زمره مجاهدي خلق وخدماتها الجنسية لنظام صدام

ربما لم يخطر في بال أحد أن زمره  مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة قدمت خدمات جنسية لقوات جيش نظام صدام حسين، أثناء دعم القوات العراقية للعملية العسكرية التي شنتها عناصر زمره  مجاهدي خلق ضد القوات الإيرانية والتي عرفت بـ ” فروغ جاويدان”.

وفي 26 من يوليو/ تموز لعام 1988 وبعد قبول إيران بقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة 589 لوقف الحرب بين البلدين استغل مقاتلو زمره  مجاهدي خلق تراجع الجيش الإيراني وبدءوا بحملة عسكرية أطلقوا عليها “الضياء الخالد” أو ما تسمى بالفارسية “فروغ جاويدان”، وكانت هذه بمثابة ضربة موجعة لن تنسى الزمره  وقادتها.

وأصبحت هذه العملية التي انهزمت فيها الزمره  “كابوس يؤرق زمره  مجاهدي خلق”، ولسنا بصدد الخوض في تفاصيل المعركة.وتشير الوثائق والمعلومات إنه بعد أن وافقت إيران على بنود قرار الأمم المتحدة 598 [1]، اعترف صدام حسين في جلسة مغلقة أنه كان ينوي التراجع عن شروط وقف إطلاق النار لضرب إيران في أقل وقت متوقع.

ويقول وفيق السامرائي نائب مدير الاستخبارات العسكرية في عهد الرئيس العراقي السابق صدام حسين، “أخبرنا الرئيس صدام في اجتماع سري خاص بوزارة الدفاع، إذا نجحنا في إسقاط الحكومة الإيرانية، ستنضم الكويت إلى العراق، لذا فهناك فرصة تاريخية لشن هجوم كبير للإطاحة بالنظام الإيراني وتغييره بحكومة جديدة سننتخبها [2].

وبحسب مسؤول المخابرات العراقية، فإن زمره  مجاهدي خلق أكدت لصدام أنه إذا وصل أعضاؤها للحكم، فإن إيران ستكون صديقة للعراق إلى الأبد، وبالتالي تدعم سياساته.

وكانت زمره  مجاهدي خلق عازمة للغاية على الاستيلاء على السلطة لدرجة أن قيادتها تآمرت طواعية على الإيرانيين، مما يضع الملايين من الأبرياء في طريق الأذى، والأكثر إثارة للانتباه هو مواصلة قادة الزمره  حتى يومنا هذا، الاعتقاد بأن لديهم شكلاً من أشكال الشرعية الشعبية.

ويقول النقيب ستار سعد من قوات فيلق الثالث للجيش العراقي، عن عملية “فروغ جاويدان”، في مذكراته: “قال مسعود رجوي مرارًا وتكرارًا أننا في تلك المناطق سوف يدعمنا الناس عن السيطرة على الأوضاع، لكن رجوي ورجاله خدعونا، وأدركت بسرعة أن جميع الإيرانيين الذين صادفناهم في الحقيقة يكرهون مسعود رجوي وزوجته، ورأيت بأم عيني كيف مزقوا صور مسعود رجوي وزوجته ومقاومتها بشدة [3].

وعلق النقيب ستار سعد أيضا على الجرائم والتصرفات غير الأخلاقية لمقاتلي زمره  مجاهدي خلق الإيرانية، وقال “على سبيل المثال، أعطت الناشطات في زمره  مجاهدي خلق خدمات جنسية لإثبات ولائهن للعراق وجيشه، كما وصف قسوة جميع مقاتلي زمره  مجاهدي خلق عندما واجهوا مدنيين إيرانيين، وكيف مزقوا لحم النساء وأعدموا الأبرياء”.

واستخدم صدام مجموعة زمره  مجاهدي خلق الموجودة في العراق لكسب أكبر قدر ممكن من الأراضي الإيرانية.

وكانت زمره  مجاهدي خلق تقوم بحساب الاضطرابات المدنية ضد النظام والدعم الشعبي لقضيتهم، وبدأ جيش من حوالي 15 ألف من القوات المناهضة لإيران المجهزة بالأسلحة والخدمات اللوجستية التي قدمها العراق وأعداء إيران الآخرون من الغرب.

وأثبت هذا مرة أخرى أن زمره  مجاهدي خلق وحلفائهم الأوروبيين لم يكن لديهم أي دليل عن شخصية الفرد الإيراني، حيث دخل الإيرانيون (الجيش) بسرعة في موقع المعركة وبدأوا عملية مرصاد في 28 يوليو 1988 مع الرمز: يا علي.

وكانت أحلام زمره  مجاهدي خلق هي السيطرة على طهران ورفعوا شعار معركتهم “من مهران إلى طهران”، وفي معركة مرصاد تمكن الجيش الإيراني في خطوة تكتيكية في نصب فخ لتلك القوات المهاجمة وتدمير آلياتهم بما في ذلك 120 دبابة وقتل 4800 من عناصر زمره  مجاهدي خلق بينما فر آخرون نحو العراق.

وأصبحت عملية فروغ جاويدان إخفاقًا لزمره  مجاهدي خلق واعتبرت أسوأ عملية عسكرية في العالم استنادًا إلى التكتيكات التي قُتل أو اعتقل فيها العديد من أعضاء زمره  مجاهدي خلق، وبعد العملية، نفى مسعود رجوي دون خجل جميع المسؤوليات، مفضلاً بدلاً من ذلك إلقاء اللوم على عدم التزام أعضائه.

وكانت عملية مرصاد الإيرانية عملية استثنائية يدعي معظم الخبراء العسكريين العالميين أنها عملية كبيرة أظهرت الهجوم المضاد السريع للقوات العسكرية الإيرانية وأحد الأمثلة على التكتيكات العسكرية حول العالم.

مصادر:

[1] قرار مجلس الأمن 598 هو أحد القرارات الصادرة في 29 يوليو 1988 لإنهاء الحرب الإيرانية العراقية.

[2] مقتبس من مذكرات النقيب ستار السعد، المسؤول عن تطوير الأنشطة العملياتية في الفيلق الثالث بالجيش العراقي في كتابه “مذكرات النقيب ستار السعد”.

[3] المصدر نفسه.

أحمد جعفر الساعدي ـ كاتب متخصص في الشأن الإيراني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى