زمره مجاهدي خلق وأزمة المنشقين

زمره  مجاهدي خلق الإيرانية حالها حالة بقيت الجماعات سواء كانت المسالمة أو الإرهابية، تتعرض للانشقاق والاختلاف والتمرد، فهي ليست ظاهرة جديدة، لكن سلوك قادة الزمره  الإيرانية مع المنشقين لا يختلف تماماً عن سلوك تنظيم داعش الإرهابي في التعامل مع مخالفيه.

قضية خلقت أزمة لجماعة مجاهدي خلق قبل أيام في ألبانيا، حيث تمكن العضو السابق والمنشق عن الزمره  عام 2012 في ألبانيا “إحسان بيدي” من الانتصار على زعيمة الزمره  الإرهابية مريم رجوي التي حاولت عبر استخدام سياسة الضغط والترهيب لإخراج من العاصمة تيرانا، إلا إن هذه الرغبات الروجية لم تتحقق بسبب مقاومة بيدي ونصرة بعض الإعلاميين والناشطين في ألبانيا.

وكانت السلطات الألبانية قد أعلنت يوم الجمعة الماضي إنها نقلت العضو المنشق إحسان بيدي إلى منطقة على الحدود الألبانية اليونانية بهدف ترحيله من البلاد لتحقيق رغبة مريم رجوي التي عانت كثيراً من أنشطة هذا الرجل الذي كشف زيف ومزاعم زمره  مجاهدي خلق التي كانت تمارسها عبر غسل أدمغة أعضائها.

ولعب الناشط السياسي والمؤرخ والكاتب الألباني الدكتور ” أولسي جازجي”، والصحفي “جرجي تاناسي” والمحامية ميجينا بالا والعديد من الألبان الآخرين، لعبوا درواً مهماً في وقف عملية ترحيل إحسان بيدي، ما شكل صدمة موجعة لمريم رجوي وزمره  مجاهدي خلق برمتها.

وكانت مريم رجوي ترى أن قضية الخلاص من إحسان بيدي مهمة سهلة وبسيطة عبر تقديم الدعم المالي للحكومة الألبانية وكذلك لبعض المسؤولين في السلطة الحاكمة في تيرانا بهدف تنفيذ ما تريد، إلا إن ذلك لم يتحقق، الأمر الذي جعلها تفكر ملياً في كيفية التعاطي مع قضية المنشقين وعليها مراجعة حساباتها.

وإن انتصار الناجين من مجاهدي خلق في ألبانيا على زمرة مريم رجوي وعودة إحسان بيدي إلى العاصمة تيرانا يظهر قوتهم وقوة إرادتهم لإلقاء مزيد من الضوء على رجوي ومجاهدي خلق الجماعة السرية الخطيرة.

وتؤكد المعلومات التي نشرتها مواقع الكترونية مقربة من زمره مجاهدي خلق الإيرانية من بينها موقع “أشرف نيوز”، إن السلطات الأمنية الألبانية أرادت نقل المنشق إحسان بيدي إلى تركيا وتركه هناك، لكن السفارة التركية في تيرانا رفضت ذلك بعدما تقدم مجموعة من الناشطين بشكوى لدى السفارة.

ولم يكن أمام السلطات الأمنية إلا نقل إحسان بيدي الذي بقي عاماً في السجن إلى اليونان بطريقة تشبه الاختطاف، حيث إنه في صباح يوم الجمعة الماضي، 14 من أغسطس، أخبرته الشرطة أن يكون جاهزًا لأنها تريد إطلاق سراحك! عندما طلبوا منه الركوب، أصر على أن يأتي أصدقائه معه وطلب منهم أن يجهز متعلقاته لأخذها.

وقالوا له “يجب أن تأتي معنا الآن! بعد التحرك، تم تقسيمهم إلى مجموعتين وانتقل الفريق من الطريق الرئيسي ليضيع، والفريق الرئيسي الذي رافق إحسان بيدي أخذه من جانب وطريق غير معقول يكاد يكون سالكًا، ولكن إلى حيث قالوا، حيث عبروا الحدود اليونانية وتجاوزوا عدة مدن وأخذوهم إلى منطقة محددة، وعندما عبروا الحدود وأطلقوا سراحه بعد بضعة كيلومترات، وأبلغ أصدقاء ألبان السفارة اليونانية على الفور وقالت السفارة اليونانية إن ذلك غير قانوني ولن نقبله.

كان إحسان بيدي قد وصل إلى المنطقة الحدودية ومكث هناك لعدة ساعات، حيث تعرض لهجوم ونهب من قبل عدد من الأشخاص الذين خرجوا في الغابة، وبعد ساعات من إطلاق الشرطة اليونانية عملية، وعلمت الشرطة الألبانية أن عددًا من المراسلين في طريقهم لزيارة مكان الحادث والإبلاغ عنه، تم استدعاءهم إلى المركز وطلب منهم إعادته وإخباره بأنه مخطئ، وأُعيد إلى تيرانا في اليوم التالي وأفرج عنه.

ربما يكون هذا درسًا لذلك الجزء من العصابة الفاسدة داخل الحكومة الألبانية التي تحاول الحصول على “أموال” للتستر على جرائم ومؤامرات زمره  مجاهدي خلق الإيرانية حتى ضد عناصرها السابقين.

كما أن هذه الخطوة تؤكد أن مريم رجوي وقادة زمره  مجاهدي خلق يتآمرون على المنشقين عنها، والزمره  نفسها قادرة على اضطهاد هؤلاء الانفصاليين بكل قوتها، وهم أنفسهم يعترفون بذلك، كما يؤكد أن زمره  خلق لا تؤمن بحرية التعبير وإن من يخالفها يحب تصفيته وقتله وإغتياله، وإن لم تتمكن من ذلك فعليها ترحيله وإبعاده لإسكاته.

كما تؤشر خطوة مريم رجوي على تعاملها من قضية المنشق إحسان بيدي على إفلاس زمره مجاهدي خلق وزعيمتها مريم رجوي التي تدعي أنها تواجه النظام الإيراني بهدف تغييره لكنها تخاف من شخص كان أحد أعضائها السابقين وانشق عنها.

وتؤشر هذه الحادثة أيضاً وهي رسالة إلى الشعب الإيراني إن زمره  مجاهدي خلق لا تحترم إرادتكم وإنها إن تمكن من السلطة وزمام الأمور فستمارس القتل والتنكيل والاغتيال بحقكم لو خالفتوا إرادتها وقرارتها، وقد عانتيم منها خلال دعمها لنظام الرئيس العراقي صدام حسين، فهم عبارة عن مرتزقة وباعة وطن للأجانب.

ولا يخفى على أحد أن زمره  مجاهدي خلق تدرك أن هؤلاء المنشقين عنها شهود عيان على عبثية الإدعاءات، ووجودهم في أوروبا، خاصة في تيرانا، يجعل الناس أكثر وعيًا بالطبيعة الشريرة لهذه الزمره ، وهناك أسباب أخرى لا حصر لها تجعل هذه الزمره  الخطيرة لا تريد أن ترى هؤلاء المنشقين ولا تريد أن يبقى أي منهم هنا.

أحمد جعفر الساعدي ـ كاتب متخصص في الشؤون الإيرانية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى