استراتيجيات مجاهدي خلق لجذب الشباب

ما يتميّز به العصر الحديث هو التقدم الهائل في (تكنولوجيا) الاتصال، وصفحات التواصل الاجتماعيّ المتعددة الأنواع والأشكال، وقد ظهرت هذه الوسائل كمنجز حضاريّ أفرزته العقول العملاقة المبدعة.

وتعد وسائل االتكنولوجيا الحديثة وخاصة الشبكات الإجتماعية ووسائل الإتصال الإجتماعي اليوم أهم منصة لمجاهدي خلق التي تستخدم مواهبها القوية في خداع الشعب الألباني الذي يتراوح عددهم بين اثنين إلي ثلاثة ألاف في ألبانيا ولاتتواني الزمره  أيضاً عن خداع المجتمع الإيراني.

فأعضاء هذه الزمره  مثل باقي المنظمات الأخري يقومون بإستغلال مواقع الإتصال الإجتماعي لأهدافهم الخبيثة فينظرون لمواقع الإتصال الإجتماعي كقاعدة لعملياتهم والناس المستخدمين للشبكات الإجتماعية كأهداف يجب إستهدافهم لجذبهم وإستقطابهم لتحقيق غاياتهم. وتعتبر الحملات الإعلامية الممنهجة على الانترنت وسيلة من وسائل مجاهدي خلق للتأثير علي الأطفال والمراهقين والشباب ونشطت عدة حسابات علي موقع تويتر بأسماء مختلفة.

ونسلط الضوء في هذه المقالة عن أساليب مجاهدي خلق لخداع الشباب في الفضاء المجازي الذي قد يساعد علي توعية الجيل الشاب وإرشادهم إلي الطريق الصحيح.

الجنس الأخر واستغلال الشباب

مما لا شك فيه أن أحد أضرار الشبكات الاجتماعية ، وخاصة للأجيال الشابة ، هو التواصل غير المنضبط للأفراد مع الجنس الآخر ، مما يخلق أضراراً ثانوية تؤثر علي شخصية الشباب لسوء الحظ ، يدخل بعض مستخدمي الشبكات الاجتماعية مواقع التواصل الإجتماعي من أجل إيجاد الحب والإستقرار والعاطفة في حين قد ينقلب الأمر علي صاحبه ويؤثر علي قراراته وإعتقاداته وأفكاره واستغلت مجاهدي خلق هذه النقطة في أساليبها الملتوية واستفادت من الإنجذاب الجنسي للأفراد لخداع الشباب حيث يستخدم كل عضو في الزمره  الذي يعمل في هذا المشروع العديد من عناوين الصفحات الافتراضية بأسماء وصور وهمية ، بعضها مُسمى للفتيات والبعض الآخر من هويات الأولاد يعد استخدام الصور ومقاطع الفيديو الرائعة والمحدثة والمثيرة للإهتمام والرموز والمحتوى المثير للعواطف أمراً جاذباً للجيل الشاب.

فمن بين تقنيات مجاهدي خلق في الشبكات الاجتماعية التي تم تصميمها وتنفيذها تُعد هذه الطريقة الأخطر وتستخدم جماعة مجاهدي خلق صورًا للفتيات والفتيان الصغار لتحفيز المراهقين والشباب للانضمام إلى هذه الجماعات فمن خلال استخدام الشبكات الإجتماعية سيكون للأعضاء الفرصة المناسبة اتخاذ الإجراءات المستهدفة للتأثير علي الشباب وخداعهم عادة ما يتم تحديد هويات المجاهدين  في الشبكات الاجتماعية من سن 17 إلى 30 عامًا ، ويتم اختيار الصور المستخدمة لتكون جذابة ومحفزة لهذه الفئة العمرية وبهذا فإن وظيفة الزمره  تقوم علي رسالة تسويقية عاطفية تستهدف عموم الشباب ومن الضروري توعية الشباب لعدم الإنسياق وراء مثل هذه الأكاذيب والخدع.

تحفيز المشاعر وخلق الغضب والسخط

في هذا الأسلوب تحاول العناصر النشطة في منظمة رجوي بنشرمواد تحريضية علي وسائل التواصل الاجتماعي مثل التحريض على الظلم والفقر والاختلاس وسرقة المسؤولين والممتلكات والتمييز الاجتماعي والتمييز بين الجنسين وما إلى ذلك يتم إنتاج هذه المواد من قبل العمال الفنيين في مجاهدي خلق بقوالب مختلفة مثل الصور ومقاطع الصوت والفيديو القصيرة والأخبار والتقارير والوثائق وما إلى ذلك. وفي بعض الأحيان ترتبط المواد ارتباطًا مباشرًا بمواضيع مجاهدي خلق ويتم نشرها علي القنوات التلفزيونية أو علي شبكات الإتصال الإجتماعي وفي بعض الأحيان يكون هناك غطاء واهي كاذب لجذب الشباب.

حيث يتم طرح مواضيع سياسية وإجتماعية لمجموعة ما مثل مجموعة متكونة من بائعي المحلات التجارية علي التلغرام وبعد الجدال والبحث في مواضيع متفرقة يتم التحدث عن الغلاء وتدهور الأوضاع المعيشية وفي رسالة تم نشرها في قناة تلغرامية لهذه الجماعة الارهابية، تمت الإشارة إلى ارتفاع اسعار الدولار، واضراب سائقي الحافلات، والاحتجاجات التي وقعت في بعض المدن الايرانية و ما شابه من أحداث في إيران العام الماضي، وقد حاول المقطع أن يثبت وجود علاقة بين عناصر هذه الجماعة وهذه الأحداث التي شهدتها ايران ويبين أنهم هم من حركوا وسببوا بهذه الأحداث.

تقديم مسؤوليات وهمية

هذه الطريقة ، في الواقع ، تعد نوع من السيطرة على العقل في الطوائف والفرق فبعد أن يقترب الناس أولاً من الطائفة ويصبحوا أعضاء فيها ،يتم التحدث حول قدراته ومواهبه بعيدًا عن أعين الجماهير وإعطائه مسؤوليات خادعة وهمية يستلزم هذا الإجراء عادةً ارتباط الأفراد بالطائفة ، والشعور بالواجب والمسؤولية تجاههم ، وفي النهاية يتم إجباره علي مواصلة العمل معهم وتستخدم جماعة رجوي في تجنيد وخداع أعضائها على الشبكات الاجتماعية ، نفس الطريقة لجذب الناس وإعطائهم مسؤوليات مختلفة. وإحدي الخدع الإستفادة من لقب “مراكز المتمردين”.

حيث يقوم كل فرد أو مجموعة مكونة من شخصين أو ثلاثة أشخاص بوضع رقم يميزهم عن مراكز المتمردين الأخرى ويتم إعطائهم مسؤوليات وألقاب مختلفة مثل مسؤولية الإدارة ويتم إعطاء الأوامر للمراكز وفق الرقم المحدد.

تشويه التاريخ من خلال التضليل السياسي والتاريخي

ما يقال اليوم بعد سماع اسم جماعة مجاهدي خلق أنهم جماعة إرهابية حيث ترسخت هذه الحقيقة في أذهان الناس الذين عايشوا تلك الفترة وبذلك ارتبط تاريخ مجاهدي خلق بتاريخ اغتيال الناس في الشارع والسوق من قبل مجاهدي خلق في الثمانينات فتاريخ الجريمة والخيانة والتجسس في الحرب المفروضة (حرب العراق وإيران ) وتاريخ غزو البلاد في عملية مرصاد وآلاف الجرائم الأخري لن تُمحي من ذاكرة الأمة الإيرانية.

هذا هو السبب في تعرف الناس علي جماعة مجاهدي خلق في الشبكات الاجتماعية ، فعندما يتم ذكر اسم “مجاهدي خلق” أو رؤساء الزمره  مثل مريم ومسعود رجوي ، وبعد اعتراف أعضائهم بمافعلوه من جرائم يتذكر الناس التاريخ الأسود للمنظمة ويرفضون التعاون معهم بشكل مباشر ومع ذلك ، فإن عدم معرفة الجيل الأصغر سناً وجهلهم بتاريخ هذه الزمره  ونقص الوعي والمعرفة تجعل مجاهدي خلق يستغلون الفرصة لتشويه التاريخ وتقديم معلومات مضللة عنهم.

في هذا الصدد ، فإن عناصر مجاهدي خلق المسؤولين عن التواصل مع مستخدمي الشبكات الاجتماعية في إيران ، تمشياً مع أسئلة المستخدمين ، يجيبون مطولاً عن تاريخ أنشطة منظمة مجاهدي خلق ويرسلونها إلي الشباب لخداعهم وإستدراجهم بين صفوفهم ففي هذه المعلومات ، تم تشويه تاريخ نشاط الزمره  بشدة وتم محو قضايا اغتيال الناس في الشارع

حمى شهرة وسائل الإعلام

يقوم الأشخاص أحياناً بأعمال مختلفة للحصول علي الشهرة مثل تغيير مظهرهم الخارجي وملابسهم إلي القيام بأعمال خلاف القانون وهنا يأتي دور أعضاء مجاهدي خلق بخداع الشباب الذين تكون أعمارهم عموماً تحت سن الثلاثين فيعدونهم بأن يكونوا من الأشخاص المشهورين وذائعي الصيت فيضعون صورهم علي مواقع الإتصال الإجتماعي وبكتابة الإعجابات والتعليقات ينساق الشباب خلفهم دون أن يدركوا مدي كذبهم وإفترائهم.

تساعد آلاف الصفحات الزائفة والمستعارة التي يفتحها أعضاء مجاهدي خلق في الشبكات الاجتماعية على زيادة عدد مرات الوصول أو الاتصال بموضوع ما في وقت واحد ، وهذا يضلل الشباب فيصدقون كلام الزمره  ويتعاونون معهم.

في بعض الحالات ، يكون الناس أكثر ميلًا إلى زيادة عدد المشاهدين والمتابعين لصفحاتهم فيقومون بإحراق أحد رموز المدينة أو موقعاً مهماً أو مبني وبعد تصويره ونشره في الانترنت يشعر بأنه مشهور وهنا تكمن الخطورة حيث يوجه مجاهدي خلق الشباب لإحداث أعمال شغب وفوضي في داخل مدينتهم بذريعة الشهرة.

الوعود المالية

إحدى الطرق التقليدية التي استخدمها مجاهدي خلق لجذب الشباب في داخل إيران والتواصل معهم في الماضي كانت الوعود بدفع الأموال أو تقديم الخدمات والتسهيلات مثل تسهيل مغادرة البلاد والبقاء في أوروبا أو القبول في إحدى جامعات العالم الرائدة تم تقديم هذه الوعود منذ عدة سنوات ، عندما كانت طرق التواصل مع مجاهدي خلق مع الشباب في البلاد عبر الهاتف والأن بعد التطور الهائل في التكنولوجيا ومواقع الإتصال الإجتماعي تقوم مجاهدي خلق بتقديم إغراءات مالية وبسبب الإفتقار إلي المعرفة والوعي بحقيقة هذه الزمره  ينخدع الناس ويتعاونون معها .

باختصار ، يمكن استنتاج أن عمل مجاهدي خلق في الفضاء الإلكتروني والشبكات الاجتماعية يترافق مع الكذب والخديعة لإستغلال جيل الشباب وينظر عملاء وقادة الزمره  في ألبانيا إلى مستخدمي الشبكات الاجتماعية في إيران كفريسة يجب الإيقاع بها ليقوموا بإستغلالها إن الإغراءات التي تقوم بها الزمره  مثل الوعود المالية والشهرة تشكل خطراً كبيراً للشباب بسبب قلة وعيهم ونقص المعرفة وتثقيفهم فيقعون في شباك الزمره  ويُجبرون علي القيام بأعمال تتعارض مع الأمن القومي لبلدهم والتي تسبب في بعض الحالات أضرارًا لا يمكن إصلاحها بالنسبة للفرد وحتى بالنسبة للمجتمع. c7

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى