دراسة وضع زمرة خلق في العراق _ الجزء الثاني

حوار محمد حسين السبحاني مع هادي شمس الحائري
هادي شمس الحائري:
لقد طرحت امور كثيرة وفيها تناقض المنظمة نفسها وكمثال على ذلك اعتراض المنظمة على وجود دوريات للشرطة العراقية داخل مخيم العبور، اليس في أشرف دوريات مسلحة؟ انت يا رجوي الم تضع حراسة على افرادك؟ وضعت اسلاك شائكة كي لايهرب الافراد وهم افرادك وليسوا بغرباء اعضاء زمرتك. انت تخشى افرادك ووضعت عليهم مراقبة (دوريات) واسلاك شائكة وسواتر ووضعت البروجكترات كي لايهربوا. لنفرض ان جميع ماتقوله حول مخيم ليبرتي صحيحا، والان ذهبتم الى مخيم العبور ليبرتي انتم لستم بافراد من الجيش العراقي او من شعب هذا البلد ومن الاولى عليهم ان يضعوا حماية لكم.
لقد طرحت موضوع لماذا كل هذا الاصرار والعناد من منظمة خلق على بقائها في أشرف وعدم الانتقال الى ليبرتي؟ يجب القول ان الهيكل الفئوي قد بني بشكل لايمكن تفكيكه وان فكك لم تعد هذه بجماعة فئوية ولم تعد بيد قيادتها تلك القدرة التي تريدها للسيطرة، لان الجماعات الفئوية مهماً لها ان يكون الجميع سوية وفي مكان واحد ويمكنهم العمل على شكل مجموعة واحدة ولايتحقق هدفها ان كانت على شكل مجموعتين. لذا فان المنظمة وفي الحقيقة رجوي تخشى تجزئة زمرتها ولم تعد لديها تلك القدرة والسيطرة على افرادها ويمكن للافراد الضحايا التخلص من سيطرتها وخروجهم الى عالم الحرية والعلاقات الطبيعية وبذا يتحررون من الزمرة ولهذا السبب لاتريد ولاتدع تجزئة هيكل التشكيلات.
من جهة اخرى تريد الاحتفاظ بمعسكر أشرف لعل بحلول ظروف جديدة او نشوب حرب مع ايران يمكنها ان تكون تحت تصرف امريكا بعنوان قوة مرتزقة عميلة ، كاستخدام القوات المرتزقة في ليبيا يمكن استخدام منظمة خلق كذلك، لان المنظمة هي بذاتها ليس لديها القدرة على الابداع العملي وليس لديها الاستقلالية وما عليها الان الا الالتصاق بهذه الدولة او تلك لاستخدامها كمرتزقة وليس كقوة مستقلة ومعارضة سياسية شرعية.

محمد حسين السبحاني:
هل ان هذا التأخير الذي اشرت اليه والذي تتعمد منظمة خلق بايجاده وحسب ماعبرت عنه انه بنظر المنظمة لعل خلاله تنشب حرب، مكّن المنظمة من المحافظة على هيكل تشكيلاتها. اذن يمكن الان الاستنتاج انه بفصل المجموعة الاولى قد حدث تصدع وشق وحسب تجاربك فان سبب تأخر موافقة مريم رجوي على النقل لفترة 3 اسابيع هو ادخال هؤلاء الافراد (400 فرد) واشراكهم في اجتماعات تنظيمية متعددة وبصورة مستمرة وطويلة داخل أشرف والعمل على اذهانهم وعقولهم ونفسياتهم وتوجيههم بكيفية التعامل ومقابلة الاوضاع المختلفة وكيفية حفظ انسجام تشكيلاتهم وكيفية الاستمرار بعقد اجتماعات العمليات الجارية ليلا في تلك الكرفانات داخل مخيم ليبرتي كي لاينفصل احدا عن هيكل الزمرة.
نقطة اخرى مهمة جدا وهي ان قيادة المنظمة نقلا عن هؤلاء (397 فرد) خاطبت السيد (بان كي مون): بانك قلت لنا ان مساحة المخيم تبلغ 683 الف متر مربع، الا اننا وبعد قياسها وجدناها تنقص بمايقارب 83 الف متر عن المساحة التي ذكرتها. هذه ذريعة مضحكة، هي بالتأكيد ذريعة لكنها تكشف عن حقيقة، عندما سافرنا الى العراق قبل عدة شهور اتضح لنا بشكل مؤكد انه ضمن مساحة (36 كم2) معسكر أشرف هناك افرادا لم يتمكن احدهم من رؤية الاخر منذ سنوات لان المنظمة قد فصلت بين المجموعات بفواصل جغرافية معينة بحيث لم يتمكن احدا من رؤية الاخر، اخ لم يرى اخته لسنوات مع العلم انهم ضمن معسكر مساحته 36 كم2 واحدهم لايعلم شيئا عن الاخر، والان تعترضون على امكانيات مخيم ليبرتي، اقرأ لكم من بيان المنظمة:
"… زيادة مساحة المخيم والسماح لساكنيه بالبناء دون حدود"
سؤال؛ لماذا البناء؟ اليس هذا المخيم مؤقتا؟ انتم هناك بشكل مؤقت من اجل اجراء المقابلة وقبول اللجوء في دولة اخرى. ان هذا يدل على ان المنظمة تخشى لقاء الافراد فيما بينهم اخ يلتقي اخته وقد يتبادلون الحديث كأن يقول لها اختي العزيزة و… الخ وهذا ماتخشاه رجوي.
منظمة خلق في بيانها الاخير اشارت الى ان الحكومة العراقية تقصد تحريك الشكاوى القانونية ضد بعض افراد هذه الزمرة ممن تلطخت ايديهم بدماء الشعب العراقي، وقيادة المنظمة تعترض على ان لاتفعل الحكومة العراقية هذا العمل. السيد الحائري هل هذا فيه شيء من الاشكالية او هو نقضا لحقوق الانسان؟

هادي شمس الحائري:
الموضوع ليس فيه شيء وهو صحيح لانه ان ارتكب هؤلاء الافراد جريمة سيتضح ذلك في المحاكم وان كان العكس فستظهر برائتهم وهذا سياق قانوني يعمل به في جميع انحاء العالم، يبدو ان المنظمة تخشى افتصاح امر هؤلاء الافراد بانهم جناة لذا فهي تريد التستر عليهم وعدم كشفهم ولاتريد محاكمتهم. وحسب اطلاعي ان هناك اكثر من 250 شكوى (قتل، تهجير، اغتصاب اراضي لمزارعين عراقيين) رفعت ضد هذه الزمرة.
ان كان مثل هؤلاء الافراد متهمون لماذا لايتحملون مسؤولية ذلك في المحاكم العراقية؟

محمد حسين السبحاني:
السيد الحائري لقد اشرت الى نقطة مهمة، تعلم انه خلال هذه الايام ووفقا للاتفاق مع الامم المتحدة ومفوضية اللاجئين ارسلت رجوي 397 فردا الى مخيم العبور ليبرتي، وبشكل مفاجيء ودون مقدمة طلبت في بيان؛ انتقال المنظمة الى الحدود الاردنية، بالتأكيد وباستثناء قتل الوقت، هناك سبب اخر وهو الخوف من فتح موضوع جرائمهم داخل الاراضي العراقية ولذا تريد الهروب من الارض التي ارتكب جرائم فيها. كيف تقيمون هذه اللعبة الجديدة لقيادة منظمة خلق؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى