… !إن كانت هذه الامهات امريكيات

إن كانت الامهات والعوائل المفجوعة لاعضاء من اسرى منظمة خلق (طائفة رجوي)، امريكيات او بريطانيات او اسرائيلات ، فما وضعهن الان؟ هذه العوائل ومنذ اكثر من 20 سنة ليست لديها اية معلومات عن ابنائهم او انهم قد سمعوا وبواسطة المنفصلين عن المنظمة بان ابنائهم موجودين في معسكر أشرف الا انه لم يتمكنوا من اللقاء بهم ، ومنذ اكثر من ستة اشهر اجتمع وفي اسوء الظروف مئات من افراد العوائل مقابل معسكر الزمرة على امل اللقاء بافلاذ اكبادهم الاسرى.

حدس جواب السؤال اعلاه ليس صعبا، فبالتأكيد في مثل هذه الحالة ستسعى كل من صوت امريكا والـ(بي بي سي) وجميع وسائل الاعلام الغربية والمنظمات الدولية وحقوق الانسان بتعبئة جميع طاقاتها من اجل تلبية طلبهم وتصم اذان العالم وكل يوم يعرضون صورهم ويبثون الأخبار المفصلة عنهم وتسكب الدموع على هذه المأساة وتعد الاغاني وتجرى اللقاءات وتقدم مختلف التحاليل السياسية…الخ.

اما ولسوء الحظ فان الظروف السياسية اصبحت بشكل بحيث جعلت الاوساط الصهيونية ذات النفوذ الواسع في بعض التيارات الغربية والعناصر المتشددة ممن يرون ان عملية السلام لاتخدم مصالحهم يتصورون بانهم قد يمكنهم مرة اخرى في يوم ما اعادة استخدامهم للمنديل (منتهي الصلاحية) الذي استخدمه صدام حسين. انهم يعتقدون انه قد تتوفر امكانية استخدامهم (بصورة مجانية) لعدد من الارهابيين الذين غسلت ادمغتهم عند الحدود الايرانية وانهم يعلمون جيدا ان هؤلاء العناصر (سوى بعض الخاصة منهم) يجب عدم نقلهم الى بلادهم باية صورة كانت.

المسائل السياسية لا تعنى الامهات والعوائل ، طلبهم الطبيعي والمنطقي كاية ام في العالم هو اللقاء بابنائهم. هذا الطلب مصرح به رسميا وفي جميع انحاء العالم ويشمل حتى الجناة والسجناء الاشرار لكن اعضاء منظمة خلق ووفقا لضوابط مسعود رجوي الطائفية العائلة هي بمثابة العدو ولا يسمح اللقاء بهم.

يبرر رجوي ذلك بهذه الصورة إن كان هناك ارتباطا عاطفيا بين العضو وعائلته فالعضو سيتبعد عن النضال ويبدأ النظر للحياة ولامحال من تركه المنظمة. سعى رجوي خلال سنوات طوال متوسلا بمختلف طرق غسل ادمغة الافراد وعزلهم عن العالم الخارجي بقتل اي شعور وعاطفة في داخل اعضاء الزمرة ليتمكن من تحويلهم الى ادوات (انسان آلي) لاستخدامهم في مصالحه. ووفقا لنظرية الطوائف التي يتبعها رجوي فان الشخص الذي جرد قلبه من محبة اهله ذويه يمكنه حينئذ وبكل بساطة من قتل اي شخص وحتى هو نفسه. رجوي يقف امام العوائل ولم يلبي طلبهم لان السماح للاعضاء بالخروج من أشرف واللقاء بذويهم هو قرينا للاطلاع على ما هو خارج المعسكر وانه يعلم ان احياء الاحاسيس هي قمع وبالتأكيد ستقضى على تشكيلاته الطائفية.

عندما كان رجوي ينشد نشودة الحرب مع امريكا وفي مرحلة مقارعة الجمهورية الاسلامية وضعها على راس لولويات استراتيجيته ولكن يبدو ان العوائل اصبحت الان عدو زمرته الرئيسي وشكلوا خطا متقدما لمواجهتهم وبهذا الخصوص مد رجوي يد الاستفادة نحو العدو الاول.

الحكومة العراقية بصورة حقيقة تريد اقتلاع معسكر أشرف الذي لا مثيل له في جميع العالم ومحاكمة قادة الزمرة وتخير ضحاياه ليقرروا مصيرهم بانفسهم. هذا الامر لم ينفذ بعد لان القوات الموجودة في العراق تعمل وفقا لمصالحها المحتملة فهم يرومون الاحتفاظ بزمرة رجوي كما هي عليها الان بمحاذاة الحدود مع ايران كما فعلوا ذلك لحد الان (تقرير RAND) ومن الواضح انه لاتعنيهم العوائل. قد تكون عناصر الزمرة ذا منفعة لهم عندما تكون ادمغتهم قد غسلت بصورة كاملة وينفذون اوامر قادة الزمرة دون اي سؤال وكالوحوش يقتلون حتى يقتلون. تواجد العوائل في هذا الوسط وحسب ما تزعمه الزمرة ومن يدعمها هو سببا للمزاحمة.

ان من لديه عزيزا في معسكر أشرف يعلم ان المعني ولاي سبب هو ضحية مطامع قائد الزمرة ويمكنه ان يدرك حال العوائل المتواجدة عن بوابة أشرف بصورة واقعية. وكل من يمكنه درك هذه القضية ولو بمقدار ويضع نفسه في مكانهم فمما لا شك فيه سيشعر بمعاناتهم وسيواسيهم.

العوائل المفجوعة بحاجة للدعاء والدعم والمساندة.انهنّ لسنّ امريكيات الا انهنّ وعلى اي حال امهات
 

Exit mobile version