القسم السابع عشر من حوار مؤسسة اسرة سحر مع السيدة بتول سلطاني

رجوي ذاتيا ليس على وفاق مع الرجال
 
اسرة سحر: ما هي المفارقات المطروحة بخصوص هذا الموضوع؟ هل يعني ان المرأة التي تقضي حياتها الزوجية الى جانب زوجها لن يكون لديها الوفاء اتجاه اهدافها.في الحقيقة ان التجنيد بالنسبة للمنظمة يعني ان الشخص الذي يدخل المنظمة عمليا يجب عليه ان يذوب فيها بشكل كامل حتى يتمكن وبهذه الوسائل اللاانسانية ان يحقق اهدافهم ورغباتهم.

السيدة بتول سلطاني: بما اني كنت مسؤولة عن مجموعة من اجتماعات العمليات الجارية وفي بعض منها كنت ادير تلك الاجتماعات التوجيهية لذا فقد تعلمت وكسبت الخبرة من المستويات المتقدمة ومن مريم رجوي بالذات حول كيفية التعامل مع هذه المفارقات كما ان مسعود رجوي كان يحضر ويلقي بتوجيهاته لمسؤولي اجتماعات الثورة الايدلوجية وضمن ماكان يقوله في تلك الاجتماعات لنفرض انكم الان قد جئتم بشاب من داخل ايران وتريدون تفهيمه موضوع الثورة يجب عليكم اولا ان توضحوا له انه لايمكنك ادامة النضال وفي عاتقك زوجة ، او قد جئتم بامرأة وتريدون توجيهها حول هدفها يجب ان تقولوا لها انه لا يمكنك ان تفكري بامورك الجنسية والعاطفية وفي نفس الوقت تشاركين في النضال ثم تطلبون منها تحديد مسيرها وعلى اساس طرح هذا السؤال عليها (هل تريد ان يكون مسيرها مسير النضال والحرية ام مسير الحياة العادية وقضاء الايام) لذا كنا نتعامل مع الافراد الجدد بهذا الاسلوب اي ان نقول له بمقدار انشغال ذهنك بالامور الخارجة عن النضال لايمكنك الانشغال بالنضال ولم تعد مفيدا ، فمثلا بنت قد تزوجت ام لا ( هناك فارق بين المتزوجة عن غيرها ) وعلى سبيل الفرض نتحدث مع بنت لم تتزوج بعد، فنقول في مركز جميع علاقاتك وعواطفك الشخصية هناك نموذج وهو مثالي في المجتمع ثم نسأل ما هو الشيء المثالي في المجتمع بالنسبة للبنت؟ ثم نجيب نحن ايضا ونقول زوج مثالي وبمعايير ذهنك.

وكان رجوي يذكر مثالا بصورة مستمرة الشخص الثوري هل لديه شيئا ليقدمه للثورة وما ذلك الشيء او يقول انتم تريدون الاشتراك في الثورة ما الذي عندكم لتقدموه او اي شيء جئتم به بعنوان ثمن الثورة؟ تركتم البيت والحياة وتركتم ازواجكم ، اطفالكم ليسوا معكم اذن ما الذي جئتم به لتقدموه ، ثم يضيف لكني اقول ان الثوري لديه اشياء كثيرة يقدمها وهي عواطفه (وكان عملهم على مركز عواطف الفرد)، عواطف الفرد بالحقيقة هي مصدر دوافعه ومحركه ، فمثلا التحقت بنت بالمنظمة يقال لها ان كان في مركز عواطفك شاب فان مركز توجهك هي تلك المرأة المثالية التي ترشدك وتهديك.

او مثلا يقال لبنت ان مركز عواطفك رجل وفقا لمعيارك المثالي وبهذه الصورة وبمثل هذه المعادلات يتم تشريح وتحليل البنات والنساء والرجال والشبان لنصل الى هذه النتيجة وهي من اجل ممارسة النضال يجب وقبل كل شيء ان يتخلصوا من هذه المتعلقات وان تحل محلها دوافع ثورية بكل معناها ومحركات حقيقية ونحن بدورنا نقوم بهدم التوجهات والدوافع باصطلاح ضد الثورية من خلال التعليم التشكيلاتي والايدلوجي للمنظمة ونقول لم يعد هذا لك بل ان جميع الدوافع والمؤثرات يجب ان تكون للمنظمة وللطلبات والاوامر التي تصدر عن الجهات العليا والقيادة فمثلا يطلب اليوم منكم هدم هذا البيت ، يجب هدمه وغدا يقولون يجب ان يبنى من جديد ، يجب ان يبنى او يقولون عليكم اليوم باقتلاع الحشائش والادغال ، فبالحقيقة هذا هو الماكنة المحركة من اجل دخول الافراد في المنظمة عمليا وما مطلوب منهم وما عليهم عمله.

الشخص الذي لا يدرك هذه الالية يقدرون وضعه باحتمال امكانية انفصاله عن المنظمة اثناء مسيرته ويأخذون التفكير في اي مكان يحتمل ذلك مثلا ان شخصا لا يمكنه اجتياز المادة أ او سائر مواد الثورة او يحتملون ان يحدث ذلك في المواد المتعلقة بالتطليق وعلى هذا الاساس يمكنهم التشخيص ان كان هذا الشخص مناسبا لضمه للمنظمة ام لا.

في الحقيقة ان التجنيد بالنسبة للمنظمة يعني ان الشخص الذي يدخل المنظمة عمليا يجب عليه ان يذوب فيها بشكل كامل حتى يتمكن وبهذه الوسائل اللاانسانية ان يحقق اهدافهم ورغباتهم.

اسرة سحر: في موضوع ارتباط مسعود ومريم اي زواجهما وخصوصا في موضوع قدراتهم بعد الثورة الايدلوجية ما هي النماذج والفقرات التي لها بعدا تاريخيا او بعدا تشكيلاتيا او اي بعد اخر يتم التأكيد عليها كنماذج على ذلك؟

السيدة بتول سلطاني: بخصوص تقنين هذا الطلاق والزواج ( مسعود ومريم ) وجعله مادة قانونية يذكرون امثلة كثيرة منها : يقولون ان عمل مريم قبل موضوع رفع الحائل او تركها زوجها شريف ( مهدي ابريشمجي) والالتحاق بمسعود يختلف عما هو عليه بعد ذلك بفارق كبير، انهم يعتقدون ان محصلة عملها قبل وبعد هذا الحادث يختلف تماما في النوع والكيفية.

يذكرون مثالا على ذلك ويقولون ان حاصل عمل مريم قبل الطلاق كان بحدود ادارتها لقسم لكنها الان تدير المنظمة باكملها واخذ يقننون ذلك على انه طريقة عمل يستخرجوها من العمل اليومي وحسب اصطلاحهم جعلوها مادة ( قانون ).

انتم تتذكرون انه وبعد موضوع الطلاق والزواج اصبحت مريم المسؤولة الاولى في المنظمة وهذا ما يتخذونه سندا ويقولون انظروا ان مريم وقبل طلاقها من مهدي كانت تدير قسما بحدود لا يتعدى 4 مسؤولين تحت امرتها اما الان فهي المسؤولة في المنظمة وتعقد لوحدها اجتماعات لكل مسؤولي المنظمة وبذلك يريدون البرهنة على ان هذه الطريقة ترفع من تحمل الفرد للمسؤولية وهم يعلمون ذلك من اجل الخداع والمكر لانهم لواناطوا هذه المسؤولية لمريم حتى في ذلك الوقت اي عندما كانت زوجة مهدي ابريشمجي لتمكنت من ادارتها لكنهم ومن اجل البرهنة في جهازهم الماكر حول هذه الحالة التي تشير اليها هل هناك حالة يستند عليها في تبريرهم لموضوع الطلاق الزواج ،ابتداءا تقنين الطلاق والزواج والمسؤلية ثم يسألون مريم هل كان بامكانك تحمل هذه المسؤلية قبل هذه المرحلة وهي تقول كلا انا كنت عاجزة عن ذلك (وقدشهدت انا هذه التصرف) وانا لا اتمكن من ادارة عشرة افراد لكنه وبعد تحرر طاقتي و فتح قيود يدي وارجلي تمكنت من الاتكاء على نقطة اخرى او الوصل بنقطة اخرى المتمثلة بمسعود رجوي تمكنت من تحمل مسؤوليات رفيعة في المنظمة ، يبرهنون على هذه المسائل وفق حالات تطرح بهذه الصورة ويستندون عليها.

اسرة سحر: هناك مجموعة علاقات في التشكيلات بين رجوي والنساء وبالخصوص النساء الاعضاء في مجلس القيادة ماهي تصوراتك واستنتاجاتك حول موضوع مجلس القيادة عند تشكيله؟ اخراج جميع الرجال من مجموعة القيادة وتنصيب النساء من قبل رجوي ليتحملنّ هذه المسؤولية ، ماهو تقييمك لهذه الاحداث في ذلك الوقت وكيف هو الان وماهي كيف دوافع منفذي هذا المشروع؟

السيدة بتول سلطاني: انا اعتقد ان رجوي ليست لديه علاقة مع من هو من جنسه او اقولها بصراحة ان علاقاته بالرجال سيئة جدا ، يظهر وبوضوح وجه شخصيته هذا حتى من خلال اتصالاته اليومية ومسائل عادية جدا وقد تظهر علامات ذلك عليه دون ان يحسها او ينتبه اليها ، انا اتذكر ان رجوي كان يعارض وبشدة ان يكون فريق مصوري الاجتماعات داخل التشكيلات وبالاخص تلك الاجتماعات المتعلقة به من الرجال ، كان معارضا ان يقوم الرجال بهذه الاعمال ولذلك اصدر اوامره بان يكون التصوير لاجتماعات مجلس القيادة من قبل النساء ولن يرضى بغير ذلك ثم اعطى فترة زمنية كي تتعلم خلالها النساء على التصوير ، يمكن القول ان لرجوي تضاد هستيري اتجاه الرجال. عندما انظر الان للموضوع ولكل علاقاته اعتقد ان اساس رؤيته هذه هي تركيب من نزوات وحسد ، وقد يكون طبيعيا ان كل رجل عندما يكون مع مجموعة من النساء لايحب ان يكون هناك رجلا اخرا متواجدا في ذلك الجو ، هذا ما يقوله حسي الداخلي ، لذلك كان يسعى رجوي ان يكون الكادر الذي يحتاجه لتنفيذ جميع الامور المتعلقة به مؤلفا من النساء. ان اردنا النظر والتقييم بصورة صحيحة لهذه الضرورة الموجودة في ذاته نرى انه حقيقة لايريد او يمكن القول لايتمكن ان يتحمل وجود رجل حتى وان كان مصور امامه.

هذه الظواهر والعلامات جديدة في علاقته العادية والروتينية وفي باقي الموضوعات كان كذلك مثلا كان يخطط كثيرا ويسعى لمعرفة كيف يتمكن من استحصال طلب اعتذار اعضاء المكتب السياسي (جميع اعضاؤه من الرجال)، يبدو ان رجوي يعتقد ان النساء يعملنّ بصورة جيدة ولذلك قد يكون معجبا وبشكل دائم بالنساء.

بحيث عندما ترد امرأة جديدة في المنظمة يبقى رجوي مدهوشا ويستقبلها بكل حفاوة وحرارة ومزاح وضحك. وبخصوص تحمل  المسؤوليات وسلسلة المراتب كان يتابع عسى ان لايتمكن احد الرجال من مهمته فسرعان ما ينحيه عن منصبه ويحل محله احدى النساء ، بسبب هذا التوجه عندما طرح موضوع مجلس القيادة نحى جميع الرجال وانتخب النساء بدلا عنهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى