مقابله مع سلطاني حول العمل الانتحاري

الحلقة الثانية من لقاء مؤسسة اسرة سحر مع السيدة بتول سلطاني العضو المنفصلة عن قيادة مجلس منظمة خلق حول العمل الانتحاري

الانتحار؛ طريق حل ام هروب من الحل

  اسرة سحر: اهلا وسهلا بالسيدة سلطاني ان امكن مواصلة الحديث حول العمل الانتحاري.

 السيدة بتول سلطاني: قبل طرح سؤالكم اود تقديم بعض التوضيحات التكميلية لجواب سؤالكم للحلقة السابقة ، بخصوص دوافع الانتحار وبصورة دقيقة وكمثال فعند مواجهة العنصر لخصمة اي الشرطة او القوات الامنية يقوم بقتل نفسه هل معنى هذا انه لم يعد هناك طريق حل اخر ، الم يتمكن العنصر من تصعيد مقاومته وصموده امام ضغوط السجن او التعذيب او اية وسيلة اخرى لاستجوابه وانتزاع المعلومات منه بدلا عن الانتحار وقتل نفسه، هل حقيقة ان الانتحار هو الحل الوحيد ، ام انه انتخب لانه ابسط طريق حل حيث لامجال للمجازفة، بمعنى هل ان روح الانسان اصبحت رخيصة جدا لتحل محلها وبكل سهولة مجموعة معلومات يجب الا تقع بيد الاخرين ، ام ان طرح هذا السؤال هل ان الانتحار بحد ذاته هو عمل يدل على الشجاعة ام انه ينبع عن ضعف الانسان عند مواجهته للخصم. لايمكن طرح هذه الاسئلة ومناقشتها في جو مشحون كل شيء فيه يقع تحت تأثير النظرة الامنية وحياة تشكيلات مسلحة ، لكن هل معنى هذا انه لا يمكن وفي اية ظروف النظر اليه بنظرة اكثر تعقلا ومنطقا ، كأنما في مثل هكذا جو تكون فيه القوة باشكالها المختلفة وبنتائجها واسبابها المختلفة محورا للهداية والتنظير لايكون مكانا لطرح هذه الاسئلة ، انا اعتقد انه يمكن التشاور مع اصحاب الرأي والعقلاء حول ذلك.  الحلقة الثانية من لقاء مؤسسة اسرة سحر مع السيدة بتول سلطاني العضو المنفصلة عن قيادة مجلس منظمة خلق حول العمل الانتحاري

 الا ان جواب التشكيلات والمنظمة اتجاه هذه الظاهرة هو تلك التوجيهات المنظرة للانتحار بعنوان اول واخر اختيار ممكن حيث لم يخصصوا وقتا لمناقشة مثل هذه الموضوعات بل قد كرسوا وقتهم لمستقبل وهمي. انظروا كيف يبرر هذا الحل البدائي والبسيط باغلى كلفة وهو روح الانسان.

 هناك في التشكيلات يقول ان لكل فرد مستوى وقابلية معينة لتحمل التعذيب حتى انه يشاهد في بعض كتب المنظمة ان الفرد يعرّض بصورة عملية لانواع الضغوط الجسدية وذلك لمعرفة مستوى وقابلية تحمله فمثلا لمعرفة مدى  تحمل وقابلية زيد من الناس للسياط (الكيبل) او ما مدى تحمل الاخر لعدم النوم او مامدى تحمل اخر وهو معلق و…الخ ، اقصد ان هذه الحدود وبهذه الطرق تقنن داخل المنظمة ثم يخرجون بنتائج وهي بامكانهم تعيين هذه الحدود رغم اختلاف المراحل فيما بينهم اي انه لايمكن العثور على فرد يمكنه مقاومة تعذيب غير معلوم لايمكن معرفة حدوده ، ومن الطبيعي ان هذه الضغوط  والحدود وكيفيتها تتناسب مع اهمية الفرد اي ان النظام البوليسي والامني للخصم لايقوم بتسليط ضغوط التعذيب على افراد المكاتب المركزية وقيادة التشكيلات بتلك الحدود التي يسلطها على المؤيدين والانصار لذلك فان هذه الحدود والمستويات هي دقيقا متناسبة مع تلك التي تم تعيينها في التشكيلات.

 نرى ان المنظمة تأخذ بالتركيز على عناصرها المهمة ممن لديهم المعلومات والاسرار بان اي منهم وبمقدار قابلية تحمله فانه غير قادر على مقاومة وتحمل الضغوط (اساليب التعذيب) غير معلومة مسبقا لذا فان افضل طريق حل من اجل ألا نجازف هو الانتحار ، في الحقيقة ان الانتحار في شكله المعقول والكلاسيكي هو نتيجة مواجهة غير متساوية لان العنصر المكلف بالمهمة يعلم مسبقا بالظروف التي تنتظرهه ويعلم ايضا انه مهما تحمل وصمد الا انه هناك وجود لاحتمال التسليم والبوح بما لديه من معلومات هذه النظرة للموضوع من خلال انظمتهم والتي هي في ذاتها قابلة للنقد ، اما بخصوص ما واجهناه في بعض مراحل حياة المنظمة وكما ذكرت في الحلقة السابقة فهو يختلف بشكل كلي مع هذه المعايير ايضا بهذا المعنى ان اول واخر انتخاب للتشكيلات لحل هذا الموضوع هو التضحية اي يجب العثور على متطوع او ان المنظمة يقع اختيارها على احد ليتمكنوا من خلال التهديد بالقتل (الانتحار) من الوصول الى هدف المنظمة وهو ما ذكرته في الحلقة السابقة بوجود ذلك التصور والاعتقاد بان حياة العنصر والمناضل اصبحت رخيصة جدا ويمكن التضحية بها من اجل اي امر ولو كان صغيرا ، اشير هنا الى ان رجوي وفي بيان اهداف عمليات فروغ (الضياء) واسباب فشلها قال انه يعلم مسبقا بفشلها من الناحية العسكرية اما ولاجل بقاء منظمته على الوجود الذي يتعلق بهذه العمليات فقد ضحى بكل هؤلاء البشر ليثبت وجوده.

 إن تمعنا بهذا الادعاء نصل الى ان هذا النوع من التفكير هو نتيجة ان حياة الانسان اصبحت رخيصة جدا بل وحتى حياة المناضل والمقاتل ايضا ، يدفع رجوي بحياة هؤلاء لكي يقول مثلا انه ومنظمة خلق لا يزالوا موجودين وحسب تعبيره لم ينتهوا  او ان انتحار (حرقا) احد العناصر في معسكر أشرف يؤدي الى تخفيف حدة مافرضته القوات الامريكية من حدود وقيود على المعسكر وانظمته وهو ماحصل بشكل ما ، اقصد انتحار ياسر اكبري نسب في معسكر أشرف والذي عنون انه بسبب مافرض من قيود وحدود اتجاه المنظمة التي استغلته كقميص عثمان هنا التضحية لم تعد من اجل المحافظة على المعلومات وامنية وحماية التشكيلات والمنظمة من توجيه ضربة لها من قبل القوى الامنية والسافاك بل هي اداة من اجل تحقيق اهداف تنظيمية خاصة وحتى قد تكون شخصية. لم يعد هنا العمل الانتحاري سببا لتعيين مدى قابلية تحمل العنصر والمقاتل مقابل ضغوط وتعذيب السافاك بل ان العمل الانتحاري هنا هو اسلوب ونهج واداة يفرض ثم يتضح فيما بعد انه قد كرس ليكون في خدمة اي شيء الا ذلك الشيء الذي حدد هدفا له ابتداءا يعني وجود و حياة التشكيلات و المنظمة. 

 اريد القول ان العمل الانتحاري الذي ابتدعته المنظمة في كثير من الاحيان منها عمليات الانتحار (حرقا) في 17تموز او حتى ذلك الحادث الذي ذكرته بخصوص ياسر اكبري نسب كلها جاءت من داخل انظمتها البدائية جاءت من انتخابنا لابسط الاختيارات، نستثمر حياة الانسان من اجل منع احتمالات ثم نجعل له مكانة وقدسية ونعمل على تثبيت مثل هذه الحلول ثم وبتغيير الظروف والاوضاع وبدلا من الجلوس لمناقشة الافكار السالفة نستمر بنفس المنوال ونبحث عن كيفية تقويتها و تعميمها ، طريق ومسير كيفما تنظر اليه ترى تقديم ضحية تنتج عنه اجساد مدمرة ، مستفحمة قد تقطعت اذرا اذرا لم يبقى شئ ليدل عليها.
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى