العراق مصر على ترحيل عناصر منظمة مجاهدي خلق

 تحظى منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة التي تعرضت لهجوم دام في العراق مؤخرا، بقبول دولي متزايد، الا ان بغداد تصر رغم ذلك على ترحيل عناصرها بسبب موقفها من النظام الايراني وعلاقتها بصدام حسين.
وقتل في التاسع من شباط سبعة اشخاص واصيب العشرات بجروح من اعضاء المنظمة في هجوم بالقذائف الصاروخية والهاون استهدف معسكر «ليبرتي» غرب بغداد الذي استقرت في المنظمة منذ العام الماضي.
ولم تعلن اية جهة مسؤوليتها عن الهجوم الذي اثار ردود فعل منددة خصوصا في الولايات المتحدة، الا ان زعيمة المنظمة مريم رجوي دانت ما وصفته ب»جرائم الدولة الايرانية».
واشارت الى ان المعسكر يقع داخل منطقة عسكرية ضخمة وان مرتكبي الهجوم لم يكونوا ليتمكنوا من الدخول من دون مساعدة «من داخل الحكومة العراقية».
ورغم الهجوم على المعسكر الذي يضم نحو 3100 معارض ايراني، تصر الحكومة العراقية على ترحيل هؤلاء.
ويقول علي الموسوي المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء العراقي في تصريح ان وجود المنظمة في العراق «غير قانوني وغير شرعي».
ويضيف ان «وجودهم مرفوض».
ويرى المحلل السياسي العراقي احسان الشمري ان «طبيعة العلاقة بين القوى الشيعية العراقية وايران» تشكل عنصرا اساسيا في مقاربة العراق لوضع المنظمة على اراضيه.
في موازاة ذلك، يشير الشمري الى عناصر اخرى تطبع هذه المقاربة، بينها علاقات المنظمة بصدام حسن الذي سمح لها بالاقامة في العراق لحملها على مساندته في محاربة النظام الايراني خلال الحرب العراقية-الايرانية (1980-1988).
وبحسب وزارة الخارجية الاميركية، فان صدام قام بتجهيز المنظمة بمعدات «عسكرية ثقيلة ونشر الاف المقاتلين (من المنظمة المعارضة) في اطار موجة هجمات» انتحارية ضد القوات الايرانية مع قرب نهاية الحرب.
لكن واشنطن تشير الى انه بعد اجتياح العام 2003، اعادت منظمة مجاهدي خلق التي يشتبه في تورطها بحملات قمع ضد الشيعة والاكراد، نحو الفي دبابة وناقلة جند ومدفعية ثقيلة.
ويقول عدنان السراج الذي الف كتبا حول المنظمة ان «النظام السابق استخدم (منظمة مجاهدي خلق) لممارسة القمع».
ومنح صدام المنظمة اربع ثكنات عسكرية في العراق، ومبان في وسط بغداد، وحوافز اخرى بينها جوازات سفر عراقية ووقود مجاني، بحسب سراج.
وكان عناصر مجاهدي خلق قد غادروا منذ العام الماضي معسكر أشرف الذي يعد مقرهم التاريخي ويقع في محافظة ديالى، شمال شرق بغداد، وكانوا يستخدمونه منذ العام 1980، وانتقلوا الى معكسر ليبرتي، في اطار اتفاق برعاية الامم المتحدة يمهد لترحيلهم.
ولكن بعد الهجوم الاخير على مقرهم في ليبرتي، بدات المنظمة تشتكي من مسار الترحيل حيث لم تستقطب فكرة استضافة هؤلاء، دولا عديدة، ولم تقدم اليهم اي عروض حقيقية للانتقال الى بلد ثالث.
وتنتقد المنظمة تاكيدات الامم المتحدة بان ظروف المعسكر تتلاءم مع حقوق الانسان وتشتكي من غياب عدة امور بينها الحظر على استخدام العربات التي تنقل البضائع الامر الذي تعتبره نوعا من «التعذيب».
وفيما لا تحظى المنظمة بقبول العراق، فانها حققت خطوات ملموسة على الصعيد الدولي.
ونشأت منظمة مجاهدي خلق في الستينات للنضال ضد شاه ايران، وتمركزت في العراق بعد الثورة الاسلامية الايرانية في 1979.
وتؤكد المنظمة حاليا تخليها عن العمل المسلح، وانها تعمل للاطاحة بالنظام الاسلامي في طهران عبر وسائل سلمية.
وقد شطبت بريطانيا اسم المنظمة من اللائحة السوداء للمنظمات الارهابية في حزيران 2008 تلاها الاتحاد الاوروبي في 2009 ثم الولايات المتحدة في ايلول 2012 وكندا مؤخرا.
لكن وزارة الخارجية الاميركية تحمل المجموعة مسؤولية مقتل ايرانيين وكذلك جنود اميركيين ومدنيين من السبعينات حتى العام 2001.
ورغم القبول الدولي، يرى الخبير في شؤون ايران كريم سادجادبور من معهد كارنجي للسلام الدولي ان الامر ليس نفسه داخل ايران.
ويوضح «تنظر اليهم المعارضة في ايران على نطاق واسع على انهم مجموعة متخلفة وغير متسامحة».
الرأي
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى