جهودها من اسناد ودعم لتقوية ماموجود منهم في العراق.
نعلم ان قيادة منظمة خلق كانت على صلة وثيقة مع صدام حسين ونظامه بشكل قد وصف مسعود رجوي صلته بصدام (في احدى مباحثاته حسب ما نشر بعد سقوط النظام العراقي البائد) بصلة الدم التي هي ارفع واسمى من العقيدة ، اليوم وبعد خمس سنوات ونصف من اسقاط الدكتاتور صدام لم نسمع المنظمة تتفوه بكلمة واحدة في نقد هذا النظام.
يظهر ان المنظمة لاتريد عراقاً امناً ولاتريد استقراراً للحكومة الحالية كما لاتريد نظاماً ديمقراطياً حاكماً لانه سوف لن يتصور لها مستقبلا في العراق بعد ، لذا فعليها وفي آن واحد مع سعيها للاحتفاظ بمعسكر أشرف عليها ايضا السعي من اجل احلال دكتاتور آخر من نوع صدام حسين لاستلام السطلة في العراق لهذا لسبب نراها قد ذهبت تتبنى جميع المعارضين لحكومة السيد نوري المالكي والمتطرفين وبقايا النظام البائد ، وفي الوقت ذاته فان الحكومة العراقية تعلم جيدا ان معسكر أشرف وتحت حماية القوات الامريكية قد تبدل الى مكان امن لهذه الجماعات حاليا ، معسكر أشرف هو آخر معقل لنظام صدام حسين لايزال قائما.
ان ماتريده المنظمة وقيادتها هو الرجوع الى الظروف السابقة يعني الى ما قبل هجوم امريكا وبريطانيا على العراق لذا فان العلاقات الحسنة القائمة على اساس الاحترام المتبادل بين العراق وايران لاتصب وباي عنوان في مصلحة منظمة خلق ، السياسة العلينة التي تتبعها قيادة المنظمة حاليا هي العمل بالفتن من اجل تدهور العلاقات فيما بين البلدين. ان الديمقراطية في العراق وتعايشه السلمي مع دول الجوار يقطع امل المنظمة من العراق تماما ، لذا فان المنظمة تسعى وبدسائس على ارجاع الظروف السابقة وتعمل على انعدام استقرار العراق لان الاستقرار خلافا لاهدافها.
لقد حولت المنظمة معسكر أشرف حاليا الى ملاذ امن لمعارضي الحكومة العراقية وخصوصا اذناب النظام البائد كما تسعى لمنع استقرار حكومة ديمقراطية في العراق لان الفتن والارهاب في تضاد مع الديمقراطية والاستقرار ، المنظمة تتلائم مع زمرة صدام حسين واملها الوحيد عودة العناصر المرتبطة بالسلطة في العراق مرة اخرى لتعكر العلاقات بين العراق وايران ، لقد كانت هناك مصالح مشتركة بين النظام العراقي المباد ومسعود رجوي كما ان سياساتهما كانت متطابقة وعلى وفاق كامل.
المنظمة تصرّ على بقائها في العراق لزعزعة الاستقرار الامني فيه ولكي لاتدع من احلال الديمقراطية (ارهاب) هذا اولاً وان لاتدع الحكومة العراقية من اقامة علاقات حسنة مع جارتها شرقا (دسائس وفتن) ثانياً ، المنظمة ومن اجل بقائها في العراق لابد لها ان تقوم بالتحريك الطائفي حتى يمكنها الاصطياد في الماء العكر.
من وجهة نظر الحكومة العراقية فان لقطع الامل من عودة النظام البائد عن انصاره (الذي يتحقق من خلال الغاء معسكر أشرف واخراج المنظمة من العراق) الاثر البلغ في استقرار الوضع الامني في البلد.
ان بقايا النظام البائد ومسعود رجوي هم على تحالف استراتيجي بعيد لذا فان قوة وضعف اي منهما تتعلق بالجانب الاخر وحاليا يمثل معسكر أشرف (مركز التقاء القوى المعارضة للحكومة العراقية) نقطة امل الصداميين من اجل الوصول الى السلطة مرة اخرى.
لقد اتخذ مجلس الوزراء العراقي وبذكاء في هذه السنة قرارا شجاعا (القرار رقم 216) تضمن ستة فقرات تتعلق بمنظمة خلق. من الواضح جدا ان الحكومة العراقية يساورها القلق من وجود المنظمة في العراق ومن تحركات معسكر أشرف لذا فهي تريد الغاء معسكر أشرف واخراج المنظمة من العراق لكي ينعم البلد بالامن والاستقرار مقابل ذلك فان منظمة خلق هي الاخرى تسعى جاهدة للبقاء تحت حماية القوات الامريكية وباي ذريعة من اجل ان تكون لها يدا مبسوطة للتدخل في الشؤون الداخلية للعراق.

صحيفة الخطوة

 
 

Exit mobile version