إن زمرة مجاهدي خلق تحظى اليوم بكراهية شديدة بين الشعب الإيراني. إن هذه الكراهية متجذرة في التاريخ المعقد للمجموعة، وأفعالها المثيرة للجدل، وقراراتها السياسية، التي اتهمتها في نظر العديد من الإيرانيين ليس فقط بخيانة الأمة، ولكن أيضًا بالتواطؤ مع أعداء إيران. وتبحث هذه المذكرة بعمق أكبر في أسباب هذه الكراهية، من منظور تاريخي واجتماعي وسياسي، وتحلل تأثير الدعم الأجنبي لهذه المجموعة على آراء الشعب الإيراني. الجذور التاريخية للكراهية العميقة، من الثورة إلى التحالف مع صدام .
تأسست زمرة مجاهدي خلق في البداية بأيديولوجية مشتركة بين الماركسية والإسلامية وقاتلت ضد نظام الشاه في الستينيات والسبعينيات. بعد انتصار الثورة عام 1979، دعمت هذه المجموعة في البداية آية الله الخميني، ولكنها سرعان ما اختلفت مع الجمهورية الإسلامية. وقد أدت هذه الاختلافات إلى صراعات مسلحة في أوائل ثمانينيات القرن العشرين، حيث نفذت حركة مجاهدي خلق العديد من العمليات الإرهابية ضد المسؤولين والمؤسسات الحكومية. ورغم أن هذه الإجراءات كانت تهدف إلى زعزعة استقرار الجمهورية الإسلامية، إلا أنها أسفرت أيضاً عن مقتل مئات المدنيين ابریاء، مما ترك وصمة عار لا تمحى على سمعة مجاهدی خلق.
لقد نظر الشعب الإيراني إلى تعاون مجاهدي خلق مع صدام، بما في ذلك المشاركة في العمليات العسكرية ضد إيران،و ایضا فی العراق فی انتفاضة شعبانیه باعتباره خيانة لا تغتفر ولم يكن يُنظر إلى هذه المجموعة على أنها مرتزقة صدام فحسب، بل كانت أيضًا موضع استنكار شديد بسبب دورها في مذبحة الإيرانيين..
على سبيل المثال، كانت عملية “فروغ جاویدان” في عام 1988، والتي تم تنفيذها بدعم من جيش صدام، محاولة فاشلة للإطاحة بالجمهورية الإسلامية. ولم تفشل هذه العملية فحسب، بل أدت أيضًا إلى مقتل الآلاف من أعضاء زمرة مجاهدي خلق والقوات الإيرانية، مما أدى إلى تعميق الكراهية العامة تجاه المجموعة. لقد نظر الإيرانيون، حتى أولئك الذين كانوا على خلاف مع الجمهورية الإسلامية، إلى هذا العمل ليس باعتباره نضالاً من أجل التحرير، بل باعتباره تعاوناً مع عدو أجنبي ضد أمتهم.