أن العراق حكومة وشعبا مع إخراج منظمة خلق من العراق

قال الكاتب الإعلامي والباحث السياسي العراقي مهند حبيب السماوي أن أجندات طائفية ضيقة وبرامج سياسية خبيثة وراء دعم بعض السياسيين لمنظمة خلق الإرهابية، مؤكداً أن بقاء المنظمة في العراق يؤثر على طبيعة العلاقة بين بغداد وطهران.

ولفت الباحث مهند حبيب السماوي في حوار مع موقع "أشرف نيوز"، إلى "أن الحكومة الإيرانية تُدرك أن العراق حكومة وشعبا مع إخراج هذه المنظمة من العراق وان الخطوات التي تؤدي إلى هذا المتبغى تسير بصورة مطردة وان يكن على نحو بطيء".

وفيما يتعلق بالأسباب التي تؤخر إخراج منظمة خلق من العراق، بين الكاتب السماوي أن "القضية شائكة ومتعددة الأبعاد والجوانب كحال كل قضية سياسية في الشرق الأوسط يشوبها الالتباس ويعتريها الغموض"، مضيفاً "المصالح السياسية والأجندات الطائفية التي تقف وراء دعم المنظمة والوقوف وراء استمرار وجودها في العراق".

واعتبر قيام بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة بتعيين جين هول لوت نائبة وزير الأمن الداخلي الأميركي سابقا مبعوثة خاصة له لإبداء المساعدة في نقل أعضاء منظمة خلق  لدول أخرى غير العراق دليل على فشل الأمم المتحدة لحد الآن في نقل هؤلاء الأعضاء خارج العراق، مع التأكيد على أن هذه الخطوة تعد جيدة ومقدمة لنقلهم من العراق.

وفيما يلي نص الحوار

أشرف نيوز: ما هي أسباب تأخر نقل أعضاء منظمة خلق الإرهابية؟

الكاتب والباحث العراقي مهند حبيب السماوي: القضية شائكة ومتعددة الأبعاد والجوانب كحال كل قضية سياسية في الشرق الأوسط يشوبها الالتباس ويعتريها الغموض ولا يستطيع بسهولة مسك خيوط فهما أي شخص، فالمصالح السياسية والأجندات الطائفية التي تقف وراء دعم المنظمة والوقوف وراء استمرار وجودها في العراق من قبل بعضهم لازالت حاضرة في هذه القضية ظاهرة حينا وباطنة حينا آخر حتى لو خسرت جهدها وباءت خططها بالفشل.

ولعل قيام بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة بتعيين جين هول لوت نائبة وزير الأمن الداخلي الأميركي سابقا مبعوثة خاصة له لإبداء المساعدة في نقل أعضاء منظمة خلق  لدول أخرى غير العراق دليل على فشل الأمم المتحدة لحد الآن في نقل هؤلاء الأعضاء خارج العراق، مع التأكيد على أن هذه الخطوة تعد جيدة ومقدمة لنقلهم من العراق.

كما ان هنالك أسباب لوجستية أخرى قد تقف وراء تأخير عملية نقلهم من العراق وان كان هذا العامل ضعيف ولا يعد معتبرا أمام الأسباب الطائفية والسياسية.

أشرف نيوز: هل بقاء منظمة خلق يؤثر على العلاقة بين بغداد وطهران؟

الكاتب والباحث العراقي مهند حبيب السماوي: بالطبع يؤثر على طبيعة العلاقة الايجابية بين البلدين التي تطمح كل من حكومتي بغداد وطهران إلى تطويرها من خلال إبعادها السياسية والاقتصادية والدينية محاولين تناسي المرحلة السابقة التي دخل فيها البلدان في حرب طاحنة بفعل سياسات النظام العراقي السابق وطموحاته وغروره وغبائه السياسي. لكن يبدو أن الحكومة الإيرانية تُدرك أن العراق حكومة وشعبا مع إخراج هذه المنظمة من العراق وان الخطوات التي تؤدي إلى هذا المتبغى تسير بصورة مطردة وان يكن على نحو بطيء.

أشرف نيوز: لماذا لا تضغط واشنطن على قادة منظمة خلق لنقل أعضائها وإنهاء وجودهم في العراق؟

الكاتب والباحث العراقي مهند حبيب السماوي: رؤيتين، لا ثالث لهما، تتحكم في نظرة الولايات المتحدة الأمريكية لمنظمة خلق، أولها ترى ان على المنظمة ان تبقى في العراق  تحت حجة إنهم مجموعة لاجئة يتحتم على العراق النظر لهم بإنسانية ! وهو أمر ظاهري يخفي أبعاد سياسية أخرى تسعى من خلالها الولايات المتحدة إلى الضغط على الجمهورية الإسلامية من خلال هذه المنظمة… وبدعم وتأييد دول الخليج العربي وخصوصا السعودية التي ترتعب من الجمهورية الإسلامية وتبحث عن كل ما يمكن أن يشكل تهديدا لها حتى لو كان وهميا كمنظمة خلق.

 

أما الرؤية الثانية فترى في منظمة خلق مؤسسة إرهابية مارست الإرهاب وقتلت، سابقا، بعض الشخصيات الأميركية وقد مدت يد المساعدة لنظام صدام حينما قمع شعبه في نهاية القرن الماضي، وأظن أن الرؤية الأولى المتعلقة بمنظمة خلق ومن يقف خلفها تشكل لوبي ضاغط من أجل إبقاء هذه المنظمة في العراق برغم وجود دلائل وحقائق لا تقبل الشك على ممارسة هذه المنظمة الإرهاب. 

 

أشرف نيوز: كيف تقرأ تصريحات بعض المسؤولين العراقيين في دعم منظمة خلق؟

 

الكاتب والباحث العراقي مهند حبيب السماوي: بادئ ذي بدء لم أتفاجأ شخصيا بهذه التصريحات، حيث تقف ورائها أجندات طائفية ضيقة وبرامج سياسية خبيثة تحاول من خلال دعم هذه المنظمة ضرب عصفورين بحجر كما يقول المثل، هذه الجهات السياسية تسعى من جهة أولى للاعتراض على مواقف الحكومة العراقية من المنظمة التي ترغب بإخراجها من العراق، وهو جزء من المراهقة السياسية لهؤلاء السياسيين الذين يقفون ضد أي قرار حكومي مهما كان نوعه.

 

ومن من جهة ثانية، أن إبقاء هذه المنظمة في العراق يكون، من وجهة نظر هؤلاء، بمثابة ورقة ضغط على الجمهورية الإسلامية ! وهو تصور ساذج ان لم اقل مثير للسخرية، إذ ان منظمة مثل خلق لا يمكن ان تؤثر قيد أنملة على دولة مثل الجمهورية الإسلامية التي  لم تستطع دول كبرى في العالم الوقوف بوجه تطلعاتها وبرامجها ورضخت أخيرا إلى توقيع اتفاق نووي معها احدث صدى عالمي واسع وقراءه بعضهم على أنه سيكون له تداعيات كبيرة على خريطة المنطقة الإقليمية. 

 

أشرف نيوز: هل قامت وسائل الإعلام العراقية بمهمتها في كشف جرائم المنظمة التي إرتكبتها في العراق؟

 

الكاتب والباحث العراقي مهند حبيب السماوي: بالطبع كلا، ونحن علينا ان نعترف بهذا بكل صراحة….والسبب واضح يتجسد في أن لهذه المنظمة دعم مالي ضخم بالإضافة إلى مساندة سياسية ودولية صريحة حينا ومٌبطنة حينا آخر. والإعلام العراقي بمجمله، ومن خلال تمظهراته المختلفة، يخضع في رسم سياساته وتوجهات برامجه إلى عامل المال والسياسة، ولذا نجد علانية إعلانات تعود لمنظمة خلق في صفحات بعض الصحف العراقية وبالحجم الكبير!.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى