الحذر من دسائس رجوي

بعد المماطلات الطويلة؛ وفي الساعة 30/22 من الليلة الماضية بدأت عملية اخلاء 397 من اعضاء زمرة رجوي من معسكر أشرف.
قد يكون الوقت مناسبا ليسأل "رجوي" نفسه ولو لمرة واحدة! ماهي نتائج معسكر أشرف لفترة 25 سنة؟
معسكر أشرف وعدد اخر من المعسكرات العراقية اهديت لرجوي من قبل صدام حسين اضافة الى جميع الامكانيات العسكرية واللوجستية. والحق يقال ان رجوي قد رد هذا الجميل بافضل صورة حيث التجسس في جبهات القتال وفي المدن؛ بعمليات تخريبية ارهابية واغتيالات حسب التوصية؛ و…الخ كي لا يبقى تحت منة صدام!
ولان وجود رجوي بالعراق ارتبط بالحرب؛ فان الزمرة فقدت دورها وقدرتها بعد اعلان وقف اطلاق النار بين ايران والعراق، لكن رجوي لازال يأمل باشتعال نار حرب اخرى لتفتح ابواب السعادة بوجهه.
بعد سقوط صدام عام 2003؛ كل ناظر حيادي يقر ببداية نهاية المنظمة في العراق.
لكن رجوي استاذ الحسابات الخاطئة الفضيعة لازال مصرا على البقاء في أشرف حيث قال: ان بقي أشرف؛ فستبقى الدنيا.
وراح يسعى بتقوية اسس تواجده في العراق معولا على بقايا حزب البعث وازلام صدام حسين والسنة الذين ازاحهم منافسيهم الشيعة عن ساحة السلطة السياسية من خلال عملية ديمقراطية. خطأ افضع من ذهابه الى العراق.
وفي الوقت الذي اخذ يوسع من اتصالاته باللوبيات الغربية وتعاونه المخابراتي والعملياتي مع اسرائيل والسعودية وسائر خصوم الحكومة الايرانية في المنطقة وفي العالم؛ سعى اضافة الى ملء الفراغ الذي تركه صدام عن طريق رابطيه الاسرائيليين ان يوصل رسالة للامريكيين بان الحرب هي الحل الوحيد للجمهورية الاسلامية واراد رجوي بكل شوق ان يلعب الدور الذي لعبه الجلبي في العراق واتحاد الشمال في افغانستان لامريكا.
ان تعاونه العملياتي مع عملاء الموساد وتنفيذ المهمات المشتركة باغتيال علماء الذرة الايرانيين؛ لم يسعفه.
رغم جميع المشاكل وعدم الثقة الموجودة في العلاقات ما بين ايران والغرب؛ فان الطريق لايزال يتمحور حول المباحثات ورغم مايقدمه رجوي من خدمات كثيرة لاسرائيل والاجهزة الغربية؛ الا انهم ينظرون اليه كعميل وارهابي حقير وليس كقوة سياسية حقيقة ذات مجدية.
منذ منتصف ليلة امس وببدء نقل اول مجموعة من افراد زمرة رجوي الى مخيم ليبرتي: فان معسكر جرائم رجوي قد بدأ بالانهيار؛ ان تصور رغبة رجوي بحل الموضوع بشكل سلمي هو تصور حسن ظن غير طبيعي ، لانه ومنذ شهر كانون الثاني 2012 وما بعده اي بعد تمديد مهلة اخلاء معسكر أشرف فان قادة الزمرة وبتعبئة و تحريك حماتهم ممن يتقاضون رواتبا منهم وبذرائع سخيفة لا تنتهي؛ لم يتقدموا بخطوة لتسهيل حل الموضوع لا بل بدأوا بوضع العراقيل والموانع امامه.
رغم ان جميع هذه الاجراءات لم تثمر بنتيجة حسب ما ترغبه قيادة الزمرة وحماتها في العالم؛ واصدار الامين العام للامم المتحدة بيانا يوم الاربعاء الذي سكب فيه الماء على يد قائد الدسائس رجوي؛ يجب ان لانغفل عن طلب وحاجة رجوي باراقة الدماء.
من الصعب جدا التصديق بان رجوي يريد التسليم لشروط الحكومة العراقية والامم المتحدة دون مشاكل واراقة دماء عدد من الابرياء.
عدد كثير من ساكني معسكر أشرف؛ هم من يمكن ان يحققوا مآرب رجوي في حالة بقاء معسكر أشرف على وضعه من حيث الوضع الجغرافي وظروفه الحاكمة، وهؤلاء لايمكن الاستفادة منهم في اوربا؛ هذا الجزء من جسم زمرة رجوي في أشرف يمكن ان تغامر بهم قيادة الزمرة وتشركهم في اشتباكات؛ ليتخلص رجوي من شر وجودهم ثم يستغل دمائهم في معاملاته القادمة.
كريم حقي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى