زمرة خلق ومستنقع الوحل أشرف

 منذ اكثر من عقدين من الزمن وزمرة خلق تعاني البراغماتية الصرفة. استراتيجية الكفاح المسلح واستخدام الارهاب لتحقيق الاهداف والوصول للسلطة السياسية في ايران لم يعد مثمرا. ان عدم الفهم الصحيح وعدم القدرة على تحليل الظروف الموضوعية والذاتية للمجتمع الايراني جعل من الزعيم العقائدي لزمرة خلق ان يعاني اكثر فاكثر من الوهم والهلوسة.
زمرة خلق المتشددة اتخذت من تصوراتها للعقيدة الاسلامية وفهمها للتعليمات الماركسية تركيبا بمثابة علما لكفاحها، في الواقع واجهت الزمرة ومنذ تشكيلها تناقضات اساسية في نظام تفكيرها ورؤيتها للعالم، لقد عجزت سياسيا في فهم ان وجود قاعدة شعبية من بين الجماهير هو عامل حيوي بل لجأت الى  حلقة مغلقة من العنف والارهاب الذي لم يعد بنفع عليها.
الزعيم العقائدي وسائر قادة الزمرة المهمين وعلى مدى ثلاثة عقود من سفك الدماء والارهاب لم يراجعوا السياسات المتخذة وتصحيح اخطائها يبدو انهم ولاسباب خاصة نفسية وفكرية لم يشعروا انهم بحاجة الى تغيير اساسي في تفكيرهم الايدلوجي وسياسة الارهاب للزمرة.
الان ما هو وضع الزمرة؟ المتواجدين في مستنقع الوحل أشرف ينتظرون مستقبلا غامضا فهم قد حوصروا في أشرف ويواجهون حاليا خطر اخراجهم من العراق وحتى في مثل هذه الظروف لايسمح قادة الزمرة للافراد والكادر التنظيمي المحاصر والمقطوع عن العالم الخارجي منذ سنوات اللقاء بعوائلهم وذويهم في اجواء حرة وبعيدة عن كل رقابة !!
زمرة خلق تتحدث عن أشرف كمدينة كبيرة وفاخرة في وقت لايشاهد في ما يسمى بمدينة أشرف اي اثر لاطفال او فتيان وليس لدى افراد أشرف معنى او مفهوما "للاسرة" لانه ومنذ عقدين من الزمن اصدر زعيم الزمرة اوامره بتفكيك العوائل المتواجدة في أشرف واجبر المتزوجين على الطلاق وضمن اجراء تعسفي قاسي غير اخلاقي فصل الاطفال عن والديهم وارسلوهم الى خارج أشرف وتحديدا الى اوربا لينشأوا ويترعرعوا بين العوائل المتعاطفة والموالية لتنظيمات الزمرة على اساس الافكار الارهابية للزمرة ومن ثم يعودوا الى أشرف ليتم ارسالهم في عمليات مميتة.
خلال السنوات الست الماضية وبعد نزع سلاحها اصبحت الزمرة تحت حماية الجيش الامريكي في وقت قد عارضت شرائح كثيرة من الشعب العراقي والكثير من الايرانيين بقاء الزمرة في أشرف لان غالبية ابناء الشعب العراقي والايراني بمختلف الوانهم واتجاهاتهم السياسية وبسبب تعاونها مع نظام صدام الكريه في قمع العراقيين وقتلهم للابرياء من الايرانيين فقد عدوهم " خونة ".
بعد انسحاب الجيش الامريكي من المدن العراقية وفقا للاتفاقية التي وقعها مع الحكومة العراقية اصاب قادة زمرة خلق الدهشة وعدم التصديق بتسليم أشرف للحكومة العراقية اشرافا وادارة، وهنا واجهت الزمرة مصيرا مجهولا لان الحكومة العراقية الديمقراطية والمنتخبة من قبل الشعب المعروفة بعلاقاتها الودية الستراتيجية مع الجمهورية الاسلامية الايرانية هي عازمة على اخلاء معسكر أشرف ونقل افراده الى خارج العراق.
في ظل هذه الظرف شرع قادة الزمرة بحملة اعلامية واسعة النطاق في الاوساط السياسية الاوربية والغربية وبرلماناتها لرسم صورة توحي بديمقراطية الزمرة في حين لازالت المجموعات التي تدافع عن حقوق الانسان كمنظمة رعاية حقوق الانسان تتهم زمرة خلق بترويجها لعبادة شخصية مسعود رجوي وزوجته مريم وان العلاقات الداخلية والاجتماعية في معسكر أشرف قد بنيت على اسس تناقض قيم واعراف المجتمعات المتقدمة وخلقهم اجواء من القمع والخوف على طريقة الحكومات الاستبدادية وتعريض افرادهم في معسكر أشرف بصورة مستمرة لغسيل الدماغ والتلقين العقائدي.
في كانون الثاني / يناير 2009م الحكومة الامريكية مرة اخرى تعتبر زمرة خلق على انها مجموعة ارهابية كما اكدت وزيرة الخارجية الامريكية انذاك السيدة كاندوليزا رايس في مذكرة نشرت في صحيفة رسمية للحكومة الامريكية بان مراجعة ملف زمرة خلق يؤيد القرار السابق باعتبار هذه المنظمة مجموعة ارهابية ، الحكومة الكندية كذلك ومنذ ايار / مايو 2005 م قد ادرجت منظمة خلق ضمن قائمة المنظمات الارهابية.
وحسب ما كتبته وسائل الاعلام الغربية فان ارتباط اعضاء منظمة خلق مع ذويهم قد قطع بصورة كاملة منذ اكثر من عقدين من الزمن ، وعندما زار احد الغربيين معسكر أشرف عام 2004م وفر امكانية اتصال بعض افراد أشرف مع ذويهم في ايران بواسطة التلفون عبر الاقمار الصناعية حينها لم يصدق ذويهم بانهم يتكلمون مع ابنائهم لان قادة زمرة خلق قد ابلغوهم بان ابنائهم قد قتلوا.
منذ احتلال العراق من قبل القوات الامريكية عام 2003م وسقوط نظام صدام الاجرامي اختفى مسعود رجوي الزعيم العقائدي لزمرة خلق واخذ يعيش بصورة سرية ولا يعرف احدا عنه شيئا، مريم عضدانلو كذلك وبعنوان وهمي "رئيسة الجمهورية" هي في سفر مستمر من اجل حصولها على دعم من السياسيين الاوربيين ولا يعرف كيف سيكون مصير الزمرة؟ ولكن المؤكد هو ما يشاهد من اشارات واضحة من انفصال الافراد عن الزمرة حيث خرج اكثر من 800 من معسكر أشرف والان حيث يخضع أشرف لادارة القوات العراقية بشكل كامل وكذلك هجوم ذوي الافراد على أشرف خلال الايام الاخيرة لانقاذ ابنائهم لذا يتوقع التحاق اعداد اخرى من قوات خلق بعوائلهم خلال الايام القادمة.

 

Exit mobile version