الإبادة العرقية في نظام صدام ودور منظمة خلق

تعتبر محاكمة صدام (دكتاتور العراق السابق) من منظار القوانين الدولية محاكمة داخلية وتختص بالقوانين العراقية ، لكن بسبب كثرة الاتهامات التي واجهها صدام والوضع الراهن في العراق منذ الاحتلال الامريكي حتي اعتقاله وانعكاس احداث العراق في العالم فمن الواضح أن الرأي العام العالمي يعتبر محاكمة صدام دولية. وهذه المحاكمة التي طرحت فيها ملفات كثيرة كالابادة العرقية وقتل المدنيين واستخدام الاسلحة الكيمياوية والسلب والملفات المالية. في الحقيقة إن صدام خلال فترة حكمه علي العراق كان يصر ويواصل سياسته غير المبررة في قمع الاكراد والشيعة كما أنّه عذب وسجن واغتال الشيعة بشكل جماعي و أرسل رجال الدين الشيعة إلي المنفي وثم قتلهم. أيضاً تابع سياسة قمع الاكراد بصورة منظّمة وسلب منهم حقوقهم الاجتماعية والسياسية واعتبرهم العدو الأول في العراق وأبادهم. يمكن الاشارة الي قمع الاكراد في عملية الانفال بشكل واسع بتعاون مع منظّمة مجاهدي خلق أو مجزرة قصف حلبجة الكيمياوي وراح ضحيتهما أكثر من 180 ألف من المواطنين. مجزرة حلبجة حدثت خلال فترة الحرب العراقية الإيرانية ونظام صدام عمل بشكل مخفي وبعيداً عن الانظار حتي يُحمّل إيران مسؤولية هذه المجزرة الرهيبة وقصفت طائراته حلبجة دون أي تغطية أخبارية.. يمكن الاشارة الي قمع الاكراد في عملية الانفال بشكل واسع بتعاون مع منظّمة مجاهدي خلق أو مجزرة قصف حلبجة الكيمياوي وراح ضحيتهما أكثر من 180 ألف من المواطنين. خلال الاعوام الاخيرة منظمة خلق حاولوا بإعلام موسع أن يحملوا إيران مسؤولية الجريمة ودوماً يصروا عليها في إعلامهم المزيف. اثناء سنوات تواجد عصابة رجوي الإرهابية في العراق دعمها صدام بشكل كامل بحيث أن بعد عملية المجاهدين الفاشلة في كردستان عام 1982 ، قوات هذه الزمرة هربوا إلي كردستان العراق ودعمهم صدام مرة اُخري لكن بسبب عداء الشعب الكردي لصدام لم يوافقوا علي تواجد أعضاء منظّمة خلق في هذه المنطقة ، أمّا قوات رجوي كانوا لا يزالون يستخدمون الطرق في شمال العراق. هذه الخلافات سببت اندلاع معارك كبيرة بين عناصر منظّمة خلق وقوات الاتحاد الوطني الكردستاني وسقط العشرات من عناصر الاتحاد الوطني علي يد منظّمة خلق الإرهابية في هذه المعارك. بعد سقوط صدام ، منظمة خلق اصبحوا كالنازحين وتشتتوا في انحاء العراق وخاصتاً علي قرب من الحدود الإيرانية. عندما هاجمت الولايات المتحدة، العراق القوات الامريكية امرت عناصر رجوي بالعودة إلي معسكر أشرف ورفع العلم الابيض علي سياراتهم ، حتي لا يستهدفوا من قبل المقاتلات الامريكية. أثنا عودة عصابة رجوي إلي معسكر أشرف عدد من الاكراد والمجموعات الشعبية قتلوا عناصر من المنظّمة انتقاماً لمجزرة الانفال عام 1991 (قمع الاكراد علي يد منظمة خلق). لكن ما هي حقيقة مجزرة إبادة الاكراد في عمليات انفال وكيف حدثت؟ في عام 1991 أثناء حرب الخليج الثاني وبعد المعركة الأمريكية المدمرة ضد صدام ، تركزت القوات العراقية جنوب البلاد لكي تتمكن من مقاومة نيران القوات الامريكية التي كانت تشتعل في الأرض والسماء. أثناء هذه المعركة القوية ، استطاعت المجموعات المعارضة العراقية من السير بإتجاه العاصمة لكي يسقطوا صدام ويحققوا مطالبهم التي طالبوا بها منذ سنوات طويلة فالاكراد قاموا في الشمال والشيعة بالجنوب. لكن الولايات المتحدة توقفت عن قصف الشمال و الجنوب حتي يتمكن جيش صدام بالتعاون مع عصابة رجوي الارهابية اخماد المقاومة الشعبية والحاق الهزيمة بالانتفاضة الشعبانية. وسط هذه الاوضاع كانت منظّمة خلق الحاجز الوحيد لمنع الاكراد من التمرد ، المنظّمة التي دعمها صدام بشكل كامل والان كانت بصدد تعويض كل هذا الدعم كعبد وفي.عقدت جلسات عاجلة ، طلب صدام من زعيم مجاهدي خلق أن تكون جماعته ذارعه الداعم في شمال العراق وافق الأخير واصبحت مهمة المنظّمة الهجوم علي المدن والقري الشمالية بهدف اخراجها من سيطرة القوات الكردية واظهار إخلاصه ووفائه التام لصدام. رجوي نظم قواته في معسكر أشرف وبدأ بالتقدم نحو كفري وسليمانية وكلار وجلولاء وخانقين وكركوك بدعم من مدفعية الجيش البعثي. رجوي بهدف إثارة عناصر المجبره اعلن لهم ان القوات المعادية هم ايرانيون ودخلوا العراق بهدف توجيه ضربات للمنظّمة وعليهم الوقوف أمامهم وقال لهم بعد الانتصار في هذه المعركة سنسير باتجاه إيران. بعد مرور أسبوع علي سيطرة الاكراد علي المدن الشمالية وخاصتاً مدينة كركوك النفطيّة والاستراتيجية ، دخلت قوات رجوي المسلحة إلي كركوك وغافلت الميليشيات في المدينة وسيطرت عليها. منظّمة خلق هاجمت مدن الخالص وجلولاء وبعقوبة وخانقين وارتكبت مجازر كبيرة وأراقت دماء الكثير من المدنيين. في الحقيقة في قضية قمع الاكراد في شمال العراق القوة العسكرية الوحيدة كانت منظّمة مجاهدي خلق ودعم الجيش العراقي اقتصر فقط علي التغطية المدفعية. في عملية مرواريد التي وقعت في جبال مرواريد واشتهرت بهذا الاسم _ جزءاً من عمليّة الانفال _ قتل الآلاف من المدنيين في شمال العراق بقيادة عراقية وتنفيذ من قبل عناصر رجوي خلال فترة 13 يوماً (آذار 1992 ) وأكثر من 95 بالمئة من القتلي هم مدنيون. الهجوم علي البيوت وقتل النساء والاطفال بشكل جماعي وحرق الحقول تعد من جرائم هذه العصابة الارهابية خلال تلك الأيام. بالتأكيد المكافاءات الكثيرة التي قدّمها صدام لرجوي بعد ارتكاب هذه الجريمة تعتبر تقديراً لهذه الخدمة التي فعلها هذا العميل. بالتوجه لكل هذه الامور واستناداً علي كل الوثائق الحقيقية التي ستقدم عن قريب. أليس من حق الشعب العراقي فتح ملف يختص بجرائم رجوي وعصابته المتخلّفة؟

 

حسن السراي

 

 
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى