عملية مرواريد و قمع الأكراد

في حرب الكويت واخراج القوات العراقية منه كنا منتشرين في منطقة كفري (نوجول). عندما تمّ وقف اطلاق النار وانهاء الحرب بين قوات الائتلاف والعراق عمت انتفاضة شعبية جنوب العراق وشماله ولم يكن لنا علمٌ في ذلك الوقت بها و المنظّمة لم تخبر القوات بشيء إنما ابلغونا بأن علينا أن نلتحق في اسرع وقت ممكن بمعسكر أشرف.لا يعلم أحد ماذا حدث.. بدء النقل وتخلية المقرّات... تحرك الجميع وذهبوا.. كنتُ مع فرقة كان من المقرر أن تعود بعد الجميع ، فرقة 89 بقيادة شخص معروف بــ «كاك اسد» آنذاك ، كنت سائقاً لعجلة 106 علي الرغم من عدم معرفتي بأي شيء قالوا لي لا عليك بالسلاح ، عليك بالسياقة فقط. ثم ارسلوا الفرفة خلف مدينة طوز.
من جانب آخر لم نكن مستعدين للمعارك خاصة الوحدات المدرعة منا ولم تمضي ساعات حتي جاء خبر الاحتدام مع الاكراد ؛ اُعلنت حالة التأهب ونُظمت كثير من القوات مرة اُخري… وسادتنا الفوضي بشدة.
لا يعلم أحد ماذا حدث.. بدء النقل وتخلية المقرّات… تحرك الجميع وذهبوا.. كنتُ مع فرقة كان من المقرر أن تعود بعد الجميع ، فرقة 89 بقيادة شخص معروف بــ «كاك اسد» آنذاك ، كنت سائقاً لعجلة 106 علي الرغم من عدم معرفتي بأي شيء قالوا لي لا عليك بالسلاح ، عليك بالسياقة فقط. ثم ارسلوا الفرفة خلف مدينة طوز.
عندما وصلنا هناك رأينا من بعد 5/1 كليومتر عدد كثير من المدنيين متفرقين بين الجبال والتلال وهم يفرون من مدينة طوز.
أصدرت أوامر الرمي عليهم فرأيت الدبابات والمدافع 122 والكاتيوشا ترمي ، كانت المسافة بعيدة و الله العالم بعدد القتلي ولكني كنت اري الرصاص يمرّ من بينهم وعندما سئلت : من هؤلاء؟ قالوا : هؤلاء مرتزقة إيران جاءوا من ايران للهجوم علينا. قلت : لكنهم كانوا يفرون إلي جهة اُخري ولم يرونا فكيف نرميهم ، من قال انهم يحملون علينا؟ فأجابوا : لقد قال قائد الجيش في مدينة طوز بأنهم اصطدموا مع فرقة 54 وقُتل رضا كرمعلي : ولهذا أعطي أمراً بأن اقتلوا كل من كان يحمل السلاح إن لم يستسلم.
وبعد 24 ساعة رجعنا من الارتفاعات التي كنا فيها و أخذنا طريق كركوك ليلاً بالسيارات بلا أنارة حتي وصلنا قريباً من مدينة كركوك ، قالوا في مدينة منع التجوال بقينا في الطريق وتحركنا قبيل الصبح عبرنا المدينة واتجهنا إلي تكريت. في هذه المدينة كان الناس مسلحين، يقولون هؤلاء " جيش شعبي " أي موالين لصدام. و من تكريت ذهبنا إلي الخالص عبرنا من جسر السندية ووصلنا إلي الطريق الرئيسي من خارج المدينة ، ذهبنا إلي أشرف. وفي أشرف جعلوا كل الوحدات الهندسية عدا مجيد عالميان و نفر قليل، تحت قيادة مسعود مظلومي.
كنا نتحرك بين مدينة طوز وأشرف بثلاث سيارات للبريد واحدة لاندكروز وإثنان جيب لاندكروز.
وفي بعض الاحيان كنا نذهب بـ افسانه (حميده شاهرخي) وفي الحين الآخر نذهب بقائدة المحور مهين مشفق نيا (بري) إلي سلمان باك ثم نرجع إلي أشرف ، وكانت مهين مشفق نيا تذهب كل يوم مرتين إلي أشرف لتأخذ الاوامر والتوجيهات الجديدة. هي تنزل في مقر قيادة الفرقة وتستقل سيارتها إلي القيادة ثم تعود عادة بعد ثلاث أو أربع ساعات. ذات يوم شاهدتُ لواء عراقي قصير القامة قد أشتعل رأسه شيباً خارجاً من مركز قيادة مسعود رجوي وهو يركب سيارة لاندكروز اخذوه بحماية إلي معسكر القوة الجوية قرب مدينة سلمان باك من اجل التنسيق مع مدفعية الجيش العراقي المتواجد قرب معكسر القوة الجوية.
كان هذا التنسيق من أجل جعل مدينة كفري تحت مطرقة المدفعية ليلة الهجوم ليمهد لمجاهدي خلق الهجوم علي تلك المدينة. كان هدف الحملة تطهير المنطقة من الاكراد وبعد تلك الحملة اعلطي امر الانسحاب للقوات المتواجدة في مدينة طوز و سلمان باك نحو الخاص ومنها إلي جلولاء. وكذلك تحركت المدرعات المتواجدة في أشرف نحو جلولاء وبعد الوصول إلي جلولاء والاستقرار في قيادة المعسكر العراقي افشار اعلنوا في تمام الساعة 12 ليلاً بأننا سوف نتجه نحو مدينة كلار وسيكون الهجوم صباحاً.
في بادي الامر تحركت الوحدات المدرعة ثم المكنزة ثم المدفعية والخطوط الخلفية. كنت سائق آيفا من قوات الهندسية والقوات الخلفية. لما وصلنا إلي الارتفاعات المحيطة بالمدينة صباحاً كانت بعض المدرعات قد استقرت خلف المرتفعات وبعضها عليها.
كنا علي الطريق إذ اتصلوا باللاسلكي وقالوا ، يجب علي الوحدات الهندسية أن تزرع الالغام علي الطريق ، عندما وصلنا إلي آخر دبابة بقيادة فرشته شجاع كانت قواتها نساء أجمع الا فشنك كذار، بينما كانوا يعيّنون مكاناً لزرع الالغام نادتني قائدة الدبابة وعندما ذهبت إليها إخذت تقص عليّ كيف رمت الاكراد بالدوشكا ومدفعية الدبابات ثم اخذتني إلي أحد المواضع لتقول كان فيه الكثيرون ولما وصلنا إلي هناك رأيت شاباً كردياً رث الملابس يحتذي حذاءً مطاطاً بلا سلاح ملقي علي الارض فقالت فرشته شجاع نحن قتلنا هؤلاء كانوا كثيرين داخل المواضيع وكان بعضهم فوق التلال ونحن ضربنا هذا الموضع بالدوشكا ومدفعية الدبابات ، كان أثر جراحات عديدة علي صدر الشاب الكردي وكان من الواضح أن الاجل قد وافاه تواً.
بعد ذلك جاؤوا بجرافة100 D وذهب محمد تقي صالح بور هال تراباً عليه وعمل هناك موضعاً للدبابات ثم ذهب بجرافته ليواري الاجساد الموجودة فوق التلال الاخري. لم يقل كم جسداً كان فذهبت لأطلع ولكني كنت أعلم أنّه ذهب ليواري أجساد القتلي.
لم تمضي أياماً قليلة حتي جاءت سيارة بيضاء تائهة من جهة كلار نحو موضع الدبابات فعندما ادرك السائق خطأه واراد العودة أعطي مالك (مرتضوي ومالك اسمه المستعار) قائد الدبابة أمراً يقضي رمي هؤلاء بسلاح 23 المستقر علي سيارة الجيب. كان عدد ركاب السيارة خمسة أشخاص اصيب واحداً منهم بشدة وتبضع بدنة بالرصاص والقوا القبض علي الآخرين وضربوهم ما استطاعوا. انا شاهدتهم ينقلون 4 أشخاص إلي أشرف (خامسهم) المجروح الذي كان يطلب الماء دائماً ، وضعوه خلف السيارة ، فامتلأت من دمه وابيضَّ جسمه و توفي في الليل. وفي الصباح دفنه علي رضا عاقلي بقرب المعسكر في الاراضي الزراعية تحت الارتفاعات.
في (عمليات) مرواريد الثانية كنت في مدرسةٍ خلف الارتفاعات تبعد 3 كيلومترات تقريباً وكانت ليلة الحملة قالوا صباحها قد قتل 10 أشخاص من قوات الوحدات وعدد من الاكراد لم يحضرني عددهم 2 أو 5 أشخاص اصيبوا بالكاتيوشا تم دفنوهم من بعد فوق الارتفاعات.
وبعد عدة أيام جاءت قوات من الجيش العراقي واستلمت المواقع وفي كلتي العمليتين كانت مدفعية الجيش العراقي والمروحيات تدعم مجاهدي خلق بالاضافة إلي أنه جعل كل مواضع العتاد في مدينة جلولاء تحت تصرف مجاهدي خلق وبعد العمليات اصلح الجيش العراقي ما عطب من المدرعات وركّب لجميعها مكائن جديدة. سمعت من أشخاص في معارك مدينة طوز وسلمان باك كانوا يرمون الشباب الاكراد بواسطة عجلة BMP ويسحقوا أجسادهم بمدرعة ، هذا ما نقله قواد المدرعة بأنفسهم.
أو في حملة مدينة كفري كانوا يقتلون الابرياء بلا رحمة وفي قره تبه صدمت القائدة نسرين (مهوش سبهري) بدبابتها سيارة 18 راكب واحترق جميع ركابها وكذلك نقل شخص يدعي نادر تيموري قائلاً : سمعت انها قتلت كرديين ليلاً وكانوا قد القوا القبض علي ما يقرب من 480 شخصاً تم تسليمهم إلي العراق.
قال مسعود رجوي في اجتماع : ان صدام شكر المنظّمة بسبب قتل الاكراد والمحافظة علي المدن ، وكذلك يوم ذهابنا للمقابلة قال عزت ابراهيم لصدام : ذات يوم تحطم الجيش العراقي وما كان له قوة وكانوا يسيرون بدبابة أو ثلاث دبابات بقيادته نحو كركوك فلما رأيتُ الاخوة المجاهدين بدباباتهم جرت الدموع من عينيّ وقلت في نفسي ما أقوي هذه القوات ، ماكنا نعتني بهم إلا قليلا. من هناك اصدر صدام قراراً يقضي الاستجابة لرغبتهم واعتبارهم كقواتنا.. بعد هذا فتحت ابواب المخازن امامهم وبعثو مدنيين برتبه عقيد ولواء إلي أشرف ومنحوهم حرية أكثر ورفعت موانع ترددهم و تم اعطاء مجاهدي خلق قاعدتين عسكريتين بإسم باقر زاده في غرب بغداد والاخري بإسم بديع زادكان في مدينة الفلوجة. قدموا لرجوي مساعدات ماليه كبيرة كأجرة وفي الآونة الاخيرة نشرت التلفزة الخارجية افلاماً التقطت خفيةً من لقاءات استلام الاموال من قبل رجوي ونشر عن أحد اللقاءات أن مسعود رجوي يقول لهؤلاء : لقد اثبتنا اخوتنا كل ما يهددكم يهددنا نحن دائماً معكم.
الامر الذي طُرح بينهم واُعلن بعد ذلك هو أن إيران بعد حرب الكويت دعمت الشيعة في الجنوب والاكراد في شمال تبغي بذلك هدفين الاول : استثمار الظرف والفرصة المؤاتية بعد الحرب لاحتلال العراق والثاني : القضاء علي مجاهدي خلق. وعلي هذا ارتكبوا الجرائم ليحيلوا عن تحقق هذين الهدفين وفي النهاية قضوا علي الانتفاضة بمساعدة القوات العراقية.
تبريرات
كان تبريز منظّمة مجاهدي خلق بأنا ندافع عن أنفسنا ، يقولون لقواتهم نحن لا نتعرض للاكراد ، هؤلاء الذين يهجمهون علينا مرتزقة. وكانوا يظهرون للاكراد في تبرير هجوم عملية مرواريد : ان العراق ليس منطقة آمنة ونحن نريد الذهاب إلي حدود إيران ، وهذا كذب عظيم محض لأن ما ارتكبوه من جرائم كان بأمر صدام ولحفظ مصالحهم.
رأي القوات :
حسب إطلاعي كانت القوات تخالف المعارك وقتل الاكراد ولكن في ذلك الوقت لم يجرأ أحدٌ ابداء رأيه وأظهار مخالفة ، كان هذا الموضوع من المشاكل حتي أن كثيراً من الاشخاص انفكوا وذهبوا وبعظهم خالفوا وعارضوا فاعتقلوهم باتهام التجسس عام 94وعذبوهم. علي كل حال لم يرتض بهذا العمل الا المسئولين الكبار.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى