تحالف فرقه مجاهدي خلق بالصدام

بعد تأسيس جيش التحرير في يونيو1987 عمدت الزمره إلي إنهاء عمليات حرب العصابات والعمليات الصغيرة والمتفرقة التي كانت تقوم بها ، وأثناء دراسة هذه العمليات وتحليل تفاصيلها ونتائجها من قبل لجان ترأسها مسعود رجوي في معسكر أشرف دخلت عناصر وظروف جديدة علي المعادلة ، فقد قال رجوي في أحدي جلسات التقييم تلك : «في لقائي مع السيد الرئيس صدام حسين ، بارك لنا انتصاراتنا المقاتلية ، وأكد علي ضرورة أن نحطو خطوة نوعية علي صعيد تجهيز قواتنا » ، ولكن الذي أدلي به مسعود في اجتماعات المستويات الأعلي في الزمره كان التالي : «في تلك الأيام كان هناك لقاءات سبر للأحداث بيني وبين السيد الرئيس هدفها تقييم العمليات التي قمتم بها ، لقد طلبتُ منه مساعدتكم وتجهزكم بشكل أكبر ، لكن صدّام تكلم كلاماً تجاوز فيه ذلك ، لقد قال : لماذا لا تعيدون بناء وتنظيم قواتكم علي شكل جيش تقليدي نظامي ، فستطيعون بذلك القيام بعمليات أكبر وأكثر تنسيقاً (التنسيق مع الجيش العراقي )؟ ففي العمليات الصغيرة والمتفرقة تكون قواتكم أكثر عرضةً للمخاطر، عليكم أن تأسسوا جيشاً صغيراً ».

لقد خطت الزمره هذه الخطوة الكيفية وكان هناك نقلة نوعية كبيرة في تنظيم وتسليح المجاهدين ، واستتبع ذلك ازدياداً كبيراً في كم الهذايا والمساعدات من قبل صدام وأركان حكمه لمجاهدي خلق، تأسيس جيش التحرير الوطني بتاريخ 20يونيو 1987 في معسكر أشرف ، وتشكلت أولي كتائب مجاهدي خلق التقليدية والتي كانت تمتلك عربات كاسكاول المصفحة وكل ذلك تحت التدريب والإشراف الفني للخبراء العراقيين ، وعلي الرغم من أنّ هذا العمل عند الشروع به لم يكن ذا حجم أو فعالية تذكر ولكن وبعد نجاح مجاهدي خلق في عمليات (جلجراغ) وضم تمائم هذه العمليات لقادهم لتضاف إلي الهدايا والمساعدات المتدفقة من صدام ، جاء الخبراء العراقيون إلي المعسكر واستقروا فيه وذلك لمساعدة في الإعداد للعمليات المسماه بــ (فروغ جاويدان) لذا فإنّ أكثر من مئتي عنصر فني و خبير عسكري عراقي فُرّعُوا تدريب مجاهدي خلق فقام الخبراء العراقيون بإعادة تجهيز الأسلحة الموجودة في المعسكر والتي كانت عبارة عن : مختلف أنواع المصفحات والتي كان أساسها ناقلات الجند م ت ب الروسية والعربات المصفحة من طراز كاسكاول البرازيلية ، جسور روسية ، المضادات الجوية عيار 5/14 م.م ثنائية البطانة ورباعية البطانة ، راجمات الصواريخ عيار 107 ميليمتر روسية ويوغسلافية ، هاونات روسية ، إذاً كل هذه الأسلحة أعيد تجهيزها لتصحيح قادر علي الدخول في العمليات.

بعد الهزيمة الدموية القاسية التي تعرض لها مجاهدي خلق في عمليات (فروغ جاويدان) بدأ الإنقلاب الأيديولوجي الثاني في الزمره ، وبدأت عملية تجديد أسسها ومبانيها واستمرت عملية التجديد والتغيير هذه حتي العام 1989.

أمّا صدام فقد خصص لمجاهدي خلق لواءً فنياً لوجستياً ولواءً آخر للمناورات وعمليات التدريب بالإضافة إلي وحدت حوامات عسكرية ، وأعطي أوامره بأن تستقر هذه الألوية في معسكر أشرف وأن تندمج مع كامل قوات جيش التحرير التابع لمجاهدي خلق لتشكل فرقةً في حجم وقوة فرقة مشاة عراقية.

في هذه المرحلة وبالتزامن مع أعادة تجهيز الأسلحة وتنظيم الخدمات اللوجستية تبدأ قوات مجاهدي خلق بنسبة 90% بتدريبات علي مدار الساعة وفي مختلف الفروغ القتالية ، وكان الضباط العراقيون يشرفون علي هذه التدريبات.

وقد كان الضباط العراقيون يدربون عناصر خلق علي خدمة وتخزين وقيادة الآليات المختلة وكذلك أصلاحها وصيانتها وأيضاً كانوا يدربونهم علي خدمة وتخزين واستخدام مختلف أنواع الأسلحة بالإضافة إلي صيانتها وإصلاحها ، وأهم موارد التدريب والتسليح فهي :

ــ الدبابات الروسية ت 55 ، ــ ناقلات الجند م ت ل ب.

ــ العربات المصفحة كاسكاول.

ــ ناقلات الجند المدرعة ب م ب 1.

ــ أنواع الآلات الهندسية والإنشائية : جسور ، بلدوزر و …

ــ سيارات جيب لندكروز.

ــ شاحنات أيضا ــ سيارات جيب واز الروسية

ــ حاملات الدبابات

ــ مختلف أنواع الشاحنات والحافلات.

ــ ناقلة الجند المدرعة م 113.

ــ صهاريج الوقود من نوع ماز الروسية.

ــ العربات الحاملة لراجمات الصواريخ اورال 122 م.م الروسية.

ــ العربات الحاملة لراجمات الصواريخ داك 122 م.م الرومانية.

ــ التدريب علي استخدام الهاونات من عيار 60 و 81 و 82 و 120 ميليمتر.

ــ التدريب علي استخدام الأسلحة الخفيفة كالمسدسات والكلاشينكوف ورشاشات ب ك س و …

ــ المضادات الجوية من عيار 5/ 14 م.م ثنائية البطانة ورباعية البطانة ، روسية الصنع.

ــ المضادات الجوية من طراز شيلكا.

ــ الحوامات.

بالإضاقة إلي ما سبق كان هناك عمليات تدريب علي إنشاء المشافي الصحراوية والقيام بعمليات الإسعاف والإنقاذ وأيضاً إقامة دورات لغة عربية في جامعة المستنصرية في بغداد و دورات لغة إنجليزية في معسكر أشرف.

ــ التدريب علي إدارة تكتيكات لألوية والألوية المدرعة المسماة بــ «حجفل» و «حجفل محركة».

ــ تدريبات الإسعاف والعلاج و ما يتعلق بها.

ــ تدريبات علي إدارة الوسائط النقلية وتكتيكات النقل.

ــ تدريبات علي إدارة مختلف أنواع الأشغال العسكرية.

وعشرات التدريبات الاُخري و امتدت هذه التدريبات علي مدي ثلاث سنوات اشترك فيها أكثر من 600 مدرب عراقي في مختلف المجالات وبإشراف قادة الفرق وقادة الألوية العراقيين وقد استخدمت في هذه التدريبات كامل قدرات مجاهدي خلق من دبابات ومصفحات وعربات أخري ، وكل واحد من التدريبات السابقة استغرق ما بين ثلاثة إلي ستة أشهر ، ونتج عن هذه التدريبات الواسعة جهوزية عالية في إمكانات مجاهدي خلق الفنية الهندسية والميكانيكية واللوجستية، وقد قام جيش صدام بتقديم المساعدات المعنوية والمادية الكاملة التي احتاجها مجاهدي خلق وبذلك وصلت قوات خلق إلي مستوي فرقة مشاة مجهزة ومدرّبة ومسلحة بشكل كامل ومستعدة للقيام بالعمليات الحربية التقليدية.

لقد كلفت عملية تحزين وصيانة هذه الأعتدة ملايين الدولارات ، وصدام بالإضافة إلي تقديمه هذه الأموال كان أيضاً يقدم للمنظّمة مساعدات مالية شهرية كانت تختص الأسطول النقل والدعم اللوجستي ، ومثال هذه المساعدات خمس وأربعون مليون دينار كانت تصل شهرياً إلي مديرية الصيانة في الزمره .

إذاً وبما أنَّ جيش مجاهدي خلق قد أسس وأصبح جيش صدام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى