جهد فاشل للقاء عمري بشقيقتي لأول مرة في بغداد.. لا! أنا لست عميلة للمخابرات الإيرانية!

للمرة الثانية سافرت إلى العراق لألتقي شقيقتي التي لم أرها قط في حياتي! ولكني عدت من العراق دون أن أتمكن من رؤية شقيقتي.

وحاليا أمامي بيان صادر عن منظمة مجاهدي خلق الإيرانية وصفني بأني عميلة لوزارة المخابرات الإيرانية محاولا الإيحاء بأن سفري إلى العراق مؤامرة ضد سكان مخيم الحرية (ليبرتي)! لم أكن أعرف أن شوق لقاء الشقيقة قد يجلبني كل هذه التهم الواهية!

دعوني أقدم نفسي:

أنا منى (آذر) حسين نجاد البالغة من العمر 33 عاما أعيش في طهران مع زوجي. شقيقتي الكبرى "زينب" التي لم أرها قط في حياتي تسكن مخيم الحرية (ليبرتي) في بغداد.

اضطرت أمي الشهيدة "فريدة كريم زاده" قبل 33 عاما إلى تركي في أحضان جدتي في إيران وأنا كنت رضيعة لتغادر إيران مع والدي وشقيقتي الكبرى زينب حرصا على حياتهما حيث لم تكن تستطيع حملي بسبب خطورة ووعورة الطرق. فلذلك إني لم أر قط في حياتي لا أمي ولا أختي الكبرى زينب اللتين مازلت ألهف لرؤيتهما! أمي استشهدت في عملية عسكرية لمنظمة مجاهدي خلق فليست على قيد الحياة ولكن شقيقتي زينب مازالت في العراق وتسكن مخيم الحرية (ليبرتي) مقر أعضاء منظمة مجاهدي خلق الإيرانية لا أعرف لماذا حرموني من رؤيتها واللقاء بها؟! لا أصدّق أنها لا تريد رؤيتي واللقاء بي! هل يمكن لمجاهد يناضل من أجل تحرير شعبه أن يخلو من العواطف العائلية الإنسانية ويمتنع عن اللقاء بشقيقته الصغرى؟! هذا بالنسبة لي لا يصدق وأمر غير مقبول!

لقد استشهد ثلاثة أفراد من عائلتي في صفوف منظمة مجاهدي خلق وهم والدتي "فريدة كريم زاده" واثنان من أعمامي وهما "محنمود" و"محرم" حسين نجاد… كنت شاهدة على دموع جدي وجدتي لسنوات عديدة رثاء لهم.

وأنا اليوم بقيتهم. وتحملت في إيران مضايقات عديدة لهذا السبب من جهة ولكن من جهة أخرى تمنعني المنظمة من اللقاء بأختي واصفة إياي زورا وبهتانا بعميلة "وزارة المخابرات الإيرانية وقوة القدس"!! وهم ينشرون صورتي أمام بوابة مخيم الحرية (ليبرتي) منتظرة للقاء شقيقتي الوحيدة! كأني ارتكبت جريمة كبرى! حقا إن أرواح شهدائنا في درب الحرية حزينة متضايقة من هكذا تعاملات واتهامات واهية. اخجلوا من دماء الشهداء!

اخجلوا من دم أمي المجاهدة الشهيدة! إن هكذا تهمة لا يمكن أن تلتصق بعائلتي التي هي من عوائل شهداء المنظمة. لي ولزوجي مهنة حرة نعيش بكد يميننا ولسنا حتى موظفين حكوميين لنأخذ رواتب من الحكومة.

إن القضية كلها ما يأتي:

قبل ثلاث سنوات سافرت لأول مرة إلى العراق لأرى والدي الذي كان قد انفصل عن منظمة مجاهدي خلق الإيرانية بعد كونها عضوا ومترجما أقدم فيها لمدة ثلاثين سنة فالتقيت به في بغداد آنذاك لأول مرة في حياتي.

وآنذاك حاولت عن طريق المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة والصليب الأحمر في بغداد ووزارة حقوق الإنسان العراقية لأتمكن من زيارة شقيقتي الساكنة في مخيم الحرية (ليبرتي) ولكن قيادة منظمة مجاهدي خلق رفضت السماح لأختي بأن تلتقي بي.

كان المسؤولون في منظمة مجاهدي خلق الإيرانية قد قالوا آنذاك لموظفي المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة إن زينب مريضة فلا يمكن لها أن تلتقي بشقيقتها!

فكتبت رسالة وأرفقتها طيا بهدايا فأرسلتها إلى زينب عبر الصليب الأحمر ولكنهم أعادوها إلي وقالوا لي لا يمكن إدخال شيء في داخل المخيم إلا في إطار الضوابط الإدارية. في اليوم الأخير من وجودي في بغداد ورغم كل المشاكل التي اكتنفتني من كل الجوانب تمكنت أن أذهب إلى باب مخيم الحرية (ليبرتي) في محاولة أخيرة مني لزيارة شقيقتي.

ولكن جاء اثنان من المسؤولين في منظمة مجاهدي خلق ووقفا بجانب السيارة التي كنت أنتظر في داخلها وما إن طرحت لهم طلبي بزيارة أختي زينب حتى بدؤوا بشتم والدي وقالوا إن والدك انشق عن المنظمة ويكتب مقالات ضدنا وو… إلخ. فأخيرا توجهت من هناك إلى مطار بغداد بالقرب من المخيم وعدت إلى طهران بدموع منهمرة لكوني لم أتمكن من رؤية شقيقتي. ولكني واحترام لها التزمت الصمت عن هذه القضية حتى نشرت منظمة مجاهدي خلق قبل أشهر رسالة من شقيقتي زينب أشارت فيها إلى هذا الموضوع وكتبت فيها أنها جاءت إلى باب المخيم للقاء بي ولكنها فوجئت بأني قد انصرفت فلم تنجح في اللقاء بي.

هذه الرسالة المنشورة من شقيقتي زينب شجعتني على السفر مرة أخرى إلى العراق ومراجعة باب مخيم الحرية (ليبرتي) في محاولة أخرى لرؤية شقيقتي هناك وذلك بعد ثلاثة أشهر من نشر رسالتها وبأمل أني سأنجح هذه المرة في اللقاء بها. فقبل أسبوعين هببت إلى اللقاء بها برفقة زوجي.

وخلال اتصالاتي بالمفوضية العليا للاجئين ووزارت حقوق الإنسان العراقية كشفت أن هناك خمسة آخرين من أفراد عوائل سكان مخيم الحرية (ليبرتي) في بغداد يعملون على اللقاء بأولادهم في المخيم وأنه من المقرر نقلهم إلى مخيم الحرية (ليبرتي). فتم نقلي أنا وزوجي مع تلك العوائل من قبل وزارة حقوق الإنسان العراقية إلى باب مخيم الحرية (ليبرتي).

خلال الأسبوعين من وجودنا في بغداد تمكنا من مراجعة مخيم الحرية (ليبرتي) مرتين مع مسؤولين في وزارة حقوق الإنسان العراقية ولكن بعد لقاءات أجرتها كل من وزارة حقوق الإنسان العراقية والمفوضية العليا للاجئين واليونامي (بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق) مع قيادة منظمة مجاهدي خلق الإيرانية قالت قيادة المنظمة إن شقيقتي لا ترغب في رؤيتي أنا شقيقتها!!

فأخيرا اضطررت أنا وزوجي للعودة إلى طهران هذه المرة أيضا من دون أن أرى شقيقتي زينب لأول مرة في حياتي ولكن العوائل الأخرى مازالت باقية في بغداد لمحاولة أخرى للسماح لهم بزيارة أولادهم في المخيم.

ليلة أمس فوجئت بأن منظمة مجاهدي خلق الإيرانية أصدرت بيانا بعنوان: "نقل مجموعة من عملاء المخابرات وقوة القدس في النظام الإيراني إلى ليبرتي للأسبوع الثاني على التوالي من قبل سفارة نظام الملالي وعناصر لجنة القمع باعتبارهم من عوائل المجاهدين".!!

ونسب البيان في نصه أغلبية أفراد العوائل المتواجدين أمام باب المخيم إلى عائلتي!! فيما لم يحضر العراق والمخيم من عائلتي وأقاربي إلا أنا وزوجي من أجل اللقاء بشقيقتي الكبرى زينب الساكنة في مخيم الحرية (ليبرتي) وأنا لم أكن أعرف وأرى قبل ذلك العوائل الأخرى التي تواجدت هناك للقاء بأولادها!.

هذا وإن أفراد المنظمة التقطوا ونشروا صورا لي ولزوجي أمام مخيم الحرية (ليبرتي) بحيث كأن عمل شقيقة على زيارة شقيقتها جريمة كبرى!! هذه الصور تم التقاطها عندما كنا نحن مع مسؤولين في اليونامي ووزارة حقوق الإنسان العراقية نحاول إقناع مسؤولين في منظمة مجاهدي خلق بأن يسمحوا لنا باللقاء بأفراد عوائلنا ولكن لا أعرف لماذا شطبوا صور المسؤولين ونشروا صور أفراد العوائل فقط وهم ينتظرون اللقاء بأعزائهم؟!

أما قولي الأخير فهو موجه إلى السيدة مريم رجوي: إن كانت لديكم وثيقة تدل على أني (مونا حسين نجاد) أتعاون مع وزارة مخابرات النظام الإيراني فأرجوكم أن تنشروها فورا، وإلا دعوني لأرى شقيقتي التي أنتظر رؤيتها منذ ثلاثة عقود وهذا لأول مرة في حياتي!.

في إيران يلتقي السجناء وحتى المعارضون للنظام أي السجناء السياسيون بعوائلهم! فكيف لا يسمح لشقيقتي بأن تلتقي بي لأول مرة في حياتنا رغم كل جهودي في كل هذه السنوات؟! أسأل قادة منظمة مجاهدي خلق الإيرانية وجميع الجهات والمنظمات المختصة بحقوق الإنسان والضمائر الإنسانية: هل هذا مطلب كثير وصعب الإجابة؟!

مونا (آذر) حسين نجاد

23 نيسان (أبريل) 2015

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى