مسألة حقوق الانسان ينبغي ان الا تخضع للاعتبارات السياسية

مسألة حقوق الانسان ينبغي ان الا تخضع للاعتبارات السياسية:
من الذي نريده من رجوي؟
في رسالة مطولة وبعد شرح مفصل دفاعا عن منظمة خلق وسرد ادلة سياسية لتبرير اعمال هذه المنظمة ختمت الرسالة بالعبارة "ما الذي تريدوه من رجوي؟"، يجب القول نحن لانبغي شيئا من حياة رجوي او من حياة اي شخص اخر نحن طرف مقابل له. وليس لدينا اي نقاش سياسي وعقائدي مع مسعود رجوي باي صورة اساس عملنا ليس سياسيا وكل منا لديه فكرته الخاصة. نحن لدينا بعض الاسئلة المحددة تتعلق بحقوق الانسان الاساسية التي لايمكن ان تخضع لاي معيار ونرغب الاجابة عليها من قبل رجوي او اي شخص اخر ينيب عنه. نقول وبدون مبالغة ان ملف جرائم رجوي لدى القضاء العراقي وخاصة ما ارتكب منها بحق اعضاء زمرته فاقة ضخامتها ملف جرائم صدام حسين حيث ضمت الاف الوثائق والمستمسكات.نقول وبدون مبالغة ان ملف جرائم رجوي لدى القضاء العراقي وخاصة ما ارتكب منها بحق اعضاء زمرته فاقة ضخامتها ملف جرائم صدام حسين حيث ضمت الاف الوثائق والمستمسكات.

السؤال هو اليس من المحتمل بان المنفصلين  يبالغون في شهاداتهم ويذكرون اشياء ليست واقعية بسبب عدائهم للمنظمة.
جوابنا هو بالطبع يمكن احتمال ذلك.

هل كل مايقوله الهاربين من أشرف (المطرودين حسب زعم الكاتب) يجب تصديقه دون التحقيق فيه؟
بالتأكيد كلا.

لكن من ناحية اخرى نحن لايمكننا تصديق مزاعم واقوال رجوي وحماته من الايرانيين ومن غيرهم على انها حقائق مطلقة.

عندما يذكر الكثير ممن تمكن الهرب من أشرف قضية واحدة والجميع يؤيد الكثير من الحقائق التي تعد نقضا فاحشا لابسط حقوق الانسان حسب المعايير العالمية في عصرنا هذا يجب الاذعان الى ان الموضوع يستحق وعلى اقل تقدير تدخل المنظمات الدولية لحقوق الانسان، ولايمكن النظر اليه بمنظار اخر كأخضاعه لمسائل سياسية. الحقيقة هي ان ليس هناك من احد على علم بمايدور داخل أشرف ومسؤولي منظمة خلق لم يسمحوا باي اتصال مع الافراد داخله ولذا فان المصدر الخبري الوحيد عن أشرف هم اولئك الذين تمكنوا الهروب منه وهذه حقيقة لايمكن تكذيبها ان الافراد يهربون من أشرف.

عين الله شعباني هرب من أشرف منذ سبعة اشهر. انه تواجد في أشرف منذ 23 سنة ليلا ونهارا دون اي اتصال مع العالم خارج المعسكر وكان تحت مراقبة التنظيم. انه كان جنديا اثناء الحرب العراقية الايرانية، وفي اخر عمليات عام 1988 اصيب باطلاقة في رجله واسرته القوات العراقية، ابتداءا نقل الى معسكر للاسرى بعد ذلك نقل الى سجن ابوغريب ولم يسجل لدى الصليب الاحمر مطلقا والصليب لايعلم بوجوده، لم يحصل على علاج وترك في ابوغريب على حالته دون معالجة جراحه ينزف حتى جاءه مسؤولي منظمة خلق فقبل دعوتهم مضطرا واصبح وضعه اكثر سوءا مما كان عليه. ذويه وحتى عام 2003م لايعلمون شيئا عنه واعتبر من مفقودي الحرب حتى وصلهم خبرا من المنفصلين عن المنظمة بوجوده في أشرف.

انه يقول: "عندما كنت في أشرف طلبت ولعدة مرات مقابلة الصليب الاحمر لكن لم يسمح لي بذلك. هناك الكثير مثلي لم يسجلوا لدى الصليب، الصليب طلب مقابلة اسرى الحرب ممن التحق بالمنظمة. المنظمة اعدت رسالة باللغة الانجليزية وقعت من قبل الجميع حتى اولئك الذين قد سجلوا لدى الصليب مضمونها انهم لايريدون مقابلة الصليب، المنظمة على علم ان اجرى هؤلاء الافراد المقابلة مع الصليب فانهم سينفصلون عنها، الافراد ابتداءا لم يعلموا لماذا تم توقيعهم، المنظمة قدمت للصليب الاحمر مجموعة من الافراد ممن كانت تتصور انهم لاينفصلون عنها الا ان الكثير منهم قد ترك المنظمة وعاد الى ايران بعد وقف اطلاق النار. لم تكن لدينا اية صورة عن الوضع خارج المعسكر ونخشى الهروب او الانفصال، لكن وفي نهاية المطاف فان صوت العوائل الذي يبث عبر مكبرات الصوت قد شجعني لاتخذ قراري".

بتاريخ 13/4/2011 تمكن كل من محمدرضا كلي اسكاردي (وبعد 23 سنة) وغفار بال افكندة (بعد 10 سنوات) بعد التنسيق فيما بينهما للتخطيط والهروب سوية من معسكر أشرف الفئوي والوصول الى تجمع العوائل.

محمدرضا ومنذ ان كان طالبا في الاعدادية اي في عام 1978م كان من مؤيدي ولديه تصورا بان هذه المنظمة هي افضل المنظمات على الكرة الارضية، بهذه التصورات ومايسمعه من تبليغ عبر محطة راديو المنظمة ذهب الى العراق والتحق بالمنظمة.

ذويه على علم بوجوده في أشرف، اتصل عدة مرات من العراق خلال 23 سنة لاسباب متنوعة منها للتجنيد او للحصول على مساعدات مالية حيث كلف للاتصال هاتفيا بذويه في ايران وكانت جميع هذه المكالمات خاضعة للمراقبة من قبل المسؤولين الحاضرين اثناء الاتصال. وفي كل اتصال يضطر للقول لذويه بان مكانه ووضعه جيد ويشجعهم للمجيء، ذويه يصدقون اقواله ومطمئنين عليه.

انه يقول: "ان مارأيته في أشرف خلال هذه السنوات هو عكس ماكنت اتصوره عندما كنت في ايران. ان كل مايقولونه في اعلامهم هو كذب محض. القمع في أشرف ليس له حدود وفي الحقيقة ان أشرف هو ليس بمكان للبقاء. من جهة فان المنظمة قد اغلقت جميع الطرق المؤدية الى خارج أشرف وليست لدينا اية فكرة عما سيجري علينا في حال انفصالنا. صوت العوائل الذي يبث عبر مكبرات الصوت قد اوقد بصيص الامل في قلوبنا. انا وغفار كنا في مقر واحد قررنا بالتخطيط والهروب سوية وفي النهاية وصلنا العراقيين ثم العوائل".

غفار بال افكندة يقول: "كنت ضمن ثلاثة افراد قد ذهبنا الى تركيا من اجل الحصول على عمل. لانعلم بان المنظمة كانت قد نصبت شباكها للايقاع بامثالي، مصيري مثل كثير من الاخرين ممن استغفل باساليب المنظمة ووجد نفسه في أشرف. منذ اليوم الاول قلت لا اريد البقاء هنا لذا فخيرت بالبقاء او محاكمتي من قبل العراقيين بتهمة الدخول غير القانوني وزجي في سجن ابوغريب.

احدنا انفصل عند مجيء الامريكان والاخر بعد ذلك وذهبا، بقيت انا بسبب خوفي. في كل مرة طلبت الانفصال عرضت لاشد الضغوط النفسية والبدنية حتى اتراجع عن طلبي.
اصوات العوائل حيث حفزتني وعززت من ارادتي وعلمت بهروب عدد من الافراد وان هناك حياة اخرى خلف اسوار أشرف تبعث بالامل.
اتفقت مع محمدرضا وتعهدنا بعدم اطلاع الاخرين ونفذنا خطة هروبنا. لقد افنيت 10 سنوات من حياتي في العراق والتعذيب النفسي والبدني نتيجة غفلة لحظة واحدة في تركيا".
ان اردت الاستمرار بسرد المشاهد والنماذج فعليّ اعداد كتب ضخمة. كيف يمكن تصور ان كل ماجرى هو مزور وزائف ومايقوله رجوي هو الصحيح فقط. هل من احد يرفض كل هذه الادعاءات من اساسها حسب الادلة والوثائق؟

إن طالعتم مختصرا عن الجماعات (الفرق) التي تهيمن وتتحكم باذهان اتباعها وقارنتم نماذج منها مع اساليب عمل منظمة خلق بزعامة مسعود رجوي ستتضح لكم الصورة بان هذه ليست بجماعة عادية تقف بالعداء من الجمهورية الاسلامية. هذه الجماعة تعرض افرادها لغسيل الدماغ وتسلبهم ارادتهم وتستخدمهم كعبيد. زمرة رجوي هي مصداق واضح للاستعباد الحديث المطروح حاليا من قبل علماء الاجتماع وعلماء النفس.

ان المنفصلين عن الفرق (الجماعات) يصعب عليهم التحدث عادة ولايكشفون عن حادثة من مجموع مائه حادثة، حيث لديهم دلائلهم الخاصة ويشعرون الخجل لما لديهم من شهادات وتحصيل علمي وذكاء وقد اصبحوا لعبة بيد الانتهازيين وعبدة الشهوة والمال وهم يفضلون كتمان ذكرياتهم الى الابد.

السيدة بتول سلطاني كانت بيننا سنوات عديدة في العراق ولم تذكر شيئا الا عندما ذهبت الى اوربا رفعت الستار عن كثير من المسائل المتعلقة بشخص رجوي.
هذه الفرق (الجماعات) تسعى بقمع مناوئيها وتعرضهم للاتهام وتقول بان اقوال هؤلاء هو بسبب عدائهم. اولا لماذا يصبح هؤلاء اعداء بعد انفصالهم؟ هل ان كل من يخرج من حزب او جماعة يبدأ بمعاداتها؟ لماذا لم يبقى لمن قضى 23 سنة والبعض 30 سنة من حياته دون توقف في هذه المنظمة اي تعاطف معها بعد خروجه منها؟ ثانيا هل ان جميع المنفصلين عن المنظمة والذي بلغ عددهم المئات وقدموا شهاداتهم للقضاء العراقي جميعهم يكذبون؟ الا يوجد نموذج واحد صادق من هذه النماذج التي تدل على نقض حقوق الانسان الاساسية في داخل معسكر أشرف؟ هل هؤلاء جميعهم موظفوا وعملاء وزارة المخابرات وقوات القدس وغيرها؟

إن تأملنا قليلا فان نموذج منع رجوي العوائل للقاء بابنائها الذين لم يلتقوا بهم منذ سنوات طويلة هو كاف للتعرف على طبيعته وذاته وانظمة زمرته الداخلية، هل من وجهة نظركم هناك دليل سياسي يبرر نقض حقوق الانسان الاساسية وخاصة لاولئك الذين بذلوا كل وجودهم في طريق النضال وسلكوا هذا المسير طوعا؟

نحن نسأل هل ان بامكان ساكني أشرف الحصول على المعلومات اللازمة بحرية؟ هل لديهم المعلومات الكافية التي تمكنهم من تقرير مصيرهم بانفسهم؟

هل هؤلاء الذي انقطع بعضهم عن العالم خارج المعسكر لفترة اكثر من عشرين سنة ويخضع لعمليات غسيل الدماغ باسم العمليات الجارية هم اصحاب ارادة حرة؟ الجميع يعلم لاوجود لمثل هذا الشيء وان رجوي لايسمح برفع الحصار. المنظمات الدولية تتحرك وفقا للمصالح السياسية لكن هذا التحرك لايمكنه ان يخفي الحقيقة. الحقيقة هي ان الافراد في أشرف هم اسرى فكريا وجسديا وفقا للمعايير الدولية والذي يجب ان يزودوا بالمعلومات الكافية من عالم خارج الزمرة ليتمكنوا من استعادة ارادتهم المسلوبة وتقرير مصيرهم.

نرجوا من الاعزاء، المؤيدين والمعارضين ارسال وجهات نظرهم لنتمكن نحن ايضا من انتخاب مسير افضل لحركتنا.

مؤسسة اسرة سحر
بغداد – 11 ك2/ يناير 2012م

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى