الضيف الثقيل

لست بصدد بحث تاريخي عن الكرم والكرماء ولكن بصدد ما يفرض عليك الضيف من تدخل في شؤونك الخاصة وتجاوزه لأدب الضيافة وقد قالت العرب قديما (( ياغريب كن أديب )) ما يدور الآن حول منظمة مجاهدي خلق الإيرانية وقرار اجعل هذه المنظمة تحت مسؤولية الحكومة العراقية لحين إيجاد مخرج عبر التنسيق مع الصليب الأحمر لإخراجهم من العراق… هابيلييان

إن قرار الحكومة العراقية قرار شجاع طالما إنها ترفع شعار محاربة الإرهاب و الخارجين على القانون إذ كيف توفق الحكومة بين وجود منظمة غير عراقية إرهابية وتقوم بمحاربة عراقيين اتهموا بأنهم ينتمون إلى منظمات إرهابية وباعتبار إن هذه المنظمة صنفت ضمن المنظمات الإرهابية إذن لا يوجد مبرر لبقائها على الأراضي العراقية خاصة وان هذه المنظمة والكل يعرف أنها وقفت وبشكل صريح مع النظام الفاشي ضد الشعب العراقي وجاءت إلى العراق من دون إرادة الشعب إنما هي إرادة الدكتاتور ومارست القتل والقمع وخاصة في أحداث انتفاضة 1991 منتهكة بذلك كل القوانين الدولية والأعراف التي تنظم وضع هكذا حركات…….

إن ما يهمني ليس الخبر على أهميته ولكن الذي يهمني أن ممثلي الشعب في البرلمان والذين وصلوا إلى هذه الكراسي بأصوات الشعب يتصارعون ويتجادلون بين مؤيد لطرد هذه المنظمة وبين معارض وأدخلت إيران في القضية وكأن من يطالب بطرد المنظمة إيراني صفوي ومن يطالب ببقائها صدامي عفلقي…

من الملفت للنظر أن مجموعة من البرلمانيين يدافعون عن منظمة مجاهدي خلق أكثر مما يدافعون عن حقوق وتطلعات الناس الذين انتخبوهم تحت شعار(( عدو عدوي صديقي)) أي أن كرههم لإيران يجعلهم متمسكين بهذه المنظمة ليس حبا بمسعود رجوى كما فعل النظام السابق ولكن بغضا لإيران أنا لست بصدد الدفاع عن إيران ، ولكن الدفاع عن وحدة ممثلي الشعب التي نحن بأمس الحاجة لها ،هل يريد بعض البرلمانيين إحياء الطائفية والتخندق الطائفي من جديد بعد أن تجاوزناها.. لو أخذنا بمبدأ الربح والخسارة من بقاء هذه المنظمة على أراضينا أكيد أن رحيلها عن أراضينا أكثر فائدة لنا..

لان(( اللي فينا يكفينا )) وتقطع الطريق على من يريد أن يجعل العراق منطلقا لاستهداف الغير ،على ممثلي الشعب أن يدركوا أنهم عراقيون أولا وأخيرا والإيرانيون إيرانيون والاتهامات المتبادلة لاتخدم قضيتنا ولكن لاادري هل يعرفون أو لا يعرفون أن بقاء هذه المنظمة على أراضينا يعطي المبرر لإيران التدخل في العراق وقد قالت الحكماء (( الباب إلي تجيك من الريح سده وأستريح )) يكفي ضيافة أكثر من خمس عشر سنة وقد قيل في المأثور الشعبي ((تصحت أو تجلت وما ظل للضيف حجة)) كثير من حركاتنا الوطنية التجأت إلى بلدان سواء مجاورة أو غير مجاورة للعراق إلا إننا لم نسجل على هذه القوى تدخلها بشان البلدان التي التجأت إليها لان هذه البلدان وفرت الحماية والملاذ الآمن لهذه القوى لممارسة نشاطاتها من دون مراقبة أو إكراه من البلد المضيف فمن اللياقة العالية لحركاتنا أن لاتتدخل في شأن غيرها….

ولكي نثبت إننا دولة ذات سيادة علينا أن يكون قرارنا بإخراج هذه المنظمة من أراضينا حتى لو زعل الأميركان

إن إخراج هذه المنظمة صحيح هو لصالح إيران وهذا دليل على صدق نوايا حكومتنا عندما تصرح إن العراق لايمكن أن يكون منطلقا للعدوان على الغير وهي من الشروط التي أعلنها العراق خلال التفاوض مع الأميركان.

اذن ما الفرق بين حزب العمال الكردستاني وأعماله العسكرية ضد تركيا ومنظمة مجاهدي خلق ماذا جنينا منه سوى إعطاء المبرر لتركيا لدخول أراضينا واستهداف مواطنينا.

ماذا نفعل لو قرر الأميركان استخدام هذه المنظمة وتسليحها لمهاجمة الأراضي الإيرانية من يدفع الثمن نحن أو الأميركان عندما ترد إيران على هجمات هذه المنظمة بأقل تقدير بقصف مدفعي يكون ضحيته أبناء شعبنا؟.

خضير حسين السعداوي

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى