رسالة للسيدة مريم بابائي وللمنظمات الدولية وحقوق الانسان

بسم الله الرحمن الرحيم

انا مريم جعفر بابائي نجاد /22 سنة اسكن مدينة قزوين – ايران.

كنت جنينا – ثلاثة اشهر – في بطن امي حينها كان ابي جنديا قد تأسر على يد القوات العراقية اثناء الحرب بين العراق وايران، مضت عدة سنوات ولم نحصل على خبر عنه ، تولى جدي مسؤوليتنا ، بعد فترة اخبرنا بان والدي مفقود ثم قالوا بانه شهيد.

لسنوات عديدة كلما اردت ان ابوح عما في داخلي اضع صورة ابي امامي واخذ بالتحدث معها لساعات ، وسلمت باني يتيمة ويجب عليّ تقبل هذه الحقيقة.

قبل سنتين اتصلت جمعية النجاة بجدي واخبروه بانهم اطلعوا بواسطة الافراد العائدون من العراق ان ابنه (والدي) لايزال على قيد الحياة في معسكر أشرف لدى منظمة خلق.

ذلك اليوم وعند مجئ جدي الى البيت انتبهت اليه حيث دموعه تسيل وبدون انتظار قلت له :" جدي بالله عليك قل ما الذي حدث"، اخذني في حظنه وقال: " ابنتي ابيك حي يرزق".
عندما سمعت ذلك شعرت ان جميع وجودي وكأنه اشتعل نارا ، اتذكر باني اخذت اصرخ وابكي ورميت بنفسي في حظنه ، الهي ما الذي اسمعه؟ هل هو حقيقة؟ هل ابي حي؟ هل ابي حي؟ واخذت اكرر هذه الجمل مرات.

قلت لجدي لماذا انت جالس يجب ان نذهب لنرى ابي ، تنفس الصعداء وقال :" ياليته كان اسيرا لدى الحكومة العراقية ، يقولون ان صدام قد سلمه الى منظمة خلق وعلى الظاهر لايسمح له اللقاء بذويه ، يبدو انه في طائفتهم لايسمحون حتى بكتابة الرسائل او الاتصال تلفونيا ويمنعون اي ارتباط بالعائلة وكذلك الخروج من المعسكر ".

جدي قال سيسعى للذهاب الى معسكرهم في العراق لعلهم يسمحون له بملاقاته.

اخذت بالبكاء ليلا ونهارا منذ اطلاعي على الخبر لعدم تمكننا الاتصال به حتى تمكنا وقبل خمسة اشهر وبمرافقة عدد من العوائل الوصول الى بوابة أشرف.

فترة شهرين ليلا ونهارا نبكي ونصرخ ابي ابي خلف بوابة مغلقة ، مسؤولي هذا المعسكر الجهنمي لم يسمحوا وبعد مضي 22 سنة لنا برؤية ابي ولو لساعة واحدة. اصيبت عيني بمرض وفقدت الامل فعدت الى ايران ورقدت المستشفى واجريت عملية جراحية لعيني.

لم يهدأ لي بال ، مضطربة لااتمكن من مواصلة دراستي متلهفة لرؤية ابي ، اصر على جدي كل يوم ان نذهب الى العراق مرة اخرى لعله هذه المرة يسمحوا لنا اللقاء به.

عندما رأى جدي بانه لا يتمكن من تهدأتي عزمنا السفر مرة اخرى وجئنا الى العراق ووصلنا معسكر أشرف رأيت الكثير من العوائل هناك ، وما ان رأيتني السيدة ثريا عبد اللهي احتظنتني كالام واخذت تسأل عن سلامة عيني ، سألتها لا زالوا لا يسمحون للعوائل بلقاء اعزتها؟ بتألم قالت : " نعم ابنتي ، لكنه خلال هذه الفترة قد هرب عددا منهم ، اتمنى ان تتهيأ فرصة لابي كي يتمكن الهروب ويحتضن عزيزته ".

خلال تواجدي هذه الايام امام معسكر أشرف ناديت ابي عدة مرات عبر مكبرات الصوت. لا ادري هل يدعونه يسمع ونين ابنته الوحيدة؟

الاطباء نصحوني بعدم البكاء والا فستصاب عيني الاخرى وبالفعل حدث ذلك. الان رجوي لا يدعني ارى ابي فالافضل ان تعمى عيني. البنت في هذا السن هي بامس الحاجة الى والدها الا ان الاب محتجز هنا.

يا ايتها المنظمات الدولية يا ايها المدافعون عن حقوق الانسان ! يا ايها النشطاء في الخارج ! اين انتم؟ تعالوا وانظروا كيف يتلاعب مسعود رجوي بمشاعر وبمصير بنت في 22 من عمرها امنيتها رؤية وجه ابيها؟

اين انتم يامن تنادون بحقوق الانسان في امريكا واوربا ! اين انتم يامن تدعمون رجوي وزمرته ! تعالوا وانظروا هذه الجماعة ليست لديها اية رحمة حتى مع اعضائها وعوائلهم.

انا اريد ابي ، لمن اقول هذا؟ هل اقول للسيد بان كيمون؟ ام للسيد اوباما؟ لمن؟

مريم بابائي نجاد
البنت التي تنتظر رؤية ابيها
10-10-2010
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى